شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية

الحكمة من الهلال (كيفيّة تكوين الهلال)

0 المشاركات 00.0 / 5

الحكمة من الهلال
كيفيّة تكوين الهلال(3):

القمر في نفسه جرم مظلم، وإنّما يكتسب النور من الشمس نتيجة المواجهة معها، فنصف مستنير والنصف الآخر مظلم، غير إنَّ النصف المستنير، لايستبين لدينا على الدوام، بل يختلف زيادة ونقصاً حسب اختلاف سير القمر، فإنَّ لدى طلوعه عن الاُفق من نقطة المشرق مقارناً لغروب الشمس بفاصل يسير في الليلة الرابعة عشرة من كل شهر بل الخامسة عشر فيما لو كان الشهر تامّاً، يكون تمام النصف منه المتَّجه نحو الغرب مستنيراً حينئذ; لمواجهته الكاملة مع النيّر الأعظم، وهذا ما يطلق عليه «مقابلة القمر مع الشمس»، كما إنّ النصف الآخر المتّجه نحو الشرق مظلم.
ثم إنّ هذا النور يأخذ في قوس النزول في الليالي المقبلة وتقلّ سعته شيئاً فشيئاً حسب اختلاف سير القمر إلى أن ينتهي في أواخر الشهر إلى نقطة المغرب، بحيث يكون نصفه المنير مواجهاً للشمس، وهذا ما يطلق عليه «مقارنة النيّرين»، ويكون المواجه لنا هو تمام النصف الآخر المظلم، وهذا ما يعبّر عنه بـ «تحت الشعاع والمحاق» فلايرى منه أي جزء; لأنّ الطرف المستنير غير مواجه لنا، لا كُلاًّ ـ كما في الليلة الرابعة عشر ـ ، ولابعضاً ـ كما في الليالي السابقة أو اللاحقة ـ .
ثم يخرج شيئاً فشيئاً من تحت الشعاع، ويظهر منه مقدارا من ناحية الشرق، ويُرى بصورة ضوء عريض، هلاليّ ضعيف، وهذا هو معنى تكوّن الهلال وتولّده فمتى ما كان جزءاً منه قابلاً للرؤية كان مبدأً لشهر قمري جديد.
إذاً فتكوّن الهلال عبارة عن خروجه عن تحت الشعاع بمقدار ما يكون قابلاً للرؤية ولو في الجملة.
___________________________________
(3) كتاب الصوم للسيّد الخوئي: 2/115 .

أضف تعليقك

تعليقات القراء

ليس هناك تعليقات
*
*

شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية