استفسار عن مسألة ردّ الشمس للإمام علي عليه السلام

السؤال :

باسمه تعالى. السلام عليكم شيخنا ورحمة الله وبركاته. شيخنا الفاضل دمتم للحق واهله. سؤالي هذا نابع من قصور فهمي واود الاجابة عنه تفصيلا وهو:
اسمع مرارا وتكرارا بلفظة رد الشمس ان كانت لامير المؤمنين -ع- او لغيره. فهل هذا تعبير مجازي ام حقيقي. فان قلتم كما قال البعض بحقيقته.فانه مخالف لقانون الفلك القائل ان المسبب في حلول الصلوات وفي تغير الفصول الاربعة وفي اختلاف الليل والنهار هو دوران الارض حول الشمس تارة وحول النفس تارة اخرى.فالافضل في بلاغة اللفظ هو رد الارض حقيقة لا رد الشمس حيث ان الشمس لم ترد واقعا. وان قلتم بمجازيتها فلابد من غاية وهدف من مجازية اللفظ. فما هو تحليلكم لهذا جزاكم الله خيرا واعتذر عن الاطالة
سؤال رد الشمس لعلي عليه السلام

الجواب :

أحاديث د الشمس قد ذكرها كل من الفريقين العامة والخاصة سواء بالنسبة الى يوشع بن نون وصي موسى عليهما السلام او بالنسبة الى محمد (ص) او علي (ع) و إعتبر أغلب ابناء العامة هذه الأحاديث صحيحة حتى ما كان واردا منها في حق علي (ع) ولكن تردد فيها البعض منهم وبالأخص ما كان واردا في حق علي (ع) والمترددون على صنفين الصنف الأول ناقشها سندا و لا نقاش لنا مع هؤلاء فهم و ما يختارونه بتبع مذهبهم من اعتبار للأحاديث و آخرون من أبناء العامة ضعفوا هذه الأحاديث الواردة في حق علي (ع) بتبع منهجهم المعروف لدى الجميع من المبادرة الى تكذيب او تضعيف كل حديث يعود بفضيلة او كرامة لعلي (ع) حتى راح ليقول قائلهم انها من افتراءات الروافض وقد بلغ بهؤلاء القوم دوافع الحقد لآل البيت عليهم السلام أن يقول قائلهم في موطن آخر هو من مسلمات الدين الإسلامي عند العامة والخاصة إنه أيضا من إفتراءات الروافض وهي الأحاديث الواردة بإتفاق الفريقين في مهدي آل محمد (ص) وما عجزوا عن تكذيبة او رده لأنه من ضروريات الدين والتأريخ حاولوا إلقاء الشبه عليه كقول  بعضهم في حادثة تأريخية مسلمة لدى الجميع وهي قتل علي (ع) لمرحب اليهودي في خيبر كان من قتله هو علي (ع) او بعض المسلمين ومن أبرز هؤلاء الحاقدين إبن كثير و ابن تيمية و غيرهما كثير حتى راح البعض منهم ليفقد توازنه العقلي لشدة حقده ونصبه لآل البيت عليهم السلام ليقول في أمر مسلم بين المسلمين قد اعتبره الجميع فضيلة للإمام علي (ع) و هو ولادته في الكعبة المكرمة قائلا إن ولادة علي (رض) لو سلمنا بها أنها كانت في الكعبة فإنها لا تعود لعلي بفضل ولا مكرمة و أي فضيلة لإنسان يولد بين الأصنام لأن الكعبة آنذاك كانت مليئة بالأصنام حيث كانت الاصنام في بطنها وعلى سطحها حتى دفع مثل هذا الكلام بعض أبناء العامة قبل الشيعة أن يرد عليه معتبرا إياه لشده حقده ونصبه للإمام علي (ع) رجلا غير متوازن دفع به الحقد الى الهذيان و كأنما وجود صنم في الكعبة او عليها ينقص من مكانتها عند الله تعالى او عند المؤمنين وقد كان جميع الانبياء ومن جملتهم النبي محمد (ص) يتبركون بها لعظيم مقامها عند الله تعالى .
وقد ذكّرني مثل هذا النصب والحقد لآل بيت النبي (ص) وأنا أكتب لحضرتكم هذه الأسطر ما شاهدته بنفسي من حقد ناصبي جمعتني وإياه الأقدار في مدينة لندن و كان يطلق عليه بين اصحابه كلمة الدكتور والعلامة في العلوم الإسلامية فسأله أحد الحاضرين في المجلس ماذا تقول يا حضرة الدكتور وماذا تفسر قتل يزيد بن معاوية للحسين بن علي (رض)؟ فأجاب العلامة الدكتور قائلا إن ذلك من إفتراءات الشيعة على أمير المؤمنين يزيد بن معاوية رضي الله عنهما.
فقلت له و أنا متبسم فمن ذا إذن قد قتل الإمام الحسين بن علي عليهما السلام بنظركم؟ قال قتله عبيد الله بن زياد لشبهة طرأت عليه و اجتهاد و الإنسان قد يخطأ و ما كان أمير المؤمنين يزيد راضيا بذلك , فقلت له كيف تفسر ترك عبيد الله من العقاب ولا أقل من عزله وما حدث من تسيير العائلة مع الرؤوس من الكوفة الى الشام فقال إن عدم المؤاخذة لعبيدالله من قبل أمير المؤمنين يزيد بن معاوية إنما كان لما حصل عليه من علم من كون الرجل إجتهد فأخطأ و أما تسيير العائلة والرؤوس الى الشام فما كان بأمر أمير المؤمنين وإنما كان إجتهادا من قبل عبيدالله بن زياد.
فقلت له قد سمعتك الآن و أنت تحدث الحاضرين قائلا إن الشيعة يشتمون بعض الصحابة ومن شتم صحابيا فلا شك ولا ريب في كفره فهل تعتقد هذا حقا أيها الدكتور ؟ قال لي وبضرس قاطع نعم لا شك في ذلك .
فقلت له هل ترى الإمام عليا عليه السلام من الصحابة ام لا ؟ قال نعم إنه منهم فقلت له لو أن أحدا شتم عليا هل تراه كافرا ام لا ؟ قال نعم يكون كافرا , فقلت له ماذا تقول في معاوية وقد شتم عليا عليه السلام وأمر بشتمه حتى صارت سنة إلى عقود من الزمن يشتمه جميع الولاة على منابر المسلمين فهل ترى معاوية كافرا لأنه شتم صحابيا ؟ فأجابني قائلا و إن هذا أيضا من إفتراءات الشيعة على أمير المؤمنين معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه , فقلت له وكيف يكون ذلك من افتراءات الشيعة او الروافض وقد ملئت منه كتب التاريخ و الأحاديث؟ فقال تلك الأحاديث هي مما دسها الشيعة في التراث  الإسلامي.
فهذا هو ديدن هؤلاء النواصب إذا ضاق بهم المجال و وجدوا انفسهم عاجزين أمام الدليل والبرهان و مسلمات التأريخ والأحاديث ما كان لديهم إلا أن يقول قائلهم كل هذا من افتراءات الشيعة بلا رادع من عقل ولا شرع ولو كان بأيديهم السيف قائما اليوم لإرتكبوا ما ارتكبه اسلافهم من الحكم بالقتل ولو على ثلث أمة محمد (ص) او اكثر من ذلك اذا كانت الآراء لا توافق آرائهم و تكفيرهم للمسلمين قاطبة فضلا عن الشيعة ليس بخفي على أحد فكيف بنا نريد من أمثال هؤلاء أن يقبل حديثا ولو واحدا في حق علي عليه السلام و هو قادر على انكاره ولو بمثل هذا التكذيب.
فإذن ليس كلامنا مع امثال هؤلاء النواصب بل الكلام مع غيرهم من سائر الطوائف الاسلامية التي تعيش حبا للرسول (ص) و آله الكرام (ع) ولو كانوا ليسوا بشيعة إمامية و لذا أعود وأقول إن حديث رد الشمس قد اعتبره أغلب المسلمين من العامة فضلا عن الخاصة و تردد أمثال ابن كثير و ابن تيمية لا قيمة له لما نعرف من مسلكهم بأزاء أهل البيت عليهم السلام لكن الكلام في أنه ما هو المراد من الحديث و الحال المناسب في المقام أن يقال رد الأرض لا رد الشمس.
أجل إن احاديث رد الشمس قد جائت تارة لتتكلم عن ردها ليوشع بن نون وصي موسى (ع) وتارة أخرى للنبي محمد (ص) او للإمام علي (ع) وصي رسول الله ومن قَبِلَها في يوشع و محمد عليهما السلام و ردها في علي (ع) فإن كان ذلك لضعف سند عنده فهو ومسلكه في اعتبار الأحاديث و ان كان لشبهة كقول القائل كيف ردت الشمس و هو حدث كوني يجب أن يلحظه الكثير من الناس وما حدثنا التاريخ بذلك فإن كان لمثل هذه الشبهة مجال فيما ورد في مسألة رد الشمس لعلي عليه السلام فهي جارية بنفسها فيما ورد في حق يوشع ومحمد عليهما السلام ايضا و التمييز بينهما بإعتبارها وصحتها في حق يوشع ومحمد عليهما السلام و ردها بالنسبة الى علي (ع) لا ينبيء الا عن حقد طائفي في المقام يسوق الإنسان أحيانا ان يعتبر امرا في مورد و يرده في مورد آخر وهما من صعيد واحد فمثل هؤلاء القوم أيضا لا يمكن ان يعتبر خلافهم ذا قيمة علمية.
و الآن بعد هذه المقدمة أقول إن الأحاديث الشرعية بعد اعتبار سندها إما ان تكون مخالفة للعقل و صريح الشرع و عليه فلابد أن تأول او تطرح لأن الحاديث المعارضة للكتاب او المخالفة للعقل الصريح لا قيمة لها كما وان الأحاديث الآمرة بالعرض على الكتاب لا تبقي مجالا لإعتبار مثل هذه الأحاديث.
والنوع الثاني من الأحاديث هي التي لا محذور فيها عقلا ولا شرعا فهي مما يجب الأخذ بها وتفصيل أمرها له محل آخر من البحث .
والنوع الثالث من الأحاديث هي ما يشير إليها الكتاب المجيد من لزوم الرد على الله تعالى ورسوله (ص) وما تشير إليها الأحاديث الشريفة الآمرة أيضا بلزوم الرد عليهم و لم نلزم أنفسنا يوما من الأيام أن نفسر كل آية و كل رواية بل على كل مؤمن أن يعلم أن هناك الكثير من الآيات والروايات هي فوق مستوى عقولنا ومدارج علومنا و الإعتراف بالعجز فضيلة و تجاوز الحدود رذيلة حيث قد يصبح الإنسان مصداقا للتفسير بلا علم للآيات او الروايات ومن فسر آية او رواية و كان غير أهل لذلك فليتبوأ مقعده من النار.
نعم يكون من حق أهل الخبرة والعقل أن يطلقوا لأنفسهم العنان من باب طرح الإحتمالات والإفتراضات العلمية حيث أن صاحب الإحتمال لا يدعي أن هذا هو مراد الآية او الرواية وعلى هذا الصعيد نحن سنتكلم هاهنا بالنسبة الى حديث رد الشمس سواء كان ذلك بالنسبة ليوشع او محمد او علي عليهما السلام حيث أن ذلك خير من التسارع بالرد او التفسير بلا علم بعد فرض الأحاديث معتبرة سندا حيث أن هناك من يحاول رد الأحاديث و نسبتها الى الضعف لمجرد كونها لا تتناسب مع مذاقه الشخصي.
 أما الإحتمال الأول فنقول فيه إن جريان الكثير من الأحاديث سواء كانت في مواطن المعارف او الأحكام الشرعية إنما هو بما يناسب الفهم العرفي لا الدقة العقلية الحكمية او الواقع الكوني ولذا تتعين القبلة مثلا بلحاظ هذا التسامح العرفي لا الدقي و كذلك يقرّب عظيم المعاني العقلية بما عليه العرف من الفهم فيقال العرش والكرسي و دنا فتدلى فكان قاب قوسين او ادنى تقريبا للمعقول بالمحسوس المفهوم لدى العرف و القوانين بلحاظ ما عليه الفهم العام و لم يتعامل الشارع المقدس مع الناس معاملة النوادر من البشر لأن الأديان إنما تأتي لتخاطب عامة الناس وليست تريد خطاب الفلاسفة ولا المهندسين ولا الفلكيين ولذا نقول فيما نحن بصدد بيانه من رد الشمس أن الحديث قد يحمل على معناه العرفي ولذا ليومنا هذا الناس يقولون طلعت الشمس و غابت الشمس ويقال أيضا مغرب الشمس ومشرقها فيحمل كل شيء على الشمس لا على الدقة الفلكية و كون الأرض هي التي تدور على الشمس حيث يكون كل ذلك بلحاظ نور الشمس و ضوئها لا بلحاظ قرصها و حتى نحن نعيش في و اقعنا هذا التسامح ولذا نقول طلعت الشمس و نحن جالسون في غرفة و نقصد نور الشمس الذي نراه لا قرصها وقد تمر الأيام و الواحد منا لم يلحظ قرص الشمس وهو يرى نفسه قد رأي الشمس في هذا اليوم مثلا و أنه ما رآها امس لأن الجو كان غائما فإذن مدار الحديث في الغالب بين الناس في شرق الأرض وغربها الى يومنا هذا إنما هو على ضوئها لا على قرصها حتى كاد ان يكون قرصها مغفولا عنه على الرغم من تطور العلم في عصرنا هذا لكن الحالة العرفية هي السائدة بين الناس.
وعليه فنقول لا مانع بأن يكون المراد من رد الشمس هو ظهور  نورها بعد الخفاء واذا كان ذلك قد حصل تكوينا ولو بتوقف الارض او عودها بقدر ما يكفي لصلاة باربع ركعات او اقل من ذلك لتكون جميع صلوات الاولياء قد وقعت في مواقيتها لتكون فضيلة لولي من اولياء الله ساقته ضرورة او طاعة لنبي ليؤخر الصلاة فإنها تكون كرامة له عند ربه وعظيم مقام عند السامع بذلك و قول القائل انه حدث كوني لو كان لبان فإنه حق من القول لو كان بقدر ساعة لا بقدر ما يسقط به واجب الصلاة.
هذا كله لو حملنا الحديث على ظاهره من الامر الحسي من شمس وارض محسوستين رد ضوئها كرامة لعبد هو من اولياء الله حينما فاتته الصلاة مراعاة للوحي النازل على الرسول الأعظم فمثل هذا الحديث وغيره يثبت الفضيلة او الكرامة لاولياء الله لمن اراد ان يميز رجال الله عن غيرهم حيث يكون ذلك من الادلة على مقامهم الرفيع.
الإحتمال الثاني في المقام بالنسبة الى هذا الحديث الشريف وهو الاقرب عند التأمل ان يقال إن المراد من رد الشمس هو الأمر المعنوي لا الحسي المادي اي بما يعود الى رد شمس الحقيقة وظهورها بعد الخفاء والانطماس وهي تناسب واقع نبوة وإمامة ولتوضيح الامر نقول ان شمس النبوة بعظيم مقامها بعد أولي العزم من الرسل بعدما انطمست بحجب الظلمات فقد كان رجوع تلك الشمس مرة ثانية بعد هؤلاء الانبياء الكرام بالنبي محمد (ص) فهو رد لشمس الحقيقة النبوية بعد إندراسها و ظهور هذه الشمس بتمام معالمها على يد خاتم الرسل محمد (ص) وكذلك هو ردها بواسطة علي عليه السلام الذي هو باب مدينة العلم النبوي وصيا لرسول الله (ص) حيث يعيد معالمها بعد انقلاب الامة على الأعقاب بعد نبيها الكريم.
فشمس الحقيقة قد ردت في مواطن بعد الانطماس لظلمات الدهور فقد ردها في مواطن النبوة بعد انطماسها من بعد اولي العزم من الرسل النبي محمد (ص) حينما وصل امر العالم الى الجاهلية و إن نسب البعض انفسهم الى الأديان كما وأنه من الواضح أن بقية الرسل على كثرتهم و تجاوز عددهم المائة واربع وعشرين ألف نبي ما كانوا إلا اوصياء لأولي العزم من الرسل ولذا تشير الروايات الى محمد (ص) حيث أنه شمس حقيقة سطعت بعد أولي العزم من الرسل وكذلك هي حقيقة الإمامة بخلفاء الرسل بعد موسى ومحمد عليهما السلام حيث كان ذلك بكل من يوشع بن نون وصي موسى وعلي بن ابي طالب وصي محمد (ص) حيث أنهما شمس حقيقة لبيان الحق وتطبيق العدل الإلهي لأن رسالات السماء بلا بيان بأبعاد الحقيقة تكون ألعوبة بيد الحكام و وعاظ السلاطين ولذا نرى أنها وردت مثل هذه الأحاديث بالنسبة الى محمد (ص) مشيرة الى شمس النبوة وبالنسبة الى يوشع بن نون و علي عليهما السلام مشيرة الى شمس البيان بعد التنزيل وشمس العدل الإلهي لأن بدون ذلك تكون رسالات السماء بحكم العدم كما أشار الله تعالى الى ذلك مخاطبا نبيه الكريم (ص) : (يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين) فإذن هي روايات وردت لبيان شمس الحقيقة النبوية و شمس حقيقة الإمامة بعد الأنبياء.
و الإحتمال الثالث في المقام أن نقول إن بعض الأحاديث ربما قد حصل فيها بتبع الذوق والهوى بعض التصرف في أسباب حدوثها او دخل بعض التفسير في متنها و إن كان أصل العنوان كرد الشمس مثلا هو ثابت لا ريب فيه وبتبع هذا الإحتمال نقول إنها بعد ثبوت أصل صدورها و الإطمئنان بذلك نجزم انها وردت لإثبات كرامة او فضيلة و إن كنا قد نتردد فيما يدعى لها من الأسباب فهل كان هو تأخير صلاة او كان أمرا آخر ولذا قلنا أن الحديث و إن كان بظهوره في مسألة صلاة او غير ذلك إلا أنه لا يبعد ان مثل هذه الأمور قد أًضيفت لأصل مطلب ثابت لا ريب فيه وهو رد الشمس الذي أريد منه الأمر المعنوي لكن المناسب للرواة هو سحب الأحاديث إلى المفاهيم العرفية او أن بعضهم قد يتخوف من بيانها بما وردت فيه من نبوة وإمامة حيث أنه قد يتعرض إلى النقد او الخطر من قبل أصحاب السلطة او بعض المنحرفين ولذا قد يراد أحيانا إبقاء أصل الحديث لإثبات فضيلة او كرامة فيطلق بنحو من الإطلاق ليبعد عن صاحبه مثل هذه المحاذير وهذا الأمر قد يكون جاريا أيضا حتى بالنسبة الى بعض الآيات الشريفة حيث أن في اسباب نزول بعضها قد يتردد الإنسان وربما راحت لتعدد هذه الأسباب لكن الآية تبقى بما لها من الدلالة نصا او بما يمكن ان يكون لها من التفسير بغض النظر عما قد يدعى في حقها من الأسباب في بعض الأحيان ولذا نقول في ختام الحديث إن المتتبع لا يتردد في أصل ثبوت أحاديث رد الشمس و إن كان الجزم في المراد قد لا يكون حاصلا ولذا قد نقول إنه لا مانع من التوقف في بعض الأحيان من أي تفسير وتأويل و الرد لبعض الآيات والروايات الى أهلها او التوقف فيها وقبولها كعنوان فضيلة او كرامة لأن كل عاقل يجزم ان الكتاب بما له من البطون و أن الأحاديث بما لها من العمق ليس كل أحد قادرا أن يصيب المراد منها و يكون الصمت أحيانا خيرا من التأويل او التفسير إلا إذا كان الامر من باب الإحتمال كما جرى في حديثنا هذا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.