أعمال شهر رجب
بسم الله الرحمن الرحيم
أول الكلام
شهر رجب من الأشهر الحُرُم، و أول أشهر النور، وفيه أعمال كثيرة وعظيمة، ويمكن اعتباره المقدّمة الأولى للدخول في شهر رمضان المبارك، فلا ينبغي أن نخرج منه كما دخلنا إليه، قال رسول الله محمّد صلّى الله عليه وآله وسلم: "إنَّ اللهَ تَعالى نَصَبَ فِي السَّماءِ السّابِعَةِ مَلَكاً يُقالُ لَهُ الدّاعي، فَإِذا دَخَلَ شَهرُ رَجَب يُنادي ذلِكَ المَلَكُ كُلَّ لَيلَة مِنهُ إلَى الصَّباحِ: طوبى لِلذّاكِرينَ! طوبى لِلطّائِعينَ! ويَقولُ اللهُ تَعالى: أنا جَليسُ مَن جالَسَني، ومُطيعُ مَن أطاعَني، وغافِرُ مَنِ استَغفَرَني، الشَّهرُ شَهري، وَالعَبدُ عَبدي، وَالرَّحمَةُ رَحمَتي، فَمَن دَعاني في هذَا الشَّهرِ أجَبتُهُ، ومَن سَأَلَني أعطَيتُهُ، ومَنِ استَهداني هَدَيتُهُ، وجَعَلتُ هذَا الشَّهرَ حَبلاً بَيني وبَينَ عِبادي، فَمَنِ اعتَصَمَ بِهِ وَصَلَ إلَي".
عبادات
يحتوي كتاب "مفاتيح الجنان" على مجموعة كبيرة من الأعمال المتعلّقة بشهر رجب، تحت عنوان "في فضل شهر رجب وأعماله"، وقد قسّم الأعمال إلى قسمين:
1- الأعمال العامّة.
2- الأعمال الخاصّة.
سننقل في هذه البطاقة ثلاثة أعمال منها، وسنشير إلى أوقات الأعمال الخاصّة، ونُحيلكم في تفصيل الأعمال إلى كتاب "مفاتيح الجنان".
1- دعاء في كل يوم في أعقاب الصلوات اليومية:
"يا مَنْ أَرْجُوهُ لِكُلِّ خَيْرٍ وَآمَنُ سَخَطَهُ عِنْدَ كُلِّ شَرٍّ، يا مَنْ يُعْطِي الكَثيرَ بِالقَلِيلِ، يا مَنْ يُعْطِي مَنْ سَأَلَهُ يا مَنْ يُعْطِي مَنْ لَمْ يَسأَلْهُ وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْهُ تَحَنُّنا مِنْهُ وَرَحْمَةً، أَعْطِنِي بِمَسأَلَتِي إِيّاكَ جَمِيعَ خَيْرِ الدُّنْيا وَجَمِيعَ خَيْرِ الآخرةِ، واصْرِفْ عَنِّي بِمَسْأَلَتِي إِيَّاكَ جَمِيعَ شَرِّ الدُّنْيا وَشَرِّ الآخرةِ فَإِنَّهُ غَيْرُ مَنْقُوصٍ ماأَعْطَيْتَ وَزِدْنِي مِنْ فَضْلِكَ يا كَرِيمُ". قال الراوي: ثم مدّ عليه السلام يده اليسرى فقبض على لحيته ودعا بهذا الدعاء وهو يلوذ بسبابته اليمنى. ثم قال بعد ذلك: "يا ذا الجَلالِ وَالاِكْرامِ يا ذَا النَّعَماءِ وَالجُودِ يا ذَا المَنِّ وَالطَّوْلِ حَرِّمْ شَيْبَتِي عَلى النَّار".
2- الصوم:
قال رسول الله محمّد صلّى الله عليه وآله وسلم:
"ألا وَمَن صَامَ مِن رَجَب يَومَاً إِيمَانَاً وَاحتِسَابَاً استَوجَبَ رِضوَانَ اللهِ الأكبَر، وَأَطَفَأ صَومُهُ فِي ذَلِكَ اليَوم غَضَبَ الله، وَأَغلَقَ عَنهُ بَابَاً مِن أَبوَاب النَّار".
3- الأذكار:
قال رسول الله محمّد صلّى الله عليه وآله وسلم:
- من قال في رجب: "أَسْتَغْفِرُ الله الَّذِي لا إلهَ إِلاّ هُوَ وَحَدْهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ" مائَةَ مرَّة وَخَتَمَهَا بِالصَّدَقَة، ختم اللهُ له بالرَّحمَة وَالمَغفِرَة، وَمَن قَالَ أَربَعمائَة مَرَّة، كتَبَ اللهُ لَهُ أَجرَ مائة شَهِيد".
- من قال في رجب: "لا إِلهَ إِلاّ الله أَلفَ مرة كَتَبَ اللهُ لهُ مائَةَ ألفَ حسَنةَ، وَبَنَى اللهُ لَهُ مائَةَ مَدِينَة فِي الجَّنَة".
أوقات الأعمال والمناسبات الخاصّة:
* ليلة ويوم 1 رجب.
* 1 رجب ولادة الإمام الباقر عليه السلام.
* 2 رجب ولادة الإمام علي الهادي عليه السلام.
* 3 رجب شهادة الإمام علي الهادي عليه السلام.
* أول ليلة جمعة وهي ليلة الرغائب.
* 10 رجب ولادة الإمام الجواد عليه السلام
* 13 رجب ولادة الإمام علي عليه السلام
* ليلة ويوم 13-14-15 رجب.
* 15 رجب وفاة السيدة زينب عليها السلام +أعمال أمّ داوود.
* 25 رجب شهادة الإمام موسى الكاظم عليه السلام.
* ليلة ويوم 27 رجب المبعث النبوي الشريف.
* اليوم الأخير من شهر رجب.
حقيقة التقوى
1- لجام الشهوات:
تخيّل نفسك تركب حصاناً يعدو بسرعة...
وأنت لا تملك لجاماً تتحكّم بواسطته بوجهة سير الحصان وسرعته! إلى أين ستصل؟؟!!
التقوى هي اللجام الذي يحتاجه كلّ إنسان.
والحصان هو الشهوات التي لا تُروّض إلّا بلجام التقوى.
فلا تنسى أن تُحكِم لجام الشهوات!!
2- التقوى مفهوم عامّ، ونحن نريد تفسيراً واضحاً للتقوى؟
التقوى تقتضي فعل الواجبات وترك المحرّمات.
فقد ورد في الحديث: "اعمَلْ بِفَرَائِضِ اللَّه تَكُنْ أَتْقَى النَّاسِ ".
رسول الله صلى الله عليه وآله
وورد في حديث آخر: "التقوى أَن لا يَفقِدَكَ اللهُ حَيثُ أَمَرَك وَلا يَرَاكَ حَيثُ نَهَاك".
الإمام الصادق عليه السلام
3- موعظة أهل القبور:
بعد رجوع الإمام علي عليه السلام من صفّين، أشرف على القبور بظاهر الكوفة، فخاطب أهل القبور قائلاً: " يَا أَهْلَ الدِّيَارِ الْمُوحِشَةِ- والْمَحَالِّ الْمُقْفِرَةِ والْقُبُورِ الْمُظْلِمَةِ- يَا أَهْلَ التُّرْبَةِ يَا أَهْلَ الْغُرْبَةِ- يَا أَهْلَ الْوَحْدَةِ يَا أَهْلَ الْوَحْشَةِ- أَنْتُمْ لَنَا فَرَطٌ سَابِقٌ ونَحْنُ لَكُمْ تَبَعٌ لَاحِقٌ- أَمَّا الدُّورُ فَقَدْ سُكِنَتْ وأَمَّا الأَزْوَاجُ فَقَدْ نُكِحَتْ- وأَمَّا الأَمْوَالُ فَقَدْ قُسِمَتْ- هَذَا خَبَرُ مَا عِنْدَنَا فَمَا خَبَرُ مَا عِنْدَكُمْ- ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى أَصْحَابِه فَقَالَ- أَمَا لَوْ أُذِنَ لَهُمْ فِي الْكَلَامِ- لأَخْبَرُوكُمْ أَنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى".
4- من آثار التقوى في الدنيا؟
1- تيسير الأمور، قال تعالى: ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا﴾. (الطلاق:4)
2- الرزق، قال تعالى: ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا*وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ﴾.(الطلاق:2-3)
3- الحفظ من وسوسة الشياطين، قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ﴾. (الأعراف:201)
4- الهداية الإلهية، قال تعالى: ﴿ألم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ﴾. (البقرة:1-2)
5ـ النصر الإلهي، قال تعالى: ﴿وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾. (البقرة:194)
6- الحفظ من الأعداء، قال تعالى: ﴿وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً﴾. (آل عمران:120)
5- من آثار التقوى في الآخرة؟
1- دخول الجنة، قال تعالى: ﴿وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ﴾. (آل عمران:133)
2- المقام الأمين، قال تعالى: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ * فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَابِلِينَ * كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ * يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ * لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلاَّ الْمَوْتَةَ الأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ﴾. (الدخان:51-56)
3- النجاة من عذاب الله، قال تعالى: ﴿وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا﴾. (مريم:72-71)
4- قبول الأعمال، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾. (المائدة:27)
5ـ تكفير السيئات، قال تعالى: ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا﴾. (الطلاق:5)