شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية

مِن معاجز رسول الله صلّى الله عليه وآله 2

0 المشاركات 00.0 / 5

إستجابة دعائه صلَّى الله عليه وآله

• قال أبيض بن حمال: كان بوجهي حزاز ـ يعني القوباء ـ قد التمعت. فدعاه النبيّ صلّى الله عليه وآله فمسح وجهه، فذهب في الحال ولم يبقَ له أثرٌ على وجهه. ( الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي 56:1 / ح 89 ـ عنه: بحار الأنوار للشّيخ المجلسيّ 13:18 / ح 33. ورواه: البيهقي في دلائل النبوّة 117:6، وابن حجر العسقلاني في الإصابة في تمييز الصحابة 17:1 9.
• مَرِض أبو طالب ر ضوان الله عليه فدخل عليه رسول الله صلّى الله عليه وآله، فقال أبو طالب: يا ابن أخ، أُدعُ ربَّك الذي تعبده أن يُعافيَني. فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله: اللّهمّ اشفِ عمّي. فقام كأنّما أُنشِط مِن عِقال! ( الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي 49:1 / ح 67 ـ عنه: بحار الأنوار للشّيخ المجلسيّ 9:18 / ح 16. ورواه ابن شهرآشوب في مناقب آل أبي طالب 75:1، والبيهقي في دلائل النبوّة 569:2 بإسناده إلى عائشة وقال: رواه مسلم في الصحيح عن ابن أبي شيبة ).
• عن حمّاد بن أبي طلحة، عن أبي عوف، عن أبي عبدالله ( الصادق ) عليه السّلام قال: إنّ رجلاً مكفوفَ البصر أتى النبيَّ صلّى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله، ادعُ اللهَ أن يردّ علَيّ بصري. قال: فدعا اللهَ فردّ عليه بصره.. ( بصائر الدرجات للصفّار القمّي 72 ـ عنه: بحار الأنوار 5:18 / ح 4 ).
• خرج النبيّ صلّى الله عليه وآله فعَرَضَت له امرأة مسلمة فقالت: يا رسول الله، إنّي امرأة ومعي زوجٌ لي في بيتي مثل المرأة! فقال: ادعي زوجَكِ. فدَعَتْه، فقال لها: أتُبغضينَه ؟ قالت: نعم.
فدعا النبيُّ صلّى الله عليه وآله لهما، ووضع جبهتَها على جبهته فقال: اللّهمّ ألِّفْ بينهما، وحَبِّبْ أحدَهما إلى صاحبه.
ثمّ قالت المرأة بعد ذلك: ما طارف ولا تالد ( أي ما مالٌ حديث ولا قديم ) أَحبُّ إليّ منه. فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله: إشهدي أنّي رسول الله. ( الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي 51:1 ـ 52 / ح 78 ـ وعنه: بحار الأنوار للشّيخ المجلسي 11:18/ ح 26. وأورده: ابن شهرآشوب في مناقب آل أبي طالب 73:1، ورواه: البيهقي في دلائل النبوّة 228:6 بإسناده إلى عبدالله بن عمر ).
• أنشدَ النابغةُ الجَعديّ رسولَ الله صلّى الله عليه وآله قوله:

بَلَغْنا السمـاءَ عِزّةً وتكـرّماً

 

وإنّا لَنرجو فوقَ ذلك مَظْهَرا

فقال: إلى أين يا أبا ليلى ؟! قلت: إلى الجنّة. قال صلّى الله عليه وآله: أحسنت، لا يَفضُض اللهُ فاك.
قال الراوي: فرأيتُ الجعديَّ شيخاً له ثلاثون ومائةُ سنة وأسنانه مثلُ ورق الأُقحوان نقاءً وبياضاً، وقد تهدّم جسمُه إلاّ فاه!
( الخرائج والجرائح لقطب لقطب الدين الراوندي 51:1/ ح 77 ـ عنه: بحار الأنوار للشيخ المجلسيّ 11:18 / ح 25. ورواه: البيهقي في دلائل النبوّة 232:6 ـ 233 بثلاثة طرق، وأخرجه: السيوطي في الخصائص الكبرى 72:3 ).
• نَهَت قريشٌ الطفيلَ بن عمرو عن الاقتراب من النبيّ صلّى الله عليه وآله، فدخل المسجد فحشا أُذُنَيه بِكُرسُف؛ لكي لا يسمع صوته، فكان يسمع فأسلم، وقال:

يُحـذّرُني محمّـدَها قـريشٌ

 

وما أنا بالهَيُوبِ لدى الخصامِ

فقـام إلى المقـام وقُمتُ منه

 

بعيداً حيث أنجـو مِـن مَلامِ

وأُسمِعتُ الهدى وسمعتُ قولاً

 

كريماً ليس مِن سجع الأنـامِ

وصدّقتُ الرسولَ، وهانَ قومٌ

 

علَيّ رَمَـوه بالبُـهتِ العِظامِ

ثمّ قال: يا رسول الله، إنّي امرؤ مُطاع في قومي، فادعُ اللهَ أن يجعل لي آيةً تكون لي عوناً على ما أدعوهم إلى الإسلام. فقال صلّى الله عليه وآله: اللّهمّ اجعَلْ له آية.
فانصرف إلى قومه إذ رأى نوراً في طرف سوطه كالقنديل فأنشأ قصيدةً منها:

ألا أبلِـغْ لـديك بني لَـوِيٍّ

 

على الشَّـنآنِ والغضبِ المردِّ

بـأنّ اللهَ ربَّ النـاس فـردٌ

 

تعـالى جَـدُّه عن كلِّ جَـدِّ

وأنّ محمّـداً عبـدٌ رسـولٌ

 

دليلُ هُدىً ومُوضِحُ كلِّ رُشْدِ

رأيتُ لـه دلائلَ أنبـأتْـني

 

