الإمام الرضا عليه السلام مع دعبل الخزاعي

عن أبي الصلت الهروي قال: «دخل دعبل الخزاعي على علي الرضا(عليه السلام) بمرو فقال له: يابن رسول الله(صلى الله عليه وآله)، إنّي قد قلت فيك قصيدة، وآليت على نفسي أن لا أنشدها أحداً قبلك.
     فقال (عليه السلام): هاتها. فأنشده:
مدارس آيات خلت من تلاوة ** ومنزل وحي مقفر العرصات
فلمّا انتهى إلى قوله:
وقبر ببغداد لنفس زكية ** تضمّنها الرحمن في الغرفات
قال له الرضا (عليه السلام): «أفلا ألحق لك بهذا الموضع بيتين بهما تمام قصيدتك»؟ فقال: بلى يابن رسول الله، فقال(عليه السلام):
وقبر بطوس يا لها من مصيبة ** توقد في الأحشاء بالحرقات
إلى الحشر حتّى يبعث الله قائماً ** يفرّج عنّا الهمّ والكربات
فقال دعبل: يابن رسول الله! هذا القبر الذي بطوس قبر من هو؟ فقال الرضا(عليه السلام): «قبري، ولا تنقضي الأيّام والليالي حتّى تصير طوس مختلف شيعتي وزوّاري، ألا فمن زارني في غربتي بطوس كان معي في درجتي يوم القيامة مغفوراً له».