طرائف.. وظرائف (3)

طرائف.. وظرائف (3)

رُوي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّه قال لعليٍّ عليه السلام: « يا أبا الحسن، مَثَلُك في أُمّتي مَثَلُ « قُلْ هُوَ اللهُ أَحَد »، فمَن قرأها مرّةً فقد قرأ ثُلُثَ القرآن، ومَن قرأها مرّتين فقد قرأ ثُلُثَي القرآن، ومَن قرأها ثلاثاً فقد ختم القرآن.. فَمَن أحبّك بلسانه فقد كَمُل له ثلثُ الإيمان، ومَن أحبّك بلسانه وقلبه فقد كمل له ثُلثا الإيمان، ومن أحبّك بلسانه وقلبه ونصرك بيده فقد استكمل الإيمان. والذي بعثني بالحقّ، يا عليّ، لو أحبّك أهل الأرض كمحبّة أهل السماء لك لَما عُذِّب أحدٌ بالنار ». ( معاني الأخبار للصدوق:235، روضة الواعظين للفتّال النيسابوري:281 )
وروي أنّه صلّى الله عليه وآله قال: « يا عليّ، بشّرَني جبرائيل عن ربّ العالمين فقال لي: يا محمّد، بَشّرْ أخاك عليّاً بأنّي لا أُعذّب مَن تولاّه، ولا أرحم مَن عاداه ». ( أمالي الصدوق:93 / ح 9، الجواهر السَّنيّة للحر العاملي:222 )
وسُئل النبيّ صلّى الله عليه وآله: بأيّ لغةٍ خاطبك ربُّك ليلةَ المعراج ؟ فقال: « خاطبني بلغة عليّ بن أبي طالب، فألهمني أن قلت: يا ربّ، خاطَبْتَني أنت أم عليّ ؟ فقال: يا أحمد، أنا شيءٌ ليس كالأشياء، لا أُقاس بالناس ولا أُوصف بالشبهات، خلقتُك من نوري وخلقتُ عليّاً من نورك، فاطّلعتُ على سرائر قلبك فلم أجدْ في قلبك أحبَّ مِن عليّ بن أبي طالب، فخاطبتُك بلسانه كيما يطمئنَّ قلبك ». ( الطرائف للسيّد ابن طاووس:155 / ح 242، المناقب للخوارزمي الحنفي:78 )
وعن الإمام جعفر الصادق عليه السلام قال: « ولايتي لعليّ بن أبي طالبٍ عليه السلام أحَبُّ إليّ من ولادتي منه؛ لأنّ ولايتي له فرض، وولادتي مِنه فضل ». ( الفضائل لابن شاذان:125 )
وعن الإمام الحسين عليه السلام قال: « دخلتُ على رسول الله صلّى الله عليه وآله وعنده أُبيّ بن كعب، فقال لي رسول الله صلّى الله عليه وآله: مرحباً بك يا أبا عبدالله، يا زينَ السماواتِ والأرضين. فقال له أُبيّ: وكيف يكون ـ يا رسول الله ـ زينَ السماوات والأرض أحدٌ غيرك ؟! فقال: يا أُبيّ، والذي بعثني بالحقّ نبيّاً، إنّ الحسين بن عليّ في السماء أكبر منه في الأرض، وإنّه لمكتوبٌ عن يمين عرش الله عزّوجلّ: مصباح هدىً وسفينة نجاة ». ( عيون أخبار الرضا عليه السلام للصدوق 59:1 / ح 29، الصراط المستقيم إلى مستحقّي التقديم للنباطي 161:2 )
توهّم رجلٌ من الحاجّ أنّ هميانه سُرق، فرأى الإمامَ الصادق عليه السلام يصلّي فلم يعرفه، فتعلّق به وقال له: أنت أخذتَ هيماني! وكان فيه ألف دينار، فحمله الإمام إلى منزله ووزن له ألفَ دينار. وعاد الرجل إلى منزله فوجد هميانه، فردّ المال إلى الإمام معتذراً، فلم يقبل منه، وقال له: « شيءٌ خرج مِن يدي لا يعود إليّ ». فسأل الرجل عنه، فقيل: هذا جعفر الصادق، فقال: لا جَرَم، هذا فِعالُ مِثلِه. ( مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 394:3 )
دخل سُماعةُ بن مهران على الإمام الصادق عليه السلام فقال الإمام له: يا سماعة، مَن شرُّ الناس ؟! قال: نحن يا ابن رسول الله. فغضب الإمام حتّى احمرّت عيناه ووجنتاه، ثمّ استوى جالساً وقال: يا سماعة، مَن شرّ الناس ؟ فقال: واللهِ ما كذبتُك يا ابنَ رسول الله، نحن شرُّ الناس عند الناس؛ لأنّهم سَمَّونا كفّاراً ورَفَضة.
قال سماعة: فنظر إليّ ثمّ قال: كيف بكم إذا سِيق بكم إلى الجنّة، وسيق بهم إلى النار ؟! فينظرون إليكم فيقولون: ما لَنا لا نرى رجالاً كنّا نَعُدّهم من الأشرار . يا سماعة بن مهران، إنّه مَن أساء منكم إساءةً مَشَينا إلى الله تعالى يوم القيامة بأقدامنا، فنشفع فيه فنُشَفَّع. واللهِ لا يدخلُ النارَ منكم عشرة رجال، واللهِ لا يدخل النار منكم خمسة رجال، واللهِ لا يدخل النار منكم ثلاثة رجال، واللهِ لا يدخل منكم رجلٌ واحد، فتنافسوا في الدرجات، واكمدوا عدوَّكم بالورع ». ( أمالي الطوسي:295 / ح 27، بشارة المصطفى لشيعة المرتضى:289 / ح 12 )
عن هند بنت الجون قالت: لمّا نزل رسول الله صلّى الله عليه وآله بخيمة أمّ معبد، توضّأ للصلاة ومجّ ماءً في فمه على عَوسَجة ( شجرة ) يابسة، فاخضرّت وأنارت، وظهر ورقها وحَسُن حملها، وكنّا نتبرّك بها ونستشفي بها للمرضى، فلمّا تُوفّي رسول الله صلّى الله عليه وآله ذهبت بهجتها ونضارتها، فلمّا قُتل أمير المؤمنين عليه السلام انقطع ثمرها، فلمّا كان بعد مدّةٍ طويلةٍ أصبحنا يوماً وإذا بها قد نبع من ساقها دمٌ عبيط ( أي طري )، وورقها ذابل يقطر منه مثلُ ماء اللحم، فعَلِمنا أنّه حَدَث حادثٌ عظيم، فبِتْنا ليلتنا مهمومين فزعين نتوقّع الداهية، فلمّا أظلم الليل علينا سمعنا بكاءً وعويلاً من تحتها، ووَجْبَةً شديدة وصوتَ باكيةٍ تقول: يا ابنَ النبيّ، يا ابن الوصيّ، ويا ابن البتول، ويا بقيّة السادة الأكرمين. ثمّ كثرت الرنّات والأصوات، ولم أفهم كثيراً ممّا يقولون، فأتانا بعد ذلك قتلُ الحسين عليه السلام، ثمّ يبست الشجرة وجفّت. ( الثاقب في المناقب لابن حمزة:111 / ح 10 )