طرائف.. وظرائف (10)

طرائف.. وظرائف (10)

أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام: إشكُرْ لي حقَّ شكري، قال: إلهي، أشكرك
حقَّ شكرك وشكري إيّاك نعمةٌ منك، فقال: الآن شكرتَني.
وقال داود عليه السلام: يا ربّ، وكيف كان آدم يشكرك حقَّ شكرك وقد جعلتَه أبَ أنبيائك، وصفوتَك، وأسجدتَ له ملائكتك ؟ فقال: إنّه عَرَف أنّ ذلك مِن عندي، فكان اعترافه بذلك حقَّ شكري. ( إرشاد القلوب للديلمي 150:1 ـ عنه: بحار الأنوار 40:14 / ح 25 )
ومن كتاب ( نوادر الحكمة ) عن ابن عبّاس قال: قال النبيّ صلّى الله عليه وآله: « مَن دخل السوق فاشترى تُحفةً فحملها إلى عياله، كان كحاملِ صدقةٍ إلى قومٍ مَحكاويج. ولْيَبدأْ بالإناث قبل الذكور، فإنّه مَن فرّح ابنته فكأنّما أعتق رقبةً من وُلد إسماعيل، ومَن أقرّ عين ابنٍ فكأنّما بكى من خشية الله، ومَن بكى من خشية الله أدخله الله جنّاتِ النعيم ». ( مكارم الأخلاق:221 ).
وعن الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: « إذا كان يومُ القيامة أمَرَ الله تبارك وتعالى منادياً يُنادي بين يديه: أين الفقراء ؟ فيقوم عنقٌ من الناس كثير، فيقول: عبادي، فيقولون: لبّيك ربَّنا، فيقول: إنّي لم أُفقركم لهوانٍ بكم علَيّ، ولكنّي إنّما اخترتكم لمِثْلِ هذا اليوم، تَصفّحوا وجوه الناس، فمَن صنع إليكم معروفاً لم يصنعه إلاّ فِيّ فكافِئوه عنّي بالجنّة ». ( الكافي 263:2 ـ 264 / ح 15 )
وجاء رجلٌ إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال: أنا أستسرّ بخلالٍ أربع: الزنا والسرقة وشرب الخمر والكذب، فأيَّهنّ شئتَ تركتُ لك يا رسول الله ؟ فقال صلّى الله عليه وآله: « دَعِ الكذب ». فلمّا تولّى همّ بالزنا، فقال في نفسه: يسألني، فإن جحدتُ نقضتُ ما جعلتُ له، وإن أقررتُ حُدِدتُ أو رُجمت. ثمّ همّ بالسرقة، ثمّ في شرب الخمر، ففكّر في مثل ذلك، فرجع إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله فقال: قد أخذتَ علَيّ السبيل، قد تركتُهنّ أجمع. ( شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 357:6 )
وفي الخبر أنّ أبا طالبٍ رضوان الله عليه قال لفاطمة بنت أسد ـ وكان عليٌّ عليه السلام صبيّاً ـ: رأيتُه يكسّر الأصنام، فخِفتُ أن تعلم كفّار قريش ذلك. فقالت: يا عجباً، أُخبرك بأعجب من هذا، وهو أنّي اجتَزتُ بموضعٍ كانت أصنامهم فيه منصوبة، وعليٌّ في بطني، فوضع رِجلَيه في جوفي شديداً لا يتركني أقرب منها، وأن أمُرَّ في غير ذلك الموضع، وإن كنتُ لم أعبُدْها قطّ، وإنّما كنت أطوف بالبيت لعبادة الله، لا للأصنام. ( الخرائج والجرائح 741:2 / ح 57 )
قال طاووس اليماني: دخلتُ الحِجْر في الليل، فإذا عليّ بن الحسين قد دخل فقام يصلّي، فصلّى ما شاء الله، ثمّ سجد، فقلت: رجلٌ صالح من أهل بيت الخير، لأستَمِعنَّ إلى دعائه، فسمعتُه يقول في سجوده: « عُبَيدُك بِفِنائك، مسكينك بفنائك، فقيرك بفنائك، سائلك بفنائك ». قال طاووس: فما دعوتُ بهنّ في كَرْبٍ إلاّ فُرِّج عنّي. ( تاريخ مدينة دمشق 380:41، سِيرَ أعلام النبلاء للذهبي 393:4، البداية والنهاية لابن كثير 123:9 )
وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: « سمع أبي رجلاً متعلّقاً بأستار الكعبة وهو يقول: اللهمَّ صلِّ على محمّد، فقال له: يا عبدَ الله لا تَبتُرْها ولا تَظلِمْنا حقَّنا، قل: اللهمَّ صلِّ على محمّدٍ وأهل بيته ». ( التحفة السَّنيّة للسيّد عبدالله الجزائري:147 )
وعن السكونيّ قال: دخلتُ يوماً على أبي عبدالله ( الصادق ) عليه السلام وأنا مغمومٌ مكروب، فقال لي: « يا سكونيّ، ما غمُّك ؟! »؛ فأخبرتُه أنّه وُلِدت لي ابنة، فقال: « يا سكونيّ، على الأرض ثقلها، وعلى الله رزقها، تعيش في غير أجَلِك، وتأكل مِن غير رزقك ». قال: فسرّى ـ واللهِ ـ عنّي، فقال: « ما سمّيتَها ؟ » قلت: فاطمة، فقال: « آهٍ آه.. »، ثمّ وضع يده على جبهته، ثمّ قال: « أمّا إذا سمّيتَها فاطمة فلا تَسُبَّها، ولا تلعنها، ولا تضربها ». ( الكافي 48:6 ـ 49 / ح 6، وسائل الشيعة للحرّ العاملي 482:21 / ح 1 )
وعن عليّ بن الجهم: حضرتُ مجلس المأمون وعنده الرضا عليه السلام، فقال له المأمون: يا ابن رسول الله، أليس من قولك أنّ الأنبياء معصومون ؟! قال: « بلى »، قال: فما معنى قول الله عزّوجلّ: ولَقَد هَمَّتْ بهِ وهَمّ بِها لولا أن رأى بُرهانَ ربِّه ؟ فقال الرضا عليه السلام: « لقد همّتْ به، ولولا أن رأى برهان ربّه لَهَمّ بها كما هَمّت به، لكنّه كان معصوماً، والمعصوم لا يَهِمّ بذنبٍ ولا يأتيه، ولقد حدّثني أبي عن الصادق عليه السلام أنّه قال: هَمّت بأن تفعل، وهَمّ بأن لا يفعل »، فقال المأمون: لله دَرُّك يا أبا الحسن! ( تفسير نور الثقلين 419:2 / ح 42 )
وروى أيّوب بن نوح قال: كان ليحيى بن زكريّا حَمل، فكتب إلى أبي الحسن الهادي عليه السلام أنّ لي حملاً، ادعُ اللهَ لي أن يرزقني ابناً. فكتب إليه: رُبَّ ابنةٍ خيرٌ منِ ابن. فوُلدت له ابنة. وقال أيّوب: كتبتُ إلى أبي الحسن عليه السالم أشكو إليه ما ينالني قاضي الكوفة من الأذى، فكتب إليّ: تُكفى أمرَه إلى شهرين. فعُزِل عن الكوفة في الشهرين واسترحتُ منه. ( الخرائج والجرائح 398:1 ـ 399 / ح 4 )