النبات في القرآن

 لقد خلق الله الإنسان وکرّمه علی باقي المخلوقات بقوله تعالی :

(وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً)(الإسراء/70). فلقد ذکر في هذه الآية الإنسان والحيوان والنبات .

ذکر الإنسان لکونه هو المقصود بهذا القرآن ، وذکر الحيوان لأنّه وسيلة الإنسان ، وذکر النبات لأنّه قوة الإنسان وطعامه .

وأوّل ذکرٍ للنبات في القرآن ورد في سورة البقرة عندما طلب قوم موسی أن يدعو ربّه فيخرج لهم ممّا تنبت الأرض من بقلها وقثّائها وفومها وعدسها وبصلها ، وکذلک ورد التمر في سورة مريم بقوله :

(وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا) (مريم /25) وذلک لما للتمر من فوائد جمّة ففيه مادّةٌ قابضةٌ للرحم تساعد علی الولادة وتمنع النزيف بعد الولادة ، ويتکوّن الرطب من 70% من السکريات و20% من البروتين وهو غنيٌّ بالأملاح المعدنية و يستطيع الإنسان أن يعيش علی التمر مدّةً طويلةً من الزمن من حيث أنّه غنيٌّ بالمادّة السکريّة وهي سهلة الهضم والامتصاص .

کما أقسم الله بالنبات في سورة التين بقوله : (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ) (التين /1)

وجاء ذکر النبات في عدة آيات مبارکة ففي سورة النحل قوله تعالی : (يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ) (النحل /11) کما ضرب مثلا للإنفاق في قوله تعالی (كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ) (البقرة /261)

وهنا يذکر الله جل وعلا القمح لما للقمح من أهميّةٍ خاصّةٍ في حياة الإنسان ، فالقمح هي مادّة الخبز الذي يحيا عليه الإنسان .