بـأنّ سبيلَه يَـهدي لِقَـصْدِ

(مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 104:1 ـ عنه: بحار الأنوار للشّيخ المجلسيّ 381:17 / ح 50 ).
• روى الشّيخ المفيد بسندٍ ينتهي إلى عبدالرحمان بن أبي ليلى، عن الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السّلام أنّه قال: دعاني النبيُّ صلّى الله عليه وآله وأنا أرمَدُ العين، فتفل في عيني، وشدّ العمامة على رأسي، وقال: اللهمّ أذْهِبْ عنه الحرَّ والبرد. فما وجدتُ بعدَها حَرّاً ولا برداً! ( مجالس الشّيخ المفيد أو أمالي الشّيخ المفيد 187 ـ 188، وأمالي ابن الشّيخ الطوسي 55 ـ عنهما: بحار الأنوار للشّيخ المجلسيّ 4:18 / ح 2. وروى الخبرَ أيضاً قطبُ الدين الراونديّ هكذا:
أنّ عليّاً عليه السّلام كان رَمِد العين يوم خيبر، فتفل رسولُ الله صلّى الله عليه وآله في عينه، ودعا له وقال: اللهمّ أذْهِبْ عنه الحرَّ والبرد. فما وجد حرّاً ولا برداً بعده، وكان يخرج في الشّتاء في قميصٍ واحد. الخرائج والجرائح 57:1 / ح 94 ـ عنه بحار الأنوار 13:18 / ح 36. ورواه: ابن المغازليّ في مناقب عليّ بن أبي طالب عليه السّلام 74 / ح 110، وبدر الدين العيني في عُمدة القاري 16، وباكثير الحضرمي في وسيلة المآل 115 ـ من المخطوطة، واللكهنوي في مرآة المؤمنين 53، والمولوي الهندي في وسيلة النجاة 156، وعلي بن سلطان القاري في مرقاة المفاتيح في مشكاة المصابيح 440:11، وسبط ابن الجوزي في تذكرة خواصّ الأُمّة 29، والبدخشي في مفتاح النجا في مناقب آل العبا 127 ـ من المخطوطة.. ولا بأس بمراجعة: إحقاق الحقّ للسيّد نور الله التستري 445:5 و 230:16 و 132:17 ).
• مَرِض الإمام عليّ عليه السّلام يوماً فأخذ يقول: اللّهمّ إن كان أجلي قد حضر فأرِحْني، وإن كان متأخّراً فارفَعْني، وإن كان للبلاء فصَبِّرْني. فقال النبي صلّى الله عليه وآله: اللّهمّ اشْفِه، اللهمّ عافِه. ثمّ قال له: قُم.
قال عليّ عليه السّلام: فقمت، فما عاد ذلك الوجعُ إليّ بعد. ( الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي 49:1 / ح 68 ـ عنه: بحار الأنوار للشّيخ المجلسيّ 10:18 / ح 17. ورواه: البيهقي في دلائل النبوّة 179:6 بإسناده إلى عبدالله بن سلمة عن الإمام علي عليه السّلام ).
• قال الإمام علي سلام الله عليه: بَعَثَني رسولُ الله صلّى الله عليه وآله إلى اليمن فقلت: يا رسول الله، بعثتَني وأنا حديث السنّ لا علمَ لي بالقضاء، فقال: انطَلِقْ؛ فإنّ الله سيهدي قلبك ويثبّتُ لسانك.
قال علي عليه السّلام: فما شككتُ في قضاءٍ بين رجلَين!
( الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي 53:1 / ح 83 ـ عنه: بحار الأنوار للشّيخ المجلسيّ 12:18 / ح 29. ورواه: ابن شهرآشوب في مناقب آل أبي طالب 74:1، والبيهقي في دلائل النبوّة 397:5، وابن سعد في الطبقات الكبرى 337:2، وأحمد بن حنبل في مسنده 83:1 وفي فضائله 71 / ح 108، وابن ماجة في سننه 48:2، والنسائي في خصائص أمير المؤمنين عليه السّلام 70 ـ 71، والحاكم في مستدركه 135:3، والخوارزمي في المناقب 41، والجويني في فرائد السّمطين 167:1. ولا بأس بمراجعة: إحقاق الحقّ للقاضي التستري 63:7 ـ 75، و 34:8 ـ 47، و 119:17 ـ 125 و 299 و 519 ـ 521 ).
• مُطِر أهلُ المدينة مطراً عظيماً، فخافوا الغرق، فشكوا إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله فقال يدعو: اللّهمّ حوالَينا، ولا علينا. فعاين مؤمنُهم وكافرهم أمراً لم يعاينوا مِثلَه! ( الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي 29:1 / ح 21 ـ عنه: بحار الأنوار 354:17 / ح 6. وأورده: الطبرسي في إعلام الورى بأعلام الهدى 82:1 ـ 83 هكذا:
إنّ أهل المدينة مُطِروا حتّى أشفقوا من خراب دورها وانهدام بنيانها، فقال صلّى الله عليه وآله: اللّهمّ حوالَينا ولا علينا. فانجاب السَّحاب عن المدينة وأطاف حولها مستديراً كالإكليل، والشمس طالعة في المدينة والمطر يهطل على ما حولها، يَرى ذلك ظاهراً مؤمنُهم وكافرهم، فضحك رسول الله صلّى الله عليه وآله حتّى بَدَت نَواجِذه وقال: لِلهِ دَرُّ أبي طالب! لو كانت حيّاً قَرَّت عيناه، مَن يُنشدنا قولَه ؟
فقام أمير المؤمنين عليه السّلام فقال: يا رسول الله، كأنّك أردتَ قولَه:

وأبيضُ يُستَسقى الغَمـامُ بوجهِهِ

 

ثُمـال اليتامى عِصمةٌ للأراملِ

يطوفُ بها الهُلاّكُ مِن آلِ هاشمٍ

 

فهُمْ عندَه فـي نعمةٍ وفـواضلِ

رواه أيضاً: الشّيخ المفيد في أماليه 301 / ح 3، والشّيخ الطّوسي في أماليه 73:1، وابن حمزة في الثاقب في المناقب 89، والصنعاني في المصنَّف 91:3 / ح 4910، والبخاري في صحيحه 35:2، ومسلم في صحيحه 612:2 / ح 897، وأبو داود في سننه 304:1 / ح 1174، والبيهقي في سننه 353:3، والبيهقي في دلائل النبوّة 140:6، والحرّ العاملي في إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات 91:2 / ح 445 ـ عن إعلام الورى ).
• وبسندٍ ينتهي إلى أبي هريرة قال: أصابنا عطشٌ في الحديبيّة فجَهِشْنا إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله، فبسط يديه بالدعاء فتألّق السحاب، وجاء الغيث فرُوينا.
قال الأصمعيّ: الجَهْش أن يفزع الإنسان إلى الإنسان. وقال أبو عبيدة: وهو مع فزعه كأنّه يريد البكاء. ( أمالي ابن الشّيخ الطوسي 80 ـ عنه: بحار الأنوار للشيخ المجلسي 5:18 / ح 3 ).
• أصابَ النّاسَ في وقعة تبوك عطش فقالوا: يا رسول الله، لو دَعَوتَ اللهَ لَسقانا. فقال صلّى الله عليه وآله: لو دَعَوتُ الله لَسُقِيت. قالوا: يا رسول الله، ادعُ اللهَ لَيسقيَنا.
فدعا، فسالت الأودية.. وإذا قوم على شفير الوادي يقولون: مُطِرنا بنَوءِ الذراع وبنوءِ كذا! فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: ألا تَرَون ؟ فقال خالد: ألا أضربُ أعناقَهم ؟! فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: لا، هم يقولون هكذا، وهم يعلمون أنّ الله أنزله. ( الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي 99:1 / ح 160 ـ وعنه: بحار الأنوار للشّيخ المجلسيّ 15:18 / ح 42 و 316:58 / ح 7.
والنوء: النجم إذا مال للمغيب، سُمّي نوءً لأنّه إذا سقط بالمغرب نال الطالع بالمشرق. والذراع: أحد الأنواء الثمانية والعشرين من منازل القمر ـ لسان العرب لابن منظور 176:1 ).
• روى الشّيخ المفيد عن عليّ بن بلال، عن النعمان بن أحمد، عن إبراهيم بن عرفة، عن أحمد بن رشيد بن خثيم، عن عمّه سعيد، عن مسلم الغلاّبي قال:
جاء أعرابي إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله فقال: واللهِ يا رسول الله، لقد أتيناك وما لنا بعيرٌ يَئِطّ، ولا غنمٌ يغطّ. ثمّ أنشأ يقول:

أتينـاكَ يا خيـرَ البـريّـةِ كلِّـها

 

لترحمَـنا مِمّـا لَقِينـا مِـن الأزْلِ

أتينـاكَ والعـذراءُ يدمـى لبـانها

 

وقـد شُغِلَت أمُّ الصبـيِّ عن الطفلِ

وألقى بكفَّيـهِ الـفـتيُّ استكـانـةً

 

مـن الجوع ضَعفاً لا يمرّ ولا يُحلي

ولا شيءَ مِمّـا يأكلُ النّـاسُ عندَنا

 

سوى الحنظلِ العاميّ والعَلْهَزِ الفَسْلِ

وليـس لنـا إلاّ إلـيـك فِـرارُنـا

 

وأيـن فرارُ النّـاس إلاّ إلى الرُّسْلِ

فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله لأصحابه: إنّ هذا الأعرابيَّ يشكو قلّة المطر وقحطاً شديداً. ثمّ قام يجرّ رداءه حتّى صَعِد المنبر فحَمِد الله وأثنى عليه، فكان فيما حَمِدَه به أن قال:
الحمدُ لله الذي علا في السّماء فكان عالياً، وفي الأرض قريباً دانياً، أقربُ إلينا مِن حبل الوريد. ورفع يديه إلى السماء وقال: « اللّهمّ اسْقِنا غيثاً مُغيثاً مَريئاً مَريعاً غَدقاً طَبَقاً، عاجلاً غيرَ رائث، نافعاً غير ضارّ، تملأ به الضَّرْع، وتُنبت به الزرع، وتُحيْي به الأرضَ بعد موتها ».
فما ردّ يده إلى نحره حتّى أحدَقَ السَّحابُ بالمدينة كالإكليل، وألقت السّماء بأوراقها، وجاء أهل البطاح يصيحون: يا رسول الله الغَرَقَ الغَرَق! فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: اللّهمَّ حوالَينا ولا علينا. فانجاب السحاب عن السماء، فضحك رسول الله صلّى لله عليه وآله وقال: للهِ دَرُّ أبي طالب، لو كان حيّاً لَقَرّت عيناه، مَن يُنشِدنا قولَه ؟ فقام عمر فقال: عسى أردتَ يا رسول الله:

وما حَملَتْ مِن ناقةٍ فوقَ ظهرِها

 

أبـرَّ وأوفى ذِمّـةً مِـن محمّدِ

فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: ليس هذا مِن قول أبي طالب، هذا من قول حسّان ابن ثابت. فقام عليُّ بن أبي طالب عليه السّلام فقال: كأنّك أردتَ يا رسول الله:

وأبيَضُ يُستسقى الغَمـامُ بوجهِهِ

 

ربيع اليتـامى عصـمةٌ للأراملِ

تلوذُ به الهُـلاّكُ مِن آل هاشـمٍ

 

فهُـمْ عندَه في نعـمةٍ وفواضلٍ

كذِبتُم وبيتِ الله « يُبزى محمّدٌ »

 

ولمّـا نُمـاصِعْ دونَـه ونُقـاتِلِ

ونُسْـلِمُه حتّـى نُصَرَّعَ حولَـه

 

ونُذهَلَ عـن أبنـائِنا والحـلائلِ

فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: أجل. فقام رجلٌ من بني كِنانة فقال:
 

لك الحمدُ والحمدُ ممّن شَكَرْ

 

سُقينـا بوجهِ النبـيِّ المَطَرْ

دعـا اللهَ خـالـقَه دعـوةً

 

وأشخص منه إلـيه البصرْ

فلم يكُ إلاّ كألـقى الـرداء

 

وأسرع حتّى أتـانا الـدُّرَرْ

دفـاق العزائل جمّ البعـاق

 

أغاث به اللهُ عُلـيا مُضَـرْ

فكـان كمـا قـاله عمُّـه

 

أبـو طالب ذا رَواءٍ أغَـرّْ

بهِ اللهُ يَسقي صُيوبَ الغَمام

 

فهذا العِيـانُ وذاك الخَـبَرْ

فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: يا كنانيّ، بَوّأك اللهُ بكلّ بيتٍ قلتَه بيتاً في الجنّة. ( مجالس المفيد أو أمالي الشّيخ المفيد 178 ـ 180، أمالي ابن الشّيخ الطوسي 45 ـ 47، عنهما: بحار النوار للشّيخ المجلسي 1:18 ـ 3 / ح 1 ).
• في ظل الآيات المباركة:  اقتَرَبتِ الساعةُ وانْشَقَّ القمَر * وإن يَرَوا آيةً يُعرِضُوا ويَقولُوا سِحْرٌ مُسْتمِرّ..  قال الشّيخ الطبرسي:  اقتربتِ الساعة  أي قَرُبت الساعة التي تموت فيها الخلائق وتكون القيامة، والمراد: فاستعدّوا لها قبل هجومها.  وانشَقَّ القَمَر  قال ابن عبّاس: اجتمع المشركون إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله فقالوا: إنْ كنتَ صادقاً فشُقَّ لنا القمرَ فِلقَتَين، فقال لهم رسول الله صلّى الله عليه وآله: إنْ فعلتُ تُؤمنون ؟ قالوا: نعم.
وكانت ليلة بدر، فسأل رسول الله صلّى الله عليه وآله ربَّه أن يُعطيَه ما قالوا، فانشَقّ القمر فِلقَتَين، ورسول الله صلّى الله عليه وآله ينادي: يا فلان، يا فلان.. اشهدوا...
وقد روى حديثَ انشقاق القمر جماعةٌ كثيرة من الصحابة، منهم: عبدالله بن مسعود، وأنس بن مالك، وحُذَيفة بن اليمان، وعبدالله بن عمر، وعبدالله بن عبّاس، وجبير بن مُطعِم، وعليه جماعة من المفسّرين... ( مجمع البيان في تفسير القرآن للطبرسي 186:9 ).
وقال الرازي: المفسّرون بأسْرِهم على أنّ المراد أنّ القمر حصل فيه الانشقاق، ودلّت الأخبار على حدوث الانشقاق. وفي الصحاح خبر مشهور رواه جمع من الصحابة، قالوا: سُئل رسول الله صلّى الله عليه وآله انشقاقَ القمر معجزةً، فسأل ربَّه فشقَّه.. ( يراجع بحث ذلك في: بحار الأنوار للشّيخ المجلسيّ 347:17 ـ 358 ).
• قال القاضي عياض في ( الشفاء ): خرّج الطحاوي في ( مشكل الحديث ) عن أسماء بنت عُميس من طريقين، أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله كان يُوحى إليه ورأسُه في حِجر عليٍّ فلم يُصلّ ( عليٌّ ) العصرَ حتّى غَرُبت الشمس، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: أصلّيتَ يا عليّ ؟! قال: لا. فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله: اللّهمّ إنّه كان في طاعتك وفي طاعة رسولك، فاردُدْ عليه الشمس.
قالت أسماء: فرأيتها غَرُبت، ثمّ رأيتها طَلَعَت بعدما غربت ووقعت على الأرض، وذلك بالصَّهباء في خيبر.
قال: وهذانِ الحديثان ثابتان، ورُواتهما ثقات. وحكى الطحاوي أنّ أحمد بن صالح كان يقول: لا ينبغي لمَن سبيلُه العلم التخلّف عن حفظ حديث أسماء؛ لأنّه من علامات النبوّة.
وروى يونس بن بُكَر في زيادة المغازي روايته عن ابن إسحاق: لمّا أُسريَ برسول الله صلّى الله عليه وآله وأخبر قومه بالرفقة والعلامة التي في العِير، قالوا: متى تجيء ؟ قال: يوم الأربعاء. فلمّا كان ذلك اليومُ أشرفت قريش ينظرون وقد ولّى النهار ولم تجئ، فدعا رسولُ الله صلّى الله عليه وآله فزِيدَ له في النهار ساعة، وحُبِست عليه الشمس. ( شرح الشفاء 589:1 ـ 591، عنه: بحار الأنوار للشّيخ المجلسيّ 358:17 ـ 359 ).
• قالت أسماء بنت عميس: إنّ عليّاً عليه السّلام قد بعثه رسولُ الله صلّى الله عليه وآله في حاجةٍ في غزوة حُنَين، وقد صلّى النبيُّ صلّى الله عليه وآله العصر ولم يُصلِّها عليٌّ عليه السّلام، فلمّا رجع وضع رأسَه في حِجر عليٍّ عليه السّلام وقد أُوحيَ إليه، فجلّله بثوبه.. ولم يزل كذلك حتّى كادت الشمس تغيب، ثمّ إنّه سُرّي عن النبيّ صلّى الله عليه وآله.
فقال: أصلّيتَ يا علي ؟ فقال: لا. قال النبيّ صلّى الله عليه وآله: اللّهمّ رُدَّ على عليٍّ الشمس. فرجعت حتّى بَلَغَت نصف المسجد.
قالت أسماء: وذلك بالصبهاء. ( الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي 52:1 ـ 53 / ح 81 ـ عنه: بحار الأنوار للشّيخ المجلسيّ 359:17 / ح 14 وج 179:41 / ح 15. وأخرجه بهذا اللفظ وبغيره: السيوطي في الخصائص الكبرى 324:2 عن ابن مندة وابن شاهين والطبراني، بأسانيدهم عن أسماء بنت عُمَيس.. وأخرجه عن ابن مردَوَيه وأبي هريرة وعن الطبرانيّ عن جابر الأنصاري ).
• وعن أسماء بنت عميس أيضاً قالت: كنّا مع النبيّ في غزوة حُنَين، فبعث عليّاً في حاجة، وقد صلّى رسولُ الله العصر ولم يُصلِّها عليّ، فلمّا رجع وضع رسول الله رأسه في حِجر عليٍّ حتّى غربت الشمس.. فلمّا رفع النبيّ رأسه قال عليّ: لم أكن صلّيتُ العصر. فقال النبيّ:
اللّهمّ إنّ عليّاً حبس بنفسه على نبيّك، فَرُدَّ له الشمس.
فطلعت حتّى ارتفعت الشمس على الحيطان والأرض.. حتّى صلّى عليٌّ العصر، ثمّ غربت.
قالت أسماء: وذلك بالصهباء ( موضع بينه وبين خيبر روحة )، في غزوة حُنَين، وإنّ عليّاً صلّى إيماءً، ثمّ قال له النبيّ: يا عليّ، أما إنّها سَتُردّ عليك بَعدي حُجّةً على أهل خلافك!
فقال حسّان بن ثابت في ذلك:

إنّ عليَّ بـن أبـي طـالبٍ

 

رُدَّتْ له الشمسُ مِن المغربِ

رُدَّت عليه الشمسُ في ضوئِها

 

عصراً كأنّ الشمسَ لم تَغرُبِ

( الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي 498:2 ـ 499 / ح 13. والحديث متواتر مشهور، ورد بأسانيدَ ومتونٍ مختلفة بلغت العشرات في مصادر، منها: الكافي للكليني 561:4 / ح 7، علل الشرائع للصدوق 351:2 / ح 3. الإرشاد للشّيخ المفيد 200. أمالي الشّيخ المفيد 55. قصص الأنبياء لقطب الدين الراوندي 278 ـ 279 من المخطوطة، بشارة المصطفى لشيعة المرتضى لأبي جعفر محمّد بن أبي القاسم الطبري 267. تأويل الآيات للأسترآبادي 655:2 / ح 2. إثبات الوصيّة للمسعودي 150. روضة الواعظين للفتّال النيسابوري 157. إعلام الورى 350:1. كشف الغمّة للإربلّي 282:1. مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب. الطرائف لابن طاووس 84 / ح 117. مناقب عليّ بن أبي طالب لابن المغازلي 96 ـ 99 / ح 140 ، 141. فرائد السمطين للجويني 183:1 / ح 146. مشكل الآثار للطحاوي 8:2 ـ 9، 388:4. تاريخ دمشق لابن عساكر 283:2. المناقب للخوارزمي 217. تذكرة خواصّ الأمّة لسبط ابن الجوزي 53 ـ 55. كفاية الطالب للگنجي الشافعي 385 ـ 387. مفتاح النجا في مناقب آل العبا للبدخشي 37 ـ من المخطوطة. ميزان الاعتدال للذهبي 244:2. لسان الميزان لابن حجر العسقلاني 276:4. المواهب اللدنيّة للقسطلاني 113:5. الصواعق المحرقة لابن حجر الهيثمي 76. مدارج النبوّة للدهلوي 336. الحاوي للفتاوي للسيوطي 369. وسيلة النجاة للسهالوي 169. قصص الأنبياء أو عرائس المجالس للثعلبي 340. التفسير الكبير للفخر الرازي ـ في ظلّ سورة الكوثر. أرجح المطالب للأمرتسري 686. إسعاف الراغبين لابن الصبّان المصري 177. الرياض النضرة لمحبّ الدين الطبري 179:2. تاريخ الخميس للدياربكري 58:2. المنتقى للكازروني 149. الشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض 420. ينابيع المودة للشّيخ سليمان القندوزي الحنفي 287. نهاية الأرب للنويري المصري 310:18. البداية والنهاية لابن كثير 282:6. مجمع الزوائد للهيثمي 297:8. وفاء الوفا للسمهودي 33:2. الخصائص الكبرى للسيوطي 82:2. كنز العمّال للمتقي الهندي 277:6.. وعشرات المصادر الأخرى، جمع قسماً كبيراً منها: السيّد نور الله القاضي التستري الشهيد في كتابه إحقاق الحقّ 522:5 ـ 536، ج 315:16 ـ 331 ).
• روى ابن شهرآشوب المازندرانيّ السَّرَوي، أنّه:
ـ كان عند خديجة رضوان الله عليها امرأةٌ عمياء، فقال صلّى الله عليه وآله: لَتكوننّ عيناكِ صحيحتَين. فقالت خديجة: هذا دعاءٌ مبارك!
فقال:  وما أرسَلْناكَ إلاّ رحمةً.. .
ـ ودعا صلّى الله عليه وآله لقيصر فقال: ثبّتَ اللهُ مُلْكَه. فكان كما كان.
ـ ودعا على كسرى: مَزّقَ اللهُ مُلكَه. فكان كما قال.
ـ وقال للنابغة ( الجعديّ ) ـ وقد مدحه ـ: لا يُفُضضِ اللهُ فاك. فعاش مئةً وثلاثين سنة.. كلّما سقطت له سنٌّ نبتت له أخرى أحسن منها.
ـ وعن ميمونة أنّ عمرو بن الحَمِق سقى النبيَّ صلّى الله عليه وآله لبناً، فقال: اللّهمّ أمتِعْه بشبابهِ. فمرّت عليه ثمانون سنةً لم يَرَ شعرةً بيضاء.
ـ ومرّ النبيّ بعبدالله بن جعفر وهو يصنع شيئاً من طينٍ مِن لُعَب الصبيان، فقال: ما تصنع بهذا ؟ قال: أبيعه، قال ما تصنع بثمنه ؟ قال: أشتري رُطباً فآكله. فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله: اللّهمّ بارِكْ له في صفقة يمينه.
فكان يُقال: ما اشترى شيئاً قطُّ إلاّ ربح فيه، فصار أمره إلى أن يُمثَّل به، فقالوا: عبدالله بن جعفر الجواد، وكان أهل المدينة يتداينون ( وفي رواية: يقترض ) بعضُهم من بعض إلى أن يأتي عطاء جعفر بن عبدالله.
( مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 73:1 ـ 74، عنه: بحار الأنوار للشّيخ المجلسيّ 17:18 ـ 18 / ح 45 ).
• وعن عبدالله بن مسعود قال: كنّا مع النبيّ صلّى الله عليه وآله نصلّي في ظلّ الكعبة، وناسٌ من قريش وأبو جهل نحروا جَزُوراً في ناحية مكّة، فبعثوا فجاؤوا بسلاها ( أي أحشاءها ) فطرحوه على كتفَيه، فجاءت فاطمة عليها السّلام فطرحته عنه، فلمّا انصرف قال: اللّهمّ عليك بقريش.. بأبي جهلٍ وبعُتبة وشَيبةَ والوليدِ بن عُتبة وأُميّةَ بنِ خلفٍ وبعُقْبة بن أبي مُعَيط.
قال عبدالله بن مسعود: ولقد رأيتهم قتلى في قَليب بدر!
( الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي 51:1 / ح 76 ـ عنه: بحار الأنوار للشّيخ المجلسيّ 57:18 / ح 12. ورواه: البيهقي في دلائل النبوّة 279:2، ومسلم في صحيحه 1419:3 / ح 108 و 109، والبخاري في صحيحه 53:4 ـ بأسانيدهم عن عبدالله بن مسعود ).
• ويوم بدر.. أخذ النبيّ صلّى الله عليه وآله مِلْءَ كفّه من الحصباء فرمى بها وجوه المشركين وقال: شاهَت الوجوه! فجعل اللهُ سبحانه لتلك الحصباء شأناً عظيماً، لم تترك من المشركين رجلاً إلاّ ملأت عينيه، وجعل المسلمون والملائكة يقتلونهم ويأسرونهم، ويجدون كلَّ رجلٍ منهم منكبّاً على وجهه لا يدري أين يتوجّه.. يعالج الترابَ ينزعه من عينَيه!
( إعلام الورى بأعلام الهدى للطبرسي 83:1. كنز الفوائد للكراجكي 169:1. السيرة النبويّة لابن هشام 280:2. دلائل النبوّة للإصبهاني 604:2 / ح 400. دلائل النبوّة للبيهقي 81:3. الكامل في التاريخ لابن الأثير 126:2. وعن إعلام الورى: الشّيخ المجلسيّ في بحار الأنوار 72:18 / ح 26 ).
 

كراماتٌ باهرة

• لمّا وَضَعَت آمنةُ بنت وهب رسولَ الله محمّداً صلّى الله عليه وآله رأتْ نوراً أضاءت له قصور الشام. وحَدَّثَت أنّها أُتيَتْ حين حملت برسول الله صلّى الله عليه وآله، فقيل لها: إنّكِ حَمَلتِ بسيّد هذه الأُمّة، فإذا وقع على الأرض فقولي:

أُعيذُه بـالواحـدِ

 

مِن شرِّ كلِّ حاسدِ

فإنّ آية ذلك ( أي علامته ) أن يخرج معه نورٌ يملأ قصورَ بُصرى من أرض الشام، فإذا وقع فسمّيه « محمّداً »، فإنّ اسمه في التوراة « أحمد » يَحمَده أهل السماء والأرض، واسمه في الإنجيل « أحمد » يَحمدُه أهلُ السماء والأرض، واسمه في الفُرقان « محمّد ». قالت: فسمّيتُه بذلك.
( إعلام الورى بأعلام الهدى للطبرسي 55:1 ـ الباب الثاني في ذكر آياته الباهرة. ورواه: الإربلّي في كشف الغمّة 20:1، وابن هشام في السيرة النبويّة 166:1، والطبري في تاريخه 156:2، والبيهقي في دلائل النبوّة 82:1 ـ 83، وابن الأثير في الكامل في التاريخ 458:1 ).
• وروى أبو أُمامة قال: قيل: يا رسول الله، ما كان بدَءُ أمرك ؟ قال: دعوةُ أبي « إبراهيم »، وبشرى « عيسى »، ورأتْ أُمّي أنّه خرج منها نورٌ أضاءت له قصور الشام. ( إعلام الورى للطبرسي 56:1. مسند الطيالسي 155 / ح 1140. الطبقات الكبرى لابن سعد 102:1. مسند أحمد بن حنبل 262:5. تاريخ الطبري 165:2. دلائل النبوّة للبيهقي 84:1 ).
• روى أبو سعد الواعظ الخركوشي بإسناده عن مخزوم بن أبي المخزومي، عن أبيه وقد أتت عليه مئةٌ وخمسون سنة، قال: لمّا كانت الليلةُ التي وُلد فيها رسول الله صلّى الله عليه وآله ارتجس إيوان كسرى ( أي اضطرب وتحرّك وسُمع له صوت )، فسقطت منه أربع عشرة شُرفة، وخَمَدت نيران فارس ولم تخمد قبل ذلك منذ ألف عام، وغاضَت بحيرة ساوة... فلمّا أصبح كسرى راعَهُ ذلك وأفزَعَه، وتصبّر عليه تشجّعاً، ثمّ رأى أن لا يدّخر على وزرائه ومَرازِبته ( أي أمراءه )، فجمعهم وأخبرهم بما هاله، فبينا هم كذلك إذ أتاه كتاب بخمود نار فارس!... ( إعلام الورى للطبرسي 56:1 ـ 58. كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق 191 / ح 38. تاريخ اليعقوبي 8:2. تاريخ الطبري 166:2 ـ 168. دلائل النبوّة للإصبهاني 174:1 ـ 177. دلائل النبوّة للبيهقي 126:1 ـ 129. الوفا بأحوال المصطفى لابن الجوزي 97:1 ـ 100 ).
• وكان بمكّة يهوديّ يُقال له « يوسف »، فلمّا رأى النجوم تُقذَف وتتحرّك ليلةَ وُلِد النبيّ صلّى الله عليه وآله قال: هذا نبيٌّ قد وُلِد في هذه الليلة؛ لأنّا نجد في كتبنا أنّه إذا وُلِد آخِر الأنبياء رُجمت الشياطين وحُجِبوا عن السماء.
فلمّا أصبح جاء إلى نادي قريش فقال: هل وُلِد فيكم الليلةَ مولود ؟!
قالوا: قد وُلد لعبد الله بن عبدالمطّلب ابنٌ في هذه الليلة.
قال: فاعرِضوه علَيّ.
فمشَوا إلى آمنة فقالوا لها: أخرجِي ابنَكِ. فأخرَجَتْه في قماطه، فنظر في عينه، وكشف عن كتفَيه فرأى شامةً سوداءَ وعليها شُعَيرات، فلمّا نظر إليه اليهودي وقع إلى الأرض مغشيّاً عليه، فتَعجبَّت منه قريشٌ وضحكوا منه، فقال: أتضحكون يا معشرَ قريش! هذا نبيُّ السيف لَيُبيرنّكم، وذهبت النبوّة عن بني إسرائيل إلى آخِر الأبد.
وتفرّق الناس يتحدّثون بخبر اليهوديّ! ( إعلام الورى بأعلام الهدى للطبرسي 58:1، تفسير القمّي 373:1 ـ 374، كمال الدين وتمام النعمة للشّيخ الصّدوق 97 ).
• عن سالم بن أبي حفصة العجلي، عن أبي جعفر ( الباقر ) عليه السّلام قال: كان في رسول الله صلّى الله عليه وآله ثلاثةٌ لم تكن في أحدٍ غيره: لم يكن له فَيْء ( أي ظِلّ )، وكان لا يمرّ في طريقٍ فيُمرَّ فيه بعد يومينِ أو ثلاثة إلاّ عُرِف أنّه قد مَرّ فيه لِطِيب عَرْفه، وكان لا يمرّ بحَجَرٍ ولا شجرٍ إلاّ سَجَد له ( أي ذلك الحجر أو الشجر )! ( الكافي للكليني 442:1 ـ عنه: بحار الأنوار للشيخ المجلسي 346:17 / ح 17 ).
• روى الراوندي أنّه صلّى الله عليه وآله كان في سفرَينِ مِن أسفاره قبل البعثة معروفَينِ مذكورين عند عشيرته وغيرهم، لا يدفعون حديثَهما ولا يُنكرون ذِكرَهما، فكانت سَحابةٌ أظَلَّتْ عليه حين يمشي تدور معه حيثما دار، وتزول حيث زال، يراها رفقاؤه ومُعاشروه. ( الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي 30:1 / ح 24 ـ عنه: بحار الأنوار للشيخ الملجسيّ 354:17 / ح 7 ).
• ومن معجزاته صلّى الله عليه وآله أنّ أبا طالب سافر به صلّى الله عليه وآله فقال:
كلّما كنّا نسير في الشمس تسير الغمامةُ بِسَيرنا، وتقف بوقوفنا، فنزلنا يوماً على راهبٍ بأطراف الشام في صومعة، فلمّا قَرُبنا منه نظر إلى الغمامة تسير بسَيرنا قال: في هذه القافلة شيء! فنزل فأضافنا، وكشف عن كتفيَه فنظر إلى الشامة بين كتفيه، فبكى وقال: يا أبا طالب، لم تجب أن تخرجه من مكة، وبعد إذ أخرَجْتَه فاحتَفِظْ به، واحذَرْ عليه اليهود؛ فله شأن عظيم، وليتني أُدركه فأكون أوّل مجيب لدعوته. ( بحار الأنوار للشّيخ المجلسيّ 355:17 / ح 9 ـ عن الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي، وقد وجدنا فيه روايتين غير هذه:
الأولى ـ عن الإمام جعفر الصادق عليه السّلام وفيها:.. ثمّ إنّ أبا طالبٍ خرج به معه إلى الشام في تجارة قريش، فلمّا انتهى به إلى بُصرى ـ وفيها راهب لم يكلّمْ أهلَ مكّةَ إذ مرّوا به ـ ورأى علامة رسول الله صلّى الله عليه وآله في الركب، فإنّه رأى غمامةً تُظلُّه في مسيره، ونزل تحت شجرةٍ قريبةٍ من صومعته فتَثنّتْ أغصانُ الشجرة عليه والغمامة على رأسه بحالها.. ( الخرائج والجرائح 71:1 / ح 130 ـ عنه: بحار الأنوار 214:15 / ح 28. ورواه: ابن هشام في السيرة النبوية 191:1، والبيهقي في دلائل النبوّة 26:2، والسيوطي في الخصائص الكبرى 208:1 ).
والثانية ـ عن جابر الأنصاري في سبب تزويج خديجة بمحمّدٍ صلّى الله عليه وآله عن أبي طالب:.. وجاء « بَحِيرا » الراهب وخَدَمنا لمّا رأى الغمامة على رأسه تسير حيثما سار تُظلّه بالنّهار... فتقدّم محمّد صلّى الله عليه وآله على راحلته، وكانت خديجة في ذلك اليوم جالسةً على غرفة مع نسوةٍ فوق سطحٍ لها، فظهر لنا محمّدٌ صلّى الله عليه وآله راكباً، فنظرت خديجةُ إلى غمامةٍ عاليةٍ على رأسه تسير بسيره.. (الخرائج والجرائح 139:1 ـ 140 / ح 226 ـ عنه: بحار الأنوار 3:16 / ح 8 ).
• عن عائشة، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله بعث عليّاً عليه السّلام يوماً في حاجةٍ له، فانصرف إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله وهو في حجرتي، فلمّا دخل عليٌّ من باب الحجرة استقبله رسول الله إلى وسطٍ واسعٍ من الحجرة فعانقه، وأظَلَّتْهما غمامة سَتَرتهما عنّي، ثمّ زالت عنهما الغمامة.. فرأيت في يد رسول الله عنقودَ عِنب أبيض وهو يأكل ويُطعم عليّاً.
فقلت: يا رسول الله، تأكل وتطعم عليّاً ولا تُطعمُني ؟!
قال: إنّ هذا مِن ثمار الجنّة لا يأكله إلاّ نبي أو وصيُّ نبي في الدنيا. ( الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي 165:1 / ح 254 ـ عنه: بحار الأنوار للشّيخ المجلسيّ 360:17 / ح 16 و 101:37 / ح 4، و 125:39 / ح 11 ).
• قالت فاطمة بنت أسد: لمّا ظهرت أمارةُ وفاة عبدالمطّلب قال لأولاده: مَن يكفل محمّداً ؟ قالوا: هو أكيسُ منّا، فقل له يختار لنفسه. فقال عبدالمطّلب: يا محمّد، جَدُّك على جَناح السفر إلى القيامة، أيّ عمومتك وعمّاتك تريد أن يكفلك ؟ فنظر في وجوههم، ثمّ زحف إلى عند أبي طالب، فقال له عبدالمطّلب: يا أبا طالب، إنّي قد عرفتُ ديانتك وأمانتك، فكُنْ له كما كنتُ له.
قالت فاطمة بنت أسد: فلما تُوفّي ( عبدالمطّلب ) أخذه أبو طالب وكنتُ أخدمه، وكان يدعوني الأُمّ. وكان في بستان دارنا نخلات، وكان أوّل إدراك الرُّطَب، وكان أربعون صبيّاً من أتراب محمّد ( صلّى الله عليه وآله ) يدخلون علينا كلَّ يوم في البستان فيلتقطون ما يسقط، فما رأيتُ قطُّ محمّداً أخذ رطبةً من يد صبيّ سبق إليها، والآخَرون يختلس بعضهم من بعض.
وكنتُ كلَّ يومٍ ألتقط لمحمّدٍ حفنةً فما فوقها، وكذلك جاريتي، فاتّفق يوماً أن نَسِيتُ أن ألتقط له شيئاً ونَسِيَتْ جاريتي، وكان محمّد نائماً، ودخل الصبيان وأخذوا كلَّ ما سقط من الرطب وانصرفوا، فنمتُ فوضعت الكُمَّ على وجهي حياءً من محمّد إذا انتبه.
قالت: فانتبه محمّد، ودخل البستانَ فلم يَرَ رطبةً على الأرض، فانصرف، فقالت له الجارية: إنّا نَسِينا أن نلتقط شيئاً والصبيان دخلوا وأكلوا جميع ما كان قد سقط! فانصرَفَ إلى البستان وأشار إلى نخلةٍ وقال لها: أيّتُها الشجرة أنا جائع. قالت فاطمة: فرأيتُ الشجرةَ قد وضعت أغصانها التي عليها الرطب حتّى أكل منها محمّدٌ صلّى الله عليه وآله ما أراد، ثمّ ارتفعت إلى موضعها.
قالت فاطمة: فتعجّبتُ! وكان أبو طالبٍ قد خرج من الدار، وكلَّ يومٍ إذا رجع وقرع الباب كنتُ أقول للجارية حتّى تفتح الباب. فقَرَع أبو طالب، فعَدَوتُ حافيةً إليه وفتحتُ البابَ وحكيتُ له ما رأيت، فقال: هو إنّما يكون نبيّاً، وأنتِ تَلِدينَ وزيرَه بعد ثلاثين.
قالت: فولدتُ عليّاً عليه السّلام كما قال. ( الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي 138:1 ـ 139 / ح 225 ـ عنه: بحار الأنوار 363:17 ـ 364 / ح 1 ).
• استند النبيُّ صلّى الله عليه وآله على شجرةٍ يابسة.. فأورَقَت، وأثمرت. ( مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 115:1 ـ عنه: بحار الأنوار للشّيخ المجلسيّ 366:17 / ح 10 ).
• عن أبي هريرة وجابر الأنصاري وابن عبّاس وأُبيّ بن كعب وزين العابدين عليه السّلام، أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله كان يخطب بالمدينة إلى بعض الأجذاع، فلمّا كثر النّاس واتّخذوا له منبراً وتحوّل إليه، حنّ الجذع إليه كما تحنّ الناقة، فلمّا جاء إليه والتزمه كان يئنّ أنينَ الصبيّ الذي لا يسكت.
وفي رواية: فاحتضنه رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال: لو لم أحتَضِنْه لَحَنّ إلى يوم القيامة.
وفي رواية: فدعاه النبيّ صلّى الله عليه وآله فأقبل يَخدّ الأرض والتزمه! ( مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 80:1 ـ 81 طبعة النجف الأشرف، وعنه: بحار الأنوار للشّيخ المجلسيّ 380:17 / ح 49 ).
• روى الراوندي: أنّ نبيّ الله صلّى الله عليه وآله لمّا بنى مسجده كان فيه جذعُ نخلٍ إلى جانب المحراب يابس عتيق، إذا خطب يستند إليه، فلمّا آتُّخِذ له المنبر وصعده حَنّ ذلك الجذع كحنين الناقة إلى فصيلها، فنزل رسول الله صلّى الله عليه وآله فاحتضنه.. فسكن من الحنين، ثمّ رجع رسول الله صلّى الله عليه وآله.
ويُسمّى « الحَنّانة »، إلى أن هدم بنو أميّة المسجد وجدّدوا بناءه، فقطعوا الجذع! ( الخرائج والجرائح 165:1 ـ 166 / ح 255 ـ عنه: بحار الأنوار للشيخ المجلسيّ 365:17 / ح 6 ).
• عن أنس أنّه صلّى الله عليه وآله أخذ كفّاً من الحصى فسبّحن في يده، ثمّ صَبَّهنّ في يد عليّ فسبّحن في يده حتّى سمعنا التسبيح في أيديهما، ثمّ صَبَّهنّ في أيدينا فما سَبَّحَت في أيدينا! ( الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي 47:1 / ح 61 ـ عنه: بحار الأنوار للشّيخ المجلسيّ 377:17 / ح 42 و 252:41 / ح 10. ورواه: البيهقي في دلائل النبوّة 64:6 ـ 65، وأخرجه عنه ابن كثير في البداية والنّهاية 132:6. وأورده: السيوطي في الخصائص الكبرى 304:2 عن البزّار والطبراني في المعجم الأوسط وأبي نُعَيم والبيهقي ).
• رُوي أيضاً أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله أخذ الحصى في كفّه، فقالت كلُّ واحدة: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلاّ الله والله أكبر.
( الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي 124:1 / ح 206 ـ عنه: بحار الأنوار للشّيخ المجلسيّ 379:17 / ح 48 ).
• قال جابر الأنصاريّ: وكنّا يوماً جلوساً حوله صلّى الله عليه وآله في مسجده، فأخذ كفّاً من حَصى المسجد، فنطقت الحُصَيّات كلّها في يده بالتسبيح، ثمّ قذف بها إلى موضعها في المسجد. ( الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي 159:1 / ح 248 ـ عنه: بحار الأنوار للشّيخ المجلسيّ 411:17 / ح 40 ).
• عن علقمة وابن مسعود: كنّا نجلس مع النبيّ صلّى الله عليه وآله ونسمع الطعام يسبّح ورسولُ الله يأكل.
وأتاه مكرز العامري وسأله آية، فدعا صلّى الله عليه وآله بتسع حُصَيّاتٍ فسبّحن في يده. وقال ابن عبّاس: قَدِم ملوك حضرموت على النبيّ صلّى الله عليه وآله فقالوا: كيف نعلم أنّك رسول الله ؟ فأخذ صلّى الله عليه وآله كفّاً من حصىً فقال: هذا يشهد أنّي رسول الله. فسبّح الحصى في يده، وشهد أنّه رسول الله. ( مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 80:1 ـ عنه: بحار الأنوار للشّيخ المجلسيّ 379:17/ ح 49 ).
• في باب معجزاته الدالّة على نبوّته صلّى الله عليه وآله.. قال الطبرسي: منها: شكوى البعير إليه عند رجوعه إلى المدينة مِن غزوة بني ثعلبة، فقال: أتدرونَ ما يقول هذا البعير ؟ قال جابر: قلنا: اللهُ ورسوله أعلم.
قال: فإنّه يُخبرني أنّ صاحبه عمل عليه.. حتّى إذا أكبره وأدبره ( أي أقرح ظهره ) وأهزله أراد نَحرَه وبَيْعَه لحماً، يا جابر اذهَب معه إلى صاحبه فأْتِني به. قال جابر: قلت: واللهِ ما أعرف صاحبه. قال: هو يدلّك.
قال: فخرجتُ معه حتّى انتهيتُ إلى بني حنظلة أو بني واقف، قلت: أيُّكم صاحبُ هذا البعير ؟ قال بعضهم: أنا، قلت: أجِبْ رسول الله صلّى الله عليه وآله. فجئتُ أنا وهو والبعير إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال: بعيرُك هذا يُخبرني بكذا وكذا، قال: قد كان ذلك يا رسول الله، قال: فبِعْنِيه، قال: هو لك، قال: بل بِعْنِيه. فاشتراه منه رسولُ الله صلّى الله عليه وآله، ثمّ ضرب على صفحته فتركه يرعى في ضواحي المدينة.. ( إعلام الورى بأعلام الهدى للطبرسي 85:1 ـ 86. بصائر الدرجات للصفّار القمّي 370 / ح 11. الاختصاص للشّيخ المفيد 299. قصص الأنبياء لقطب الدين الراوندي 288 / ح 356 ).
• وأضاف الشّيخ الطبرسيّ: ومنها ( أي معجزاته الدالّة على نبوّته صلّى الله عليه وآله ): كلام الذراع، وهو أنّه أُوتيَ بشاةٍ مسمومة أهدَتْها له امرأةٌ من اليهود بخيبر، وكانت سألت: أيُّ شيءٍ أحَبُّ إلى رسول الله من الشاة ؟ فقيل لها: الذراع. فسَمَّت الذراع، فدعا صلّى الله عليه وآله أصحابه إليه، فوضع يده ثمّ قال: ارفعوا؛ فإنّها تُخبرني أنّها مسمومة. ( إعلام الورى بأعلام الهدى للطبرسي 80:1. مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 103:1. دلائل النبوّة للبيهقي 443:3. الخصائص الكبرى للسيوطي 63:2 ـ 65. الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي 27:1 / ح 13 ـ عنه: بحار الأنوار للشّيخ المجلسيّ 406:17 / ح 28 ).
• وفي رواية الشّيخ الصّدوق:.. فلمّا وُضعت الشاة بين يديه، تكلّم كتفها فقالت: مَهْ يا محمّد ( أي تَوقَّفْ وامتَنِع ) لا تأكلْني؛ فإنّي مسمومة. فدعا رسولُ الله صلّى الله عليه وآله عبدةً فقال لها: ما حَملَكِ على ما صنعتِ ؟ فقالت: قلتُ إنْ كان نبيّاً لم يَضُرَّه، وإنْ كان كاذباً أو ساحراً أرَحتُ قومي منه! ( أمالي الصدوق 135 ـ بالإسناد عن الأصبغ بن نُباتة عن الإمام عليّ عليه السّلام، وعن الأمالي: بحار الأنوار للشّيخ المجلسيّ 395:17 ـ 396 / ح 7 ).
• عن الإمام أبي عبدالله الصّادق عليه السّلام قال: سمّت اليهوديّةُ النبيَّ صلّى الله عليه وآله في ذراع، قال: وكان رسول الله صلّى الله عليه وآله يحبّ الذراع والكَتِف، ويكره الوَرِك لقربها مِن المَبال، قال: لمّا أُوتي بالشِّواء أكل من الذراع وكان يحبّها، فأكل ما شاء الله ثمّ قال الذراع: يا رسول الله، إنّي مسموم. فتركه، وما زال ينتقض به سمُّه حتّى مات صلّى الله عليه وآله. ( بصائر الدرجات للصفّار القمّي 146 ـ وعنه: بحار الأنوار للشّيخ المجلسيّ 406:17 / ح 26 ).
• إنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قال: إنّي لأعرف حَجَراً بمكّة كان يُسلّم علَيّ. ( الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي 46:1 / ح 58 ـ عنه: بحار الأنوار للشّيخ المجلسيّ 372:17/ ح 26. ورواه: الشّيخ الطوسيّ في أماليه 351:1.. وزاد فيه: قبل أن أُبعث، إنّي لأعرفه الآن ).
• عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال: كنّا مع رسول الله صلّى الله عليه وآله بمكّة فخرج في بعض نواحيها، فما بقيَ شَجَرٌ ولا حَجَرٌ إلاّ قال: السّلام عليك يا رسول الله. ( الخرائح والجرائح لقطب الدين الراوندي 46:1/ ح 59 ـ عنه: بحار الأنوار للشّيخ المجلسيّ 387:17 / ح 55. ورواه: أحمد بن حنبل في مسنده 375:1 و 368:3، والحاكم في المستدرك على الصحيحين 620:2، والدارمي في سننه 12:1 ).
• روى جابر بن عبدالله الأنصاري قال: لم يَمُرَّ النبيُّ صلّى الله عليه وآله في طريق فيتبعه أحدٌ إلاّ عرف أنّه قد سلكه، مِن طيب عَرفه، ولم يمرَّ بحجرٍ ولا شجر إلاّ سجد له. ( الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي 46:1 / ح 60 ـ عنه: بحار الأنوار للشّيخ المجلسيّ 377:17 / ح 41. ورواه: البيهقي في دلائل النبوّة 69 ـ بإسناده إلى جابر، وفيه: مِن طيب عَرَقه ).
• في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر ( الباقر ) عليه السّلام في قوله تعالى:  وجَعَلْنا مِن بينِ أيديهِم سَدّاً ومِن خَلْفِهم سَدّاً فأغشَيناهُم  يقول: فأعميناهم،  فَهُم لا يُبْصِرون  الهدى، أخذ اللهُ سمعهم وأبصارهم وقلوبهم فأعماهم عن الهدى، نزلت في أبي جهل بن هشام عليه اللعنة ونفرٍ مِن أهل بيته، وذلك أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قام يصلّي وقد حلف أبو جهل لئن رآه يصلّي لَيَدمَغَنّه، فجاءه ومعه حَجَر والنبيُّ صلّى الله عليه وآله قائمٌ يصلّي، فجعل كلّما رفع الحجر ليرميَه أثبتَ اللهُ يدَه إلى عُنقه، ولا يدور الحجر بيده، فلمّا رجع إلى أصحابه سقط الحَجرُ من يده. ثمّ قام رجلٌ آخَرُ مِن رهطه أيضاً فقال: أنا أقتله! فلمّا دنا منه فجعل يسمع قراءةَ رسول الله صلّى الله عليه وآله فأُرعِب! فرجع إلى أصحابه فقال: حالَ بيني وبينه كهيئة الفحل يخطر بذَنَبه، فخِفتُ أن أتقدّم. ( تفسير القمّي 213:2 ـ 214 في ظلّ الآية المباركة 9: سورة يس ـ عنه: بحار الأنوار للشّيخ المجلسيّ 52:18 ـ 53 / ح 6 ).
• عن أبان الأحمر رفعه قال: كان المستهزئون خمسةً مِن قريش: الوليد بن المُغيرة المخزومي، والعاص بن وائل السَّهميّ، والحارث بن حنظلة، والأسود بن عبد يَغُوث بن وهب الزهري، والأسود بن عبدالمطّلب بن أسد. فلمّا قال الله:  إنّا كفَيناكَ المستهزئين ( سورة الحجر:95 ) علم رسولُ الله صلّى الله عليه وآله أنّه قد أخزاهم، فأماتَهمُ اللهُ بِشرِّ مِيتات! ( تفسير العيّاشيّ 252:2 / ح 46 ـ عنه: بحار الأنوار 55:18 / ح 8 ).
• روى الكلبي عن أبي صالح، عن ابن عبّاس أنّ ناساً من بني مخزوم تَواصَوا بالنبيّ صلّى الله عليه وآله ليقتلوه، منهم أبو جهل والوليد بن المغيرة، ونفر من بني مخزوم، فبينا النبيّ صلّى الله عليه وآله قائم يصلّي إذ أرسلوا إليه الوليد ليقتله.. فانطلق حتّى انتهى إلى المكان الذي كان يصلّى فيه، فجعل الوليد يسمع قراءته ولا يراه، فانصرف إليهم فأعلمهم ذلك، فأتاه مِن بعده أبو جهل والوليد ونفر منهم، فلمّا انتهوا إلى المكان الذي يصلّي فيه سمعوا قراءته وذهبوا إلى الصوت، فإذا الصوتُ مِن خلفِهم، فيذهبون إليه فيسمعونه أيضاً مِن خلفهم! فانصرفوا ولم يجدوا له سبيلاً، فذلك قوله سبحانه:  وجَعَلْنا مِن بينِ أيديهِم سدّاً ومِن خَلْفِهم سّدّاً فأغشَيناهُم فَهُم لا يُبصِرون . ( إعلام الورى بأعلام الهدى 87:1 ـ 88. دلائل النبوّة للبيهقيّ 197:2. ونقله المجلسيّ في بحار الأنوار 72:18 / ح 26 والآية في سورة يس:9).

أضف تعليقك

تعليقات القراء

ليس هناك تعليقات
*
*

شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية