القرآن يتكلم عن أهل البيت عليهم السلام (3)

« وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذينَ آمَنُوا ويَمحَقَ الكافرين » [ آل عمران:141 ].
• أخرج ابن خلدون في ( مقدّمjة:269 )، والهيثمي الشافعي في ( مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ـ كما ذكر الحمويني في فرائد السمطين 242:2 )، والحمويني الشافعي في ( فرائد السمطين 318:2 ) بسندٍ إلى سعيد بن جُبَير عن ابن عبّاس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: إنّ عليّ بن أبي طالبٍ إمامُ أُمّتي وخليفتي عليها مِن بعدي، ومِن وُلدِه المنتظَرُ الذي يملأ به الأرضَ قسطاً وعدلاً كما مُلئِت جوراً. والذي بعثني بالحقّ بشيراً ونذيراً، إنّ الثابتينَ على القول بإمامته في زمان غَيبته لأعَزُّ من الكبريت الأحمر.
فقام إليه جابر بن عبدالله الأنصاري فقال: يا رسول الله، وللقائم من وُلدك غَيبة ؟ قال صلّى الله عليه وآله: إي وربّي، « ولِيُمحِّصَ اللهُ الذين آمنوا ويَمحقَ الكافرين ». يا جابر، إنّ هذا الأمر مِن أمر الله، وسرٌّ من سرّ الله... فإيّاك والشكّ؛ فإنّ الشكّ في أمر الله عزّوجلّ كفر!
« وَلَتَسْمَعُنّ مِن الَّذينَ أوتُوا الكتابَ مِن قَبْلِكم ومِنَ الَّذين أشركُوا أذىً كثيراً » [ آل عمران:186 ]
• روى الحافظ الحسكاني في ( شواهد التنزيل 134:1 ) عن أبي محمّد الحسن بن علي الجوهري ( بإسنادٍ ذكره ) عن ابن عبّاس في قوله تعالى: « ولَتَسمَعُنّ من الذين أُوتُوا الكتابَ... أذىً كثيراً » قال: نزلت في رسولِ الله خاصّةً وأهلِ بيته.
« يا أيُّها الذينَ آمنُوا آصبِروا وصابِروا ورابِطُوا واتّقُوا اللهَ لعلّكُم تُفