قصيدة بمناسبة مولد غريب طوس

أيا ذكرى بسعدك فأسعدينا

أزيلي الهم عنا و أفرحينا

لمولدِ مَنْ إليه الروحُ هامتْ

ترفرفُ حولَه حينًا فحينا

عليه ملائكُ الرحمنِ صلًّتْ

بمحرابِ الخشوعِ مكبِّرينا

فحورُ العينِ في الجناتِ خرَّتْ

إلى الرحمنِ شكرًا ساجدينا

كأنِّي بالرسولِ و مرتضاهُ

مَعَ ابنتهِ البتولِ مهلهلينا

جميعُ الأنبياءِ أتَوْا حشودًا

بباقاتِ الزهورِ مهنئينا

بمولدِ مَنْ رضتْ عنهُ الأعادي

فكيفَ رضاهُ عند الأقربينا

عليٌ يا بنَ موسى يا إمامي

شفيعُ ذنوبِ كلِّ المذنبينا

أتيتُ الشعرَ كي أمدحْكَ لكنْ

هجاني الشعرُ هجوَ الغاضبينا

نأى عنِّي و قالَ أنا صغيرٌ

بحوري لا تمسُ الأكبرينا

فذاك إمامُكَ الجبارُ بحرٌ

و لَمْ أرَ في البحورِ لهُ قرينا

فإنْ يطمى أصيرُ به غريقًا

و إنْ جَزَرَتْ مِياهُ أصيرُ طينا

و يَكْفي أنًّهُ إنْ قيسَ فردًا

بكلِّ الناسِ مثله لن يكونا

و مِنْ إحسانِه روّى قفارًا

فأضحتْ أجملُ الأرضينَ زينا

ففي بركِ السباعِ و إنْ رموهُ

تقبلُه الأسودُ مبصبصينا

عليٌ يا بنَ موسى يا إمامي

شفيعُ ذنوبِ كلِّ المذنبينا

ألا فأدرْ رحاكَ على ذنوبي

و كسِّرها و صيِّرها طحينا

أتيتك و البياضُ بلبِّ قلبي

تحمَّر من نواه لكم حنينا

سمعتُ بما سمعتُ لكم كلامًا

و ترويهِ الثقاتُ محدثينا

ألا مَنْ زارني عن بعدِ ميلٍ

أكونُ لهُ إلى الخلدِ الضمينا

فكيفَ لنا الوصولُ إلى ثراكمْ ؟

و عنكمْ سيدي أسفًا نأينا

و لا ندري إذا كنَّا بيومٍ

لمشهدكمْ إمامي زائرينا

فليتَ ضريحَك النوَّارَ سجنٌ

و ليتي كنتُ داخلهُ سجينا