الصوم في الإسلام (تاريخ تشريع الصوم)
الصوم في الإسلام
لقد إهتمّ الإسلام بفريضة الصوم وبيّن حدودها وشرائطها وآدابها في القرآن الكريم والسنّة الشريفة، وسيمر عليك من خلال بحوث الكتاب كل تلك الحدود والشرائط والآداب، أمّا الآن نريد التيمّن بذكر آيات الصوم، وبعضاً من الروايات، بعد أن نذكر تأريخ تشريع الصوم.
أولاً: تاريخ الصوم.
ثانياً: الصوم في القرآن: ....
ثالثاً: الصوم في السنّة الشريفة: ....
تاريخ تشريع الصوم:
من الواضح أنّ الإسلام فيه برنامج شامل وعام لكل جانب من جوانب حياة الإنسان، ولم يشرّع الله تعالى شيئاً إلاّ والمصلحة راجعة في ذلك التشريع الى مصلحة الإنسان، ومن هنا جاءت جملة من العبادات التي تعتبر برنامجاً متكاملاً وذا أبعاد مختلفة، كل عبادة تناولت عدّة أبعاد كلّها تنظم شؤون الفرد وترتّب شؤون الجماعة، وفيها رعاية أحوال الدنيا، وبها صلاح حال الدين، وتكون غذاء للإيمان. تلك هي العبادات في الإسلام.
ومن تلك العبادات الثابتة في الدين الإسلامي والتي تهذّب الجسم والروح، هي فريضة الصوم.
لما حلّت السنة الثانية من الهجرة النبوية نزل الوحي على الرسول(ص) في شهر رمضان بالمدينة المنورة معلناً ببدء فرض صيام شهر رمضان المبارك على المسلمين بقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ...)(1).
ذكر في نيل الأوطار: وكان فرض صوم شهر رمضان في السنة الثانية من الهجرة(2).
وذكر في الاقناع: وفرض في شعبان في السنة الثانية من الهجرة(3).
وكذا ذكر المقريزي حيث قال: وفي شعبان هذا ـ أي سنة اثنين ـ فرض الصوم(4).
وقال ابن جرير: وفي هذه السنة ـ أي الثانية ـ فرض فيما ذكر صوم شهر رمضان، وقد قيل: إنّه فرض في شعبان منها(5).
وفي قبال ذلك يوجد قول يقول إنّ الصوم شرّع في مكة قبل الهجرة(6). واستدل لذلك بما ذكره جعفر بن أبي طالب أمام ملك الحبشة حيث ورد في كلامه(رضي الله عنه) أنّ النبي(ص) أمرهم بالصلاة والزكاة والصيام...(7).
وبما روي عن عروة بن مرّة ا لجهني حينما أسلم وأرسله(ص) الى قومه قال لهم: إنّي رسول من رسول الله اليكم; أدعوكم الى الجنة، وأحذركم من النار... وصيام شهر رمضان...(8).
وليس الأمر بالنسبة لنا ممّا يترتّب عليه آثار عملية فعلاً كي نبحثه بدقة وأنّما أشرنا إلى ذلك مجرّد إشارة عابرة لتنوير القارئ.
______________________________________
(1) البقرة: 183 .
(2) نيل الأوطار: 4/258 .
(3) الاقناع : 1/215 .
(4) إمتاع الأسماع: 1/79 .
(5) تأريخ الطبري: 2/129 .
(6) الصحيح من سيرة النبي الأعظم(صلى الله عليه وآله): 4/301 .
(7) نفس المصدر .
(8) البداية والنهاية: 2/429 ، إمتاع الأسماع: 4/11 .