طرائف.. وظرائف (1)

طرائف.. وظرائف (1)

قال أمير المؤمنين عليه السلام: « إنّ هذه القلوبَ تَمَلّ كما تَملّ الأبدان، فابتغوا لها طرائف الحِكم ». ( نهج البلاغة: الخطبة 91 )
قال رجل للإمام جعفر الصادق عليه السلام: آيتانِ في كتاب الله أطلُبُهما ولا أجِدُهما! قال عليه السلام: وما هما ؟ قال: قول الله عزّوجلّ: ادْعُوني أستَجِبْ لكُم [ غافر:60 ]، فندعوه فلا نرى إجابة! قال عليه السلام: أفَتَرى اللهَ أخلفَ وَعْدَه ؟! قال: لا. قال: فَلِمَ ذلك ؟! قال الرجل: لا أدري، فقال عليه السلام: ولكنّي أُخبرك، مَن أطاع اللهَ فيما أمَرَه، ثمّ دعاه من جهة الدعاء أجابه. قال الرجل: وما جهة الدعاء ؟ قال عليه السلام: تبدأ فتحمدُ الله وتذكر نِعمَه عندك، ثمّ تشكره، ثمّ تصلّي على النبيّ صلّى الله عليه وآله، ثمّ تذكر ذنوبك فتُقِرّ بها، ثمّ تستعيذ منها، فهذا جهة الدعاء.
ثمّ قال الإمام عليه السلام يسأله: وما الآية الأخرى ؟ قال الرجل: قول الله عزّوجلّ: وما أنفَقْتُم مِن شيءٍ فَهُو يُخْلِفُه وهُوَ خيرُ الرازقين [ سبأ:39 ]، وإنّي أُنفق ولا أرى خَلَفاً! فسأله عليه السلام: أفَتَرى اللهَ عزّوجلّ أخلف وَعْدَه ؟! قال: لا، قال عليه السلام: فَمِمَّ ذلك ؟! قال: لا أدري، فقال عليه السلام: لو أنّ أحدكم اكتسب المالَ مِن حِلِّه، وأنفقه في حِلِّه، لم يُنفِق درهماً إلاّ أُخلِف عليه. ( الكافي للكليني 486:2 / ح 8، مكارم الأخلاق للطبرسي:276 )
عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « مَن عالَ ثلاثَ بناتٍ، أو ثلاثَ أخواتٍ، وجَبَت له الجنّة »، فقيل: يا رسول الله، واثنتين ؟ فقال: « واثنتين »، قيل: يا رسول الله، وواحدة ؟ فقال: « وواحدة ». ( الكافي 6:6 / ح 10، عُدّة الداعي لابن فهد الحلّي:80 )
رُوي أنّه وُلد لرجلٍ بنت، فرآه الإمامُ الصادق متسخِّطاً، فقال عليه السلام له: « أرأيتَ لو أنّ الله تبارك وتعالى أوحى إليك: أنّي أختار لك أو تختار لنفسك ؟ ما كنتَ تقول ؟ قال الرجل: كنتُ أقول: يا ربّ، تختارُ لي. فقال عليه السلام: « فإنّ الله قد اختار لك »، ثمّ قال عليه السلام: « إنّ الغلام الذي قتله العالِم الذي كان مع موسى في قول الله عزّوجلّ: فأرَدْنا أن يُبدِلَهُما ربُّهما خيراً منه زكاةً وأقربَ رُحْماً [ الكهف:81 ]، أبدَلَهما منه جاريةً (أي بنتاً) وَلَدت سبعين نبيّاً ( أي كان أولئك من نسلها وذريّتها) ». ( تفسير العيّاشي 336:2 / ح 60، الكافي 6:6 / ح 11 ).
قال النبيّ صلّى الله عليه وآله: « ألا أُعلّمكم خمس كلمات، خفيفاتٍ على اللسان، ثقيلاتٍ في الميزان، يُرضِينَ الرحمانَ ويَطرُدنَ الشيطان، وهُنّ من كنوز الجنّة ومن تحت العرش، وهنّ الباقيات الصالحات ؟ »، قالوا: بلى يا رسول الله، فقال صلّى الله عليه وآله: « قولوا: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلاّ الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قُوّةَ إلاّ بالله العليِّ العظيم ». ( عدّة الداعي:247 )
عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّه قال: « يا عليّ، إذا كان يومُ القيامة أخذتُ بحُجزة الله، وأخذتَ أنت بحُجزتي، وأخذ وُلدُك بحجزتك، وأخذ شيعة وُلدِك بحُجزتهم، فترى أين يُؤمَر بنا ؟! » ( المناقب للخوارزميّ الحنفي:296 / ح 289، بشارة المصطفى لشيعة المرتضى للطبري محمّد بن محمّد بن علي:215 ـ 216 ).
سمع أمير المؤمنين عليٌّ عليه السلام رجلاً يتكلّم بفضول الكلام، فقال له: « يا هذا! إنّك تُملي على حافظَيك كتاباً إلى ربّك، فتكلّمْ بما يَعنيك، ودَعْ ما لا يَعنيك ». ( أمالي الصدوق:85، من لا يحضره الفقيه للصدوق 396:4 / ح 5841 )
شكا رجلٌ لأحد المؤمنين قائلاً: دخل اللصّ في بيتي وسرق متاعي، فقال له ذلك المؤمن: اشكُرِ الله، لو كان الشيطان دخل قلبَك وسرق إيمانَك، ماذا كنتَ تصنع ؟! ( جامع السعادات للشيخ محمّد مهدي النراقي 219:3 ).
قال الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السلام: « إنّ لكلّ إمامٍ عهداً في عنق أوليائه وشيعته، وإنّ مِن تمام الوفاء بالعهد وحُسن الأداء زيارة قبورهم، فمَن زارهم رغبةً في زيارتهم، وتصديقاً بما رغبوا فيه، كانت أئمّتُهم شفعاءَهم يومَ القيامة ». ( عيون أخبار الرضا عليه السلام للصدوق 261:2 / ح 24، تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي 78:6 / ح 3 )
نُقل عن عليّ بن أبي طالب القيروانيّ قولُه:

الناسُ مِن جهةِ التمثيلِ أكْفـاءُُ

 

أبـوهـمُ آدمٌ والأمُّ حـــوّاءُ

فإن يكن لهمُ مِن أصلِهِم نَسَـبٌ

 

يُفاخِرون به فالطيـنُ والمـاءُ

ما الفضلُ إلاّ لأهلِ العلم.. إنّهمُ

 

على الهدى لِمَنِ استَهدى أدلاّءُ

وقَدْرُ كلِّ آمرئٍ ما كان يُحسنُهُ

 

والجاهلون لأهلِ العلمِ أعـداءُ

( تفسير القرطبي 342:16، ونسبه إلى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام )
قيل للإمام محمّد الجواد عليه السلام: ما بالُ هؤلاء المسلمين يكرهون الموت ؟ فأجاب عليه السلام: « لأنّهم جَهِلوه فكَرِهوه، ولو عرفوه وكانوا من أولياء الله حقّاً لأحَبُّوه، ولَعَلِموا أنّ الآخرة خيرٌ لهم من الدنيا ». ( معاني الأخبار للشيخ الصدوق:290 / ح 8 )
مرّ رجلٌ في المسجد، فقال رجلٌ كان جالساً عند الإمام الباقر عليه السلام: واللهِ إني لأحبّ هذا الرجل، فقال له الإمام: « ألا فأعلِمْه؛ فإنّه أبقى للمودّة، وخيرٌ في الأُلفة ». ( المحاسن للبرقي:266 / ح 347 )