الصوم في سائر الشرائع
ولذلك كان الصوم ركناً في جميع الأديان السماوية، وأشباه الأديان، وحتى في الشرائع الوثنية، فقد كان قدماء المصريين، والإغريق، والرومان، وسكان ما بين النهرين في العراق، يصومون أياماً مختلفة في العام...
وقد روي أنَّ نوحاً (عليه السلام)، صام، عندما جنحت به سفينته إلى البر، غبّ أن عصف به الطوفان، مائة وخمسين يوماً...
ومعروف أنّ موسى بن عمران (عليه السلام)، كان يصوم ثلاثين يوماً كل عام، وكان للعبريين صوم خاص يؤدونه، غير أنَّ اليهود، جعلوا يصومون يوماً واحداً في العام، هو يوم عاشوراء، ابتهاجاً بنجاة بني إسرائيل من الغرق، في البحر الأحمر...
وأما النصارى فأشهر صومهم وأقدمه، هو الصوم الكبير، الذي يقال إنَّ عيسى بن مريم (عليه السلام)، كان يصومه... وقد ابتكر رجال الكنيسة ضروباً أخرى من الصوم، يباشروها الآن...
وتصوم أصحاب الديانات والملل والنحل الحية اليوم، مدداً مختلفة، لها مواعيدها وطقوسها الخاصة...
وقد صامت مريم بنت عمران، ويحيى بن زكريا، صوم الصمت، وقد تحدث القرآن عن صوم الأولى فقال: (... فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا...)... وأنبأ عن الآخر فقال: (... قالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النّاس ثَلاثَ لَيالٍ سَوِيًّا...).