شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية

استنهاض الإمام الممتَحَن

0 المشاركات 00.0 / 5

اشتملت شِمْلة الجنين ، وقعدت حجرة الظنين نقضت قادمة الأجدل فخانك ريش الأعزل .
هذا ابن أبي قحافة يبتزّني نِحْلة أبي وبُلْغة ابنيّ .
لقد أجهر في خصامي وألفيته الألدّ في كلامي ، حتى حبَسَتني قيلةُ نصرَها   والمهاجرةُ وصلَها ، وغضّت الجماعة دوني طرفها ؛ فلا دافع ، ولا مانع .
خرجتُ كاظمةً ، وعدت راغمة ، أضرعت خدّك يوم أضعت حدّك ، افترسَتِ الذئاب وافترشتَ التراب .
ما كففتَ قائلاً ، ولا أغنيتَ باطلاً ، ولا خيار لي ؛ ليتني متّ قبل هينتي ودون ذلّتي .
عذيري الله منك عادياً ، ومنك حامياً .
ويلاي في كلّ شارق !
مات العمد ووهن العضد !
شكواي إلى أبي !
عدواي إلى ربّي !
اللهمّ أنت أشدّ قوةً وحولاً ، وأحدّ باساً وتنكيلا .
فقال أمير المؤمنين عليه السلام :
لا ويل عليكِ ، الويل لشانئك .
نهنهي عن وجدكِ يا ابنة الصفوة ، وبقيّة النبوّة ، فما ونيتُ عن ديني ولا أخطأت مقدوري .
فإن كنتِ تريدين البُلْغة فرزقك مضمون
طـمعت  أن تـثير فيه عليّ  العزمِ
والـنّـجدةِ  الـمـدوّي  صـداهـا
وبـطـولات خـيـبرٍ وحُـنـينٍ
ومـروءاتـه الّـتـي  أبـداهـا
فـلعلّ  الّـذي مضى من مياه  النّبع
ِ                             غـفـلاً يـعـود فـي مـجراها
خـاطبته يا بنَ المحامي أبي  طالبٍ
زيــن  الـرّجـال رمـز  إبـاها
كيف يا فاتحَ الحصونِ اشتملتَ اليومَ
مــن  شـمـلة الـجنين  رداهـا
قـاعداً حـجرةَ الـظّنينِ كـأن  لم
تــكُ لـلحرب سـيفها وفـتاها
أوَ  مـا قـد نـقضت من  أجدلِ
الـطيرِ قـواديمَ يُـتّقى  بـأساها
كيف قد خانَ أعزلُ الريشِ شهماً
كـان في كلّ وقعةٍ ( لا فتاها  )
أوَ يـبـتزّها نُـحيْلة ...  طـه
بُـلغَةَ ابـنيّ يـستحلّ  جناها
جـاهراً في عداوتي دون  تقوىً
مـاضياً في خصومتي  أقصاها
قـد وجدت العنيد لازال  خصماً
مـن ألـدِّ الخصامِ في  دعواها
ذاك  حـتّى الأنصار قد  حبستني
الـنّصرَ  واستعفتِ الحماةُ  حماها
وقـرابـى  الـمـهاجرين ربـاطُ
الـوصل  قُـدّت ومُـزّقت  قرباها
والجماعات  غضّتِ الطّرفَ  عنّي
وكـأنّي مـخاطبٌ مـا  سـواها
لـيس مـن دافـعٍ مـهجّجة  الظلمِ
ولا  مــانـعٍ ألــيـم أذاهــا
رحـتُ مكظومةً بصبريَ  خسرى
ثـمّ مـرغومةً رجـعت  وراها
حـدّك  الـحقّ قد أضت  فأضحى
ضـارعاً خدّك الّذي لا  يُضاهى
افترستَ الذّئابَ كيف افترشتَ اليومَ
وجــه  الـتّرابِ مـن  بـوغاها
مـا كـففتَ المهرّجينَ  مقالاً
وعـنِ الظّالمينَ شرَّ  أذاها
وأنا  لا خيار لي .. فلو  انّي
كنتُ أستطيع أن أردّ  بلاها
ليتني  قبل هينتي كان  موتي
والـرّدى دون ذلّتي  أُسقاها
فـكفاني  مـحامياً  وكـفاني
منكَ ربّي من العدى عدواها
آه  .. ويلايَ كلّما طلّ  صبحٌ
فوق دنياً من الأسى ويلاها
قـد  توفّى العمادُ فانهدّ  منّي
عضدُ العِزِّ والرّجاءِ  وراها
فشِكاتي إلى أبي ولربِّ العرشِ
عـدوى  ظـلامتي  مـرساها
يـا  إلـهي لأنتَ أعظمُ  بأساً
وأشـدُّ الـنّكال في  عُقباها
هزّه في خطابها الوجدُ  والمجدُ
وعـزُّ  الإيـمانِ فـي  تقواها
وهو  لولا وصيّة من نبيّ  اللّه
أحـرى  بـأن يـجيبَ  نداها
ويـعيد الأُمـور ظهراً  لبطنٍ
ويـنيل الـمنافقين  جـزاها
فهو  في البأس لا يُدانيه  بأسٌ
وهـو أقوى باللهِ من  أعداها
كيف  لا وهو في الحروب جميعاً
قـطبُ مـهراسها وجمرُ  وغاها
مـنعت سـيّد الـوغى أن  يـثيرَ
الـحربَ  أنّ الأُمـورَ في  مبداها
كـان  ديـنُ الإسلامِ عوداً  طريّاً
والـجماهيرُ هـشّةً في  انتماها
أشفقَ المرتضى على نبتةِ  الإسلامِ
مــن فـتـنةٍ تـشـبّ لـظاها
غـارسُ  الـرّوضةِ البهيّةِ  أولى
أن يـحـامي بـروحه  أفـياها
وهـو  ثـاني بُـناتها  والمروّي
زرعَها الغضَّ وهو حامي حِماها
قـال  مـهلاً بنتَ النبوّةِ مهلاً
إنّـما الـصّبرُ لـلتّقاة  حلاها
مـالك الـويل بل لشانئك الويلُ
وأقـسى الـعذابِ فـي  أُخراها
يـا  ابنةَ الصّفوة الصّفيّة  عطّر
الـنّـور  بـقيا نـبوّةٍ  أبـقاها
نهنهي  النّفسَ وجدَها  واستقرّي
حان للنّفس أن تريحي  جَواها
فـعنِ الـدّين مـا ونيتُ  وعمّا
قـدّر اللهُ ما خطوت  اشتباها
فاطمئنّي لبُلْغةِ العيشِ أنّ اللّه في
سـابـق الـزّمـان قـضـاها

أضف تعليقك

تعليقات القراء

ليس هناك تعليقات
*
*

شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية