طرائف.. وظرائف (5)

طرائف.. وظرائف (5)

سُئل الإمام الصادق عليه السلام عن قوله تعالى: يَعرِفون نعمةَ اللهِ ثمّ يُنكِرونها [ النحل:83 ] فقال: « يعرفونها يومَ الغدير، ويُنكرونها يوم السقيفة ». ( بحار الأنوار 166:37 / ح 42 ـ عن: جامع الأخبار للسبزواري:48 ـ 49 / ح 53 )
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « يا فاطمة، كلُّ عينٍ باكيةٌ يوم القيامة، إلاّ عينٌ بكت على مصاب الحسين، فإنّها ضاحكة مستبشرةٌ بنعيم الجنّة ». ( بحار الأنوار 293:44 / ح 37 )
وعن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: « ثلاثٌ مُهلكات، وثلاثٌ مُنْجِيات، فالمنجيات: خشية الله عزّوجلّ في السرّ والعلانية، والقصد في الغنى والفقر، والعدل في الرضى والغضب. والثلاث المهلكات: شُحٌّ مطاع، وهَوىً مُتَّبَع، وإعجاب المرء بنفسه » ( الخصال:84 / ح 11 )
عن الإمام الصادق عليه السلام قال: « قال رسول الله صلّى الله عليه وآله يوماً
لأصحابه: « ملعونٌ كلُّ مالٍ لا يُزكّى، معلونٌ كلُّ جسدٍ لا يُزكّى ولو في كلّ أربعين يوماً مرّة ». فقيل: يا رسول الله، أمّا زكاة المال فقد عرفناها، فما زكاة الأجساد ؟ فقال لهم: أن تُصاب بآفة. قال: فتغيّرت وجوه الذين سمعوا ذلك منه، فلمّا رآهم قد تغيّرت ألوانُهم قال لهم: أتدرون ما عَنَيتُ بقولي ؟ قالوا: لا يا رسولَ الله، قال: بلى، الرجل يُخدَش الخدشة، ويُنكَب النكبة، ويَعثَر العثرة، ويَمرَض المرضة، ويُشاك الشوكة وما أشبه هذا. حتّى ذكر في حديثه اختلاج العين ». ( الكافي 258:2 / ح 26 ـ باب شدّة ابتلاء المؤمن )
ورد على أمير المؤمنين عليٍّ عليه السلام أخَوانِ له مؤمنان: أبٌ وابن، فقام إليهما وأكرمهما وأجلسهما في صدر مجلسه، وجلس بين أيديهما، ثمّ أمر بطعامٍ فأُحضِر فأكلا منه، ثمّ جاء قنبر بطستٍ وإبريق ومنديل، فوثب أمير المؤمنين عليه السلام وأخذ الإبريق ليصبَّ على يد الرجل، فتمرّغ الرجل في التراب وقال: يا أمير المؤمنين، اللهُ يراني وأنت تصبّ على يدي! قال: اقعُدْ واغسِل، فإنّ الله عزّوجلّ يراك وأخوك الذي لا يتميّز منك ولا يتفضّل عنك يخدمك، يريد بذلك في خدمته في الجنّة مِثلَ عشرة أضعاف عدد أهل الدنيا، وعلى حسب ذلك في مماليكه فيها.
فقعد الرجل، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: أقسمتُ بعظيم حقّيَ الذي عرفتَه ونحلته وتواضعك لله حتّى جازاك عنه، بأن تدينني لما شرّفك به من خدمتي لك، لمّا غسلتَ مطمئنّاً كما كنتَ تغسل لو كان الصابُّ عليك قنبراً. ففعل الرجل ذلك، فلمّا فرغ ناول الإبريقَ محمّدَ ابن الحنفيّة وقال: يا بُنيّ، لو كان هذا الابن حضرني دون أبيه لَصَببتُ على يده، ولكنّ الله عزّوجلّ يأبى أن يُسوّيَ بين ابنٍ وأبيه إذا جمعهما مكان، لكنْ قد صبّ الأب على الأب، فليصبَّ الابنُ على الابن. فصبّ محمّد بن الحنفيّة على الابن. ( الاحتجاج 256 ـ 257، مناقب آل أبي طالب 310:1 )
قال أمير المؤمنين عليه السلام لقائلٍ قال بحضرته: استغفر الله: ـ « ثَكِلتْك أُمُّك، أتدري ما الاستغفار ؟! الاستغفار درجة العلّيّين، وهو اسمٌ واقعٌ على ستّة معانٍ: أوّلها ـ الندمُ على ما مضى، والثاني ـ العَزمُ على ترك العَود إليه أبداً، والثالث ـ أن تُؤدّيَ إلى المخلوقين حقوقَهم حتّى تلقى اللهَ أملسَ ليس عليك تَبِعة، والرابع ـ أن تَعمِد إلى كلّ فريضةٍ عليك ضيّعتَها فتُؤدّي حقَّها، والخامس ـ أن تعمد إلى اللحم الذي نبَتَ على السُّحت فتُذيبَه بالأحزان، حتّى تُلصِقَ الجِلدَ بالعظم، وينشأَ بينهما لحمٌ جديد، والسادس ـ أن تُذيق الجسمَ ألمَ الطاعة كما أذقتَه حلاوة المعصية، فعند ذلك تقول: أستغفر الله ». ( نهج البلاغة: الحكمة 417 )
قال الإمام أبو عبدالله الصادق عليه السلام: « إنّ أمير المؤمنين عليه السلام كان يقول: لا خيرَ في الدنيا إلاّ لأحد رجلين: رجلٍ يزداد فيها كلَّ يومٍ إحساناً، ورجلٍ يتدارك مَنيّتَه بالتوبة، وأنّى له بالتوبة! فَوَ اللهِ أن لو سجد حتّى ينقطع عنُقه ما قَبِل اللهُ عزّوجلّ منه عملاً إلاّ بولايتنا أهلَ البيت ». ( الكافي 128:8 / ح 98 )
قال الإمام جعفر الصادق عليه السلام: « إنّ الرجل لَيُذنب الذنبَ فيُدخِلُه اللهُ به الجنّة »، قيل له: يُدخِلُه اللهُ بالذنب الجنّة ؟! قال: « نعم، إنّه لَيُذنب فلا يزال منه خائفاً ماقتاً لنفسه، فيرحمُه اللهُ فيُدخله الجنّة ». ( الكافي 426:2 / ح 3 ـ باب الاعتراف بالذنوب.. )
عن الإمام زين العابدين عليه السلام قال: « ضَمَّني والدي عليه السلام إلى صدره يوم قُتل والدماء تغلي وهو يقول: يا بُنيَّ احفَظْ عنّي دعاءً علََمَتْنِيهِ فاطمة عليها السلام، وعلّمها رسولُ الله صلّى الله عليه وآله، وعلّمه جبرئيل عليه السلام في الحاجة والمهمّ والغمّ، والنازلة إذا نزلت والأمر العظيم الفادح، قال: ادعُ: « بحقّ يس والقرآنِ الحكيم، وبحقّ طه والقرآنِ العظيم، يا مَن يَقدر على حوائج السائلين، يا مَن يعلم ما في الضمير، يا منفِّسُ عن المكروبين، يا مفرِّجُ عن المغمومين، يا راحمَ الشيخ الكبير، يا رازقَ الطفل الصغير، يا مَن لا يحتاج إلى التفسير، صَلِّ على محمّدٍ وآل محمّد، وافعل بي » كذا وكذا. ( بحار الأنوار 196:95 / ح 29 ـ عن: دعوات الراوندي )