شهادة الامام محمد الباقر (عليه السلام) - 3
بعد رحيل الامام السجاد الى الرفيق الاعلى ،أنتقلت الامامة الى الامام محمد الباقر الذي هو الامام الخامس من أئمة أهل البيت (عليهم السلام)،وعندما نقول انتقلت الامامة اي ان الاصطفاء الالهي وقع عليه ،وهذا الاصطفاء لايقع عبثا وأنما وفق شروط ،من هذه الشروط ماأشارت اليه الاية المباركة ،قال تعالى (واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فاتمهن قال اني جاعلك للناس اماما قال ومن ذريتي قال لاينال عهدي الظالمين )فهذه الاية تشير الى ان الامامة ،1:هي جعل الالهي ،2:انها في ذرية النبي ابراهيم (عليه الصلاة والسلام)،3:ان الامام يجب ان يكون معصوما ،وهذه الشروط جميعها متحققة في الامام الباقر (عليه السلام) ،فهو منصوص عليه من قبل الله( عزوجل )وهو من ذرية النبي محمد (صلى الله عليه واله) الذي هو أولى الناس باابراهيم ،وهو معصوم ،لقد عاش الامام الباقر (عليه السلام) تلك الايام العصيبة التي مرت على العترة الطاهرة ،الا وهي واقعة عاشوراء ،حيث كان الامام (عليه السلام)يشاهد تلك المأساة التي حلت على أبائه الطاهرين ،وهو في مقتبل عمره الشريف ،وأستمر هذه الاضطهاد لعترة الرسول الاكرم (صلى الله عليه واله)،الذي هم عدل الكتاب ،كما اوصى النبي الاعظم(صلى الله عليه واله وسلم) بهم ،وعاصر الامام الباقر (عليه السلام) والده الامام السجاد (عليه السلام)،وشاهد أيظا كيف ان الامة غدرت بوالده ،حيث ارتحل الى ربه الكريم وهو مسموما ،،ولقد عمل الامام الباقر (عليه السلام) على تثبيت أصول الاسلام الحنيف وبثها في جميع بقاع الارض ،فمتاز عصره باأنتشار مذهب أهل البيت (عليهم السلام)في شرق الارض وغربها ،حيث أمتاز عصر الامام الباقر بكونه بداية لسقوط الامويين ،وهذا الامر كان له الدور الكبير في اطلاق حرية الامام للعمل على نشر الدعوة الاسلامية ،حتى واصل ولده الامام الصادق (عليه السلام) المهمة حيث أسس مدرسة كبرى ،أحتضنت ألاف الطلبة ،ولقد حاول الطغات تصفية الامام جسديا ،وأخذوا يتربصون به ،حتى أنتقل الامام (سلام الله عليه )الى الرفيق الاعلى مسموما ،شهيدا ،فسلام عليه يوم ولد ويوم أستشهد ويوم يبعث حيا ،وصل الله على محمد واله الاطهار .