شهر رجب
شهر رجب
فضائله
• قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: ألاَ إنّ رجب شهر الله الأصمّ، وهو شهر عظيم؛ وإنّما سُمّي الأصمَّ لأنّه لا يقارنه شهر من الشهور حرمةً وفضلاً عند الله تبارك وتعالى. وكان أهلُ الجاهليّة يعظّمونه في جاهليّتها، فلمّا جاء الإسلام لم يَزدَد إلاّ تعظيماً وفضلاً (1).
إنّ هذا الشهر ـ أيُّها الأصدقاء ـ في موقع عظيم من الشرف، ومن أسباب شرفه أنّه: من الأشهُر الحُرُم، وأنّه من مواسم الدعاء.
كان هذا الشهر معروفاً في أيّام الجاهليّة، ينتظره الناس لحوائجهم. وفي الإسلام أصبح معروفاً بأنّه شهر أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام، كما أنّ شهر شعبان هو شهر رسول الله محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم وأنّ شهر رمضان هو شهر الله جَلّ جلاله.
• عن النبيّ صلّى الله عليه وآله قال: إنّ الله تبارك وتعالى اختار من الكلام أربعة، ومن الملائكة أربعة، ومن الأنبياء أربعة، ومن الصادقين [ الصدّيقين ] أربعة، ومن الشهداء أربعة، ومن النساء أربعاً، ومن الأيّام أربعاً، ومن البِقاع أربعاً...
وأمّا خيرته من الأنبياء، فاختار: إبراهيمَ خليلاً، وموسى كليماً، وعيسى رُوحاً، ومحمّداً حبيباً. وأمّا خيرته من الصدّيقين: فيوسفُ الصدّيق، وحبيب النجّار، [ وحِزبيل مؤمن آل فرعون ]، وعليّ بن أبي طالب. وأمّا خيرته من الشهداء: فيحيى بن زكريا، وجِرجِيس النبيّ، وحمزة بن عبدالمطّلب، وجعفر الطيّار. وأمّا خيرته من النساء: فمريم بنت عمران، وآسية بنت مُزاحم امرأة فرعون، وفاطمة الزهراء، وخديجة بنت خُوَيلد. وأمّا خيرته من الشهور: فرَجَب، وذو القعدة، وذو الحجّة، والمحرّم.. وهي الأربع الحُرُم (2)..
ومن حيث الشرف، تبلغ الأشهر الثلاثة: رجب وشعبان وشهر رمضان، الغاية القصوى في ذلك، حتّى ورد في فضائلها كثير من الأحاديث الشريفة التي تحثّ على النهوض بأعمالها.. من ذلك ما جاء في شهر رجب:
• عن الإمام أبي الحسن عليه السّلام، قال: رجبٌ شهرٌ في الجنّة، أشدُّ بَياضاً من اللبن وأحلى من العسل، مَن صام يوماً من رجب سقاهُ اللهُ عزّوجلّ من ذلك النهر (3).
ومن مُراقَبات المؤمن لهذا الشهر أن يرى في آثار الأخبار ولآلئها: أنّ الليلة الأولى منه هي إحدى الليالي الأربع التي يتأكدّ إحياؤها بالعبادات. وأنّ يوم النصف منه هو من أحبّ الأيّام إلى الله تعالى، وأنّ شهر رجب هو موسم عمل الاستفتاح، يكون مقدّمة ناهضة لأداء عبادات شهر رمضان المبارك. أمّا السابع والعشرون من رجب فهو يوم مبعث النبيّ صلّى الله عليه وآله، وهو يوم ظهور الرحمة ظهوراً لم يُرَ مِثْله، وهو أشرف الأيّام معنويّة وقَدْراً.
ومن مهمّات هذا الشهر الأصبّ، الذي تُصَبّ فيه الرحمة الإلهيّة على العباد صبّاً، أنّه يُذكّر ـ من أوّله إلى آخره ـ بحديث الملَك الداعي، على ما روي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله من أنّ الله تعالى نَصَب في السماء السابعة مَلَكاً يُقال له « الداعي ».. فإذا دخل شهر رجب ينادي ذلك الملَكُ كلّ ليلة منه إلى الصباح:
طُوبى للذاكرين، طوبى للطائعين. يقول الله تعالى: أنا جليسُ مَن جالَسَني، ومطيعُ مَن أطاعني، وغافرُ مَن استَغفَرَني. الشهر شهري، والعبد عبدي، والرحمة رحمتي، فمَن دعاني في هذا الشهر أجَبتُه، ومن سألني أعطيتُه، ومن استهداني هَدَيتُه، وجعلت هذا الشهر حبلاً بيني وبين عبادي، فمن اعتصم به وصَلَ إليّ.
أعماله
وهي على ثلاثة أقسام:
القسم الأوّل: الأعمال العامّة التي تُؤدّى خلال شهر رجب، منها:
أ. عن النبيّ صلّى الله عليه وآله: مَن قال في رجب « أستغفرُ اللهَ الذي لا إله إلاّ هو وحده لا شريك له وأتوبُ إليه » مئةَ مرّة، وختمها بالصدقة، ختم الله له بالرحمة والمغفرة. ومن قالها أربعمائة مرّة كتب الله له أجر مئة شهيد.
ب. الاستغفار سبعين مرّة بالغداة ( صباحاً ) وسبعين مرّة بالعَشِيّ، يقول: أستَغفرُ اللهَ وأتوبُ إليه. فإذا بلغ تمام السبعين رفع يَديه وقال: اللهمّ اغفِرْ لي وتُبْ علَيّ.
ج. الاستغفار ألف مرّة، يقول: أستغفرُ اللهَ ذا الجلال والإكرام، من جميع الذنوب والآثام.
د. قراءة سورة التوحيد قُلْ هُوَ اللهُ أحَد مئة مرّة، فإذا كان ذلك يوم الجمعة من شهر رجب كان للقارئ نورٌ يوم القيامة يجذبه إلى الجنّة.
هـ. صلاة أربع ركعات في إحدى جمعات شهر رجب، يقرأ في كل ركعة سورة الحمد وسبع مرّات آية الكرسيّ وخمس مرّات سورة التوحيد. فإذا تمّت الصلاة قال عشر مرّات: أستغفرُ اللهَ الذي لا إله إلاّ هو وأسألُه التوبة.
و. صلاة عشر ركعات في إحدى ليالي شهر رجب، يقرأ في كلّ ركعة: سورة الحمد، وسورة الكافرون، وثلاث مرّات سورة التوحيد.
القسم الثاني: الأعمال العامّة التي تُؤدّى كلّ يوم من أيّام الشهر، منها:
أ. أدعيّة شريفة مذكورة في كتب الأذكار والأعمال والدعوات، أوائلها:
ـ يا مَن يملك حوائجَ السائلين..
ـ خاب الوافدون على غيرِك..
ـ اللهمّ إنّي أسالك صبرَ الشاكرين لك..
ـ اللهمّ ياذا المِنَن السابغة، والآلاءِ الوازعة، والرحمة الواسعة..
ـ اللهمّ إنّي أسألك بمعاني جميع ما يدعوك به وُلاةُ أمرِك..
ـ اللهمّ إنّي أسألك بالمولودَين في رجب..
ب. أن يقرأ في أعقاب صلوات الفريضة اليوميّة والليليّة الدعاءَ الشريف:
يامَن أرجوهُ لكلِّ خير، وآمَنُ سَخطَه عند كلِّ شرّ...
ج. أن يصوم كلّ يوم، فإن لم يستطع قال كلّ يوم مئة مرّة: سبحانَ الإلهِ الجليل، سبحان مَن لا ينبغي التسبيحُ إلاّ له، سبحان الأعزِّ الأكرم، سبحان من لَبِس العِزَّ وهو له أهل.
د. وفي كلّ ليلة يصلّي ركعتين، يقرأ في كلّ واحدة منهما: سورة الحمد وثلاث مرّات سورة الكافرون، ومرّة واحدة سورة التوحيد. فإذا تشهّد وسلّم قال: لا إله إلاّ اللهُ وحدَه لا شريك، له المُلك وله الحمد، يُحيي ويميت وهو حيٌّ لا يموت، بيده الخير وهو على كلّ شيء قدير، وإليه المصير، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم.
اللهمّ صلِّ على محمّدٍ النبيِّ الأُميّ وآلهِ.. ويُمرُّ يدَيه على وجهه.
هـ. أن يقرأ كلّ ليلة من ليالي رجب كلاًّ من: سورة الحمد، وآية الكرسيّ، وقُلْ يا أيّها الكافرون، وقُلْ هوَ اللهُ أحَد، وقُلْ أعوذ بربِّ الفَلَق، وقُلْ أعوذُ بربِّ الناس ـ ثلاث مرّات.
أو يقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلاّ الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوّة إلا بالله العليّ العظيم. وثلاثاً: اللهمّ صلِّ على محمّدٍ وآل محمّد. وثلاثاً: اللهمّ اغفِرْ للمؤمنين والمؤمنات. وأربعمائة مرّة: أستغفرُ اللهَ وأتوب إليه.
القسم الثالث: الأعمال الخاصّة بليالٍ أو أيّامٍ معيّنة في شهر رجب.
• في الليلة الأولى ـ وهي شريفة ـ يستحبّ: دعاء إذا رأى الهلال، والغُسل، وزيارة الإمام الحسين عليه السّلام الخاصّة برجب، وصلاة عشرين ركعة بعد صلاة المغرب، وصلاة ركعتين بعد العشاء بكيفيّة معيّنة، والتفرّغ للعبادة، وقراءة دعاء: اللّهمّ إنّي أسألك بأنك مَلِك... ويقول وهو ساجد بعد فراغه من صلاة الليل: لك المَحْمَدةُ إن أطَعتُك...
• وفي اليوم الأول ـ وهو يوم شريف ـ يستحبّ: الصيام، والغسل، وزيارة الإمام الحسين عليه السّلام الخاصّة بشهر رجب، وصلاة سلمان رضي الله عنه بكيفيّة خاصّة وتعقيبات معيّنة.
• وفي الليلة الثالثة عشرة يستحبّ ـ أيّها الإخوة ـ صلاة الليالي البِيض بقراءة خاصّة، وتستمرّ ثلاث ليالٍ بأعداد معيّنة من الركعات.
• اليوم الثالث عشر، وهو أوّل الأيّام البيض، ومن أراد أن يدعو بدعاء أمّ داود صام هذا اليوم واليومينِ التاليَين.
• وفي ليلة النصف من رجب ـ وهي ليلة شريف ـ يستحبّ: الغُسل، والإحياء بالعبادة، وزيارة الإمام الحسين عليه السّلام الخاصّة بالنصف من رجب.
• وفي اليوم الخامس عشر من رجب يستحبّ: زيارة الإمام الحسين عليه السّلام الخاصّة بالنصف من رجب، وصلاة سلمان رضي الله عنه، وصلاة أربع ركعات ثمّ بسط اليدين بالدعاء: اللهمّ يا مُذِلَّ كلِّ جبّار..
وعمل أمّ داود في تفصيل مبيَّن في محلّه، يكون في آخره دعاء أثناء السجود: اللهمّ لك سَجَدتُ، وبك آمنتُ، فارحَمْ ذُلّي وفاقتي، واجتهادي وتضرّعي ومَسكنتي، وفَقري إليك. يُختم ذلك بدمعة خشوع وطلب الحوائج من الله تبارك وتعالى.
• أمّا في ليلة المبعث الشريف، وهي من الليالي المباركة.. فيستحبّ صلاة اثنتي عشرة ركعة بعد العِشاء بقراءة خاصّة وأدعية معيّنة، وزيارة أمير المؤمنين عليه السّلام ـ وهي أفضل أعمال الليلة هذه ـ، كما يستحبّ الدعاء:
ـ اللّهمّ إنّي أسألُك بالتجلّي الأعظم، في هذه الليلة من الشهر المُعظَّم، والمرسَل المكرَّم، أن تُصلّيَ على محمّدٍ وآله وأن تغفرَ لنا ما أنت به منّا أعلم، يا مَن يعلم ولا نعلم...
• وفي اليوم السابع والعشرين من رجب، يوم المبعث النبويّ الشريف.. يستحبّ: الغُسل، والصيام، والصلاة على النبيّ وآله صلوات الله عليه وعليهم، وزيارة النبيّ صلّى الله عليه وآله وأمير المؤمنين سلام الله عليه، وأذكار وأعمال أخرى، إضافةً إلى دعاء: اللّهمّ إنّي أسالك بالتجلّي الأعظم... ( أو بالنَّجْل الأعظم ).
• يبقي اليوم الأخير من شهر رجب، يدعو إلى: الغسل، والصيام الذي يُوجِب غفران الذنوب، وصلاة سلمان الفارسي رحمه الله (4).
وفّقنا الله تعالى وإيّاكم ـ أيّها الإخوة الأصدقاء ـ إلى أداء هذه الأعمال المربّية للروح والمنعشة للقلب، والهادية إلى الإيمان، والسالكة بالمرء إلى طاعة الله وخشيته وطلب مرضاته.
-----------------
1 ـ أمالي الصدوق 319.
2 ـ بحار الأنوار، للشيخ المجلسيّ 47:97 حديث 34.
3 ـ ثواب الأعمال، للشيخ الصدوق 48.
4 ـ يراجع: مصباح المتهجد، للشيخ الطوسيّ. والإقبال، للسيّد ابن طاووس. ومفاتيح الجِنان، للشيخ عبّاس القمّيّ.. رضوان الله تعالى عليهم.
• قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: ألاَ إنّ رجب شهر الله الأصمّ، وهو شهر عظيم؛ وإنّما سُمّي الأصمَّ لأنّه لا يقارنه شهر من الشهور حرمةً وفضلاً عند الله تبارك وتعالى. وكان أهلُ الجاهليّة يعظّمونه في جاهليّتها، فلمّا جاء الإسلام لم يَزدَد إلاّ تعظيماً وفضلاً (1).
إنّ هذا الشهر ـ أيُّها الأصدقاء ـ في موقع عظيم من الشرف، ومن أسباب شرفه أنّه: من الأشهُر الحُرُم، وأنّه من مواسم الدعاء.
كان هذا الشهر معروفاً في أيّام الجاهليّة، ينتظره الناس لحوائجهم. وفي الإسلام أصبح معروفاً بأنّه شهر أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام، كما أنّ شهر شعبان هو شهر رسول الله محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم وأنّ شهر رمضان هو شهر الله جَلّ جلاله.
• عن النبيّ صلّى الله عليه وآله قال: إنّ الله تبارك وتعالى اختار من الكلام أربعة، ومن الملائكة أربعة، ومن الأنبياء أربعة، ومن الصادقين [ الصدّيقين ] أربعة، ومن الشهداء أربعة، ومن النساء أربعاً، ومن الأيّام أربعاً، ومن البِقاع أربعاً...
وأمّا خيرته من الأنبياء، فاختار: إبراهيمَ خليلاً، وموسى كليماً، وعيسى رُوحاً، ومحمّداً حبيباً. وأمّا خيرته من الصدّيقين: فيوسفُ الصدّيق، وحبيب النجّار، [ وحِزبيل مؤمن آل فرعون ]، وعليّ بن أبي طالب. وأمّا خيرته من الشهداء: فيحيى بن زكريا، وجِرجِيس النبيّ، وحمزة بن عبدالمطّلب، وجعفر الطيّار. وأمّا خيرته من النساء: فمريم بنت عمران، وآسية بنت مُزاحم امرأة فرعون، وفاطمة الزهراء، وخديجة بنت خُوَيلد. وأمّا خيرته من الشهور: فرَجَب، وذو القعدة، وذو الحجّة، والمحرّم.. وهي الأربع الحُرُم (2)..
ومن حيث الشرف، تبلغ الأشهر الثلاثة: رجب وشعبان وشهر رمضان، الغاية القصوى في ذلك، حتّى ورد في فضائلها كثير من الأحاديث الشريفة التي تحثّ على النهوض بأعمالها.. من ذلك ما جاء في شهر رجب:
• عن الإمام أبي الحسن عليه السّلام، قال: رجبٌ شهرٌ في الجنّة، أشدُّ بَياضاً من اللبن وأحلى من العسل، مَن صام يوماً من رجب سقاهُ اللهُ عزّوجلّ من ذلك النهر (3).
ومن مُراقَبات المؤمن لهذا الشهر أن يرى في آثار الأخبار ولآلئها: أنّ الليلة الأولى منه هي إحدى الليالي الأربع التي يتأكدّ إحياؤها بالعبادات. وأنّ يوم النصف منه هو من أحبّ الأيّام إلى الله تعالى، وأنّ شهر رجب هو موسم عمل الاستفتاح، يكون مقدّمة ناهضة لأداء عبادات شهر رمضان المبارك. أمّا السابع والعشرون من رجب فهو يوم مبعث النبيّ صلّى الله عليه وآله، وهو يوم ظهور الرحمة ظهوراً لم يُرَ مِثْله، وهو أشرف الأيّام معنويّة وقَدْراً.
ومن مهمّات هذا الشهر الأصبّ، الذي تُصَبّ فيه الرحمة الإلهيّة على العباد صبّاً، أنّه يُذكّر ـ من أوّله إلى آخره ـ بحديث الملَك الداعي، على ما روي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله من أنّ الله تعالى نَصَب في السماء السابعة مَلَكاً يُقال له « الداعي ».. فإذا دخل شهر رجب ينادي ذلك الملَكُ كلّ ليلة منه إلى الصباح:
طُوبى للذاكرين، طوبى للطائعين. يقول الله تعالى: أنا جليسُ مَن جالَسَني، ومطيعُ مَن أطاعني، وغافرُ مَن استَغفَرَني. الشهر شهري، والعبد عبدي، والرحمة رحمتي، فمَن دعاني في هذا الشهر أجَبتُه، ومن سألني أعطيتُه، ومن استهداني هَدَيتُه، وجعلت هذا الشهر حبلاً بيني وبين عبادي، فمن اعتصم به وصَلَ إليّ.
أعماله
وهي على ثلاثة أقسام:
القسم الأوّل: الأعمال العامّة التي تُؤدّى خلال شهر رجب، منها:
أ. عن النبيّ صلّى الله عليه وآله: مَن قال في رجب « أستغفرُ اللهَ الذي لا إله إلاّ هو وحده لا شريك له وأتوبُ إليه » مئةَ مرّة، وختمها بالصدقة، ختم الله له بالرحمة والمغفرة. ومن قالها أربعمائة مرّة كتب الله له أجر مئة شهيد.
ب. الاستغفار سبعين مرّة بالغداة ( صباحاً ) وسبعين مرّة بالعَشِيّ، يقول: أستَغفرُ اللهَ وأتوبُ إليه. فإذا بلغ تمام السبعين رفع يَديه وقال: اللهمّ اغفِرْ لي وتُبْ علَيّ.
ج. الاستغفار ألف مرّة، يقول: أستغفرُ اللهَ ذا الجلال والإكرام، من جميع الذنوب والآثام.
د. قراءة سورة التوحيد قُلْ هُوَ اللهُ أحَد مئة مرّة، فإذا كان ذلك يوم الجمعة من شهر رجب كان للقارئ نورٌ يوم القيامة يجذبه إلى الجنّة.
هـ. صلاة أربع ركعات في إحدى جمعات شهر رجب، يقرأ في كل ركعة سورة الحمد وسبع مرّات آية الكرسيّ وخمس مرّات سورة التوحيد. فإذا تمّت الصلاة قال عشر مرّات: أستغفرُ اللهَ الذي لا إله إلاّ هو وأسألُه التوبة.
و. صلاة عشر ركعات في إحدى ليالي شهر رجب، يقرأ في كلّ ركعة: سورة الحمد، وسورة الكافرون، وثلاث مرّات سورة التوحيد.
القسم الثاني: الأعمال العامّة التي تُؤدّى كلّ يوم من أيّام الشهر، منها:
أ. أدعيّة شريفة مذكورة في كتب الأذكار والأعمال والدعوات، أوائلها:
ـ يا مَن يملك حوائجَ السائلين..
ـ خاب الوافدون على غيرِك..
ـ اللهمّ إنّي أسالك صبرَ الشاكرين لك..
ـ اللهمّ ياذا المِنَن السابغة، والآلاءِ الوازعة، والرحمة الواسعة..
ـ اللهمّ إنّي أسألك بمعاني جميع ما يدعوك به وُلاةُ أمرِك..
ـ اللهمّ إنّي أسألك بالمولودَين في رجب..
ب. أن يقرأ في أعقاب صلوات الفريضة اليوميّة والليليّة الدعاءَ الشريف:
يامَن أرجوهُ لكلِّ خير، وآمَنُ سَخطَه عند كلِّ شرّ...
ج. أن يصوم كلّ يوم، فإن لم يستطع قال كلّ يوم مئة مرّة: سبحانَ الإلهِ الجليل، سبحان مَن لا ينبغي التسبيحُ إلاّ له، سبحان الأعزِّ الأكرم، سبحان من لَبِس العِزَّ وهو له أهل.
د. وفي كلّ ليلة يصلّي ركعتين، يقرأ في كلّ واحدة منهما: سورة الحمد وثلاث مرّات سورة الكافرون، ومرّة واحدة سورة التوحيد. فإذا تشهّد وسلّم قال: لا إله إلاّ اللهُ وحدَه لا شريك، له المُلك وله الحمد، يُحيي ويميت وهو حيٌّ لا يموت، بيده الخير وهو على كلّ شيء قدير، وإليه المصير، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم.
اللهمّ صلِّ على محمّدٍ النبيِّ الأُميّ وآلهِ.. ويُمرُّ يدَيه على وجهه.
هـ. أن يقرأ كلّ ليلة من ليالي رجب كلاًّ من: سورة الحمد، وآية الكرسيّ، وقُلْ يا أيّها الكافرون، وقُلْ هوَ اللهُ أحَد، وقُلْ أعوذ بربِّ الفَلَق، وقُلْ أعوذُ بربِّ الناس ـ ثلاث مرّات.
أو يقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلاّ الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوّة إلا بالله العليّ العظيم. وثلاثاً: اللهمّ صلِّ على محمّدٍ وآل محمّد. وثلاثاً: اللهمّ اغفِرْ للمؤمنين والمؤمنات. وأربعمائة مرّة: أستغفرُ اللهَ وأتوب إليه.
القسم الثالث: الأعمال الخاصّة بليالٍ أو أيّامٍ معيّنة في شهر رجب.
• في الليلة الأولى ـ وهي شريفة ـ يستحبّ: دعاء إذا رأى الهلال، والغُسل، وزيارة الإمام الحسين عليه السّلام الخاصّة برجب، وصلاة عشرين ركعة بعد صلاة المغرب، وصلاة ركعتين بعد العشاء بكيفيّة معيّنة، والتفرّغ للعبادة، وقراءة دعاء: اللّهمّ إنّي أسألك بأنك مَلِك... ويقول وهو ساجد بعد فراغه من صلاة الليل: لك المَحْمَدةُ إن أطَعتُك...
• وفي اليوم الأول ـ وهو يوم شريف ـ يستحبّ: الصيام، والغسل، وزيارة الإمام الحسين عليه السّلام الخاصّة بشهر رجب، وصلاة سلمان رضي الله عنه بكيفيّة خاصّة وتعقيبات معيّنة.
• وفي الليلة الثالثة عشرة يستحبّ ـ أيّها الإخوة ـ صلاة الليالي البِيض بقراءة خاصّة، وتستمرّ ثلاث ليالٍ بأعداد معيّنة من الركعات.
• اليوم الثالث عشر، وهو أوّل الأيّام البيض، ومن أراد أن يدعو بدعاء أمّ داود صام هذا اليوم واليومينِ التاليَين.
• وفي ليلة النصف من رجب ـ وهي ليلة شريف ـ يستحبّ: الغُسل، والإحياء بالعبادة، وزيارة الإمام الحسين عليه السّلام الخاصّة بالنصف من رجب.
• وفي اليوم الخامس عشر من رجب يستحبّ: زيارة الإمام الحسين عليه السّلام الخاصّة بالنصف من رجب، وصلاة سلمان رضي الله عنه، وصلاة أربع ركعات ثمّ بسط اليدين بالدعاء: اللهمّ يا مُذِلَّ كلِّ جبّار..
وعمل أمّ داود في تفصيل مبيَّن في محلّه، يكون في آخره دعاء أثناء السجود: اللهمّ لك سَجَدتُ، وبك آمنتُ، فارحَمْ ذُلّي وفاقتي، واجتهادي وتضرّعي ومَسكنتي، وفَقري إليك. يُختم ذلك بدمعة خشوع وطلب الحوائج من الله تبارك وتعالى.
• أمّا في ليلة المبعث الشريف، وهي من الليالي المباركة.. فيستحبّ صلاة اثنتي عشرة ركعة بعد العِشاء بقراءة خاصّة وأدعية معيّنة، وزيارة أمير المؤمنين عليه السّلام ـ وهي أفضل أعمال الليلة هذه ـ، كما يستحبّ الدعاء:
ـ اللّهمّ إنّي أسألُك بالتجلّي الأعظم، في هذه الليلة من الشهر المُعظَّم، والمرسَل المكرَّم، أن تُصلّيَ على محمّدٍ وآله وأن تغفرَ لنا ما أنت به منّا أعلم، يا مَن يعلم ولا نعلم...
• وفي اليوم السابع والعشرين من رجب، يوم المبعث النبويّ الشريف.. يستحبّ: الغُسل، والصيام، والصلاة على النبيّ وآله صلوات الله عليه وعليهم، وزيارة النبيّ صلّى الله عليه وآله وأمير المؤمنين سلام الله عليه، وأذكار وأعمال أخرى، إضافةً إلى دعاء: اللّهمّ إنّي أسالك بالتجلّي الأعظم... ( أو بالنَّجْل الأعظم ).
• يبقي اليوم الأخير من شهر رجب، يدعو إلى: الغسل، والصيام الذي يُوجِب غفران الذنوب، وصلاة سلمان الفارسي رحمه الله (4).
وفّقنا الله تعالى وإيّاكم ـ أيّها الإخوة الأصدقاء ـ إلى أداء هذه الأعمال المربّية للروح والمنعشة للقلب، والهادية إلى الإيمان، والسالكة بالمرء إلى طاعة الله وخشيته وطلب مرضاته.
-----------------
1 ـ أمالي الصدوق 319.
2 ـ بحار الأنوار، للشيخ المجلسيّ 47:97 حديث 34.
3 ـ ثواب الأعمال، للشيخ الصدوق 48.
4 ـ يراجع: مصباح المتهجد، للشيخ الطوسيّ. والإقبال، للسيّد ابن طاووس. ومفاتيح الجِنان، للشيخ عبّاس القمّيّ.. رضوان الله تعالى عليهم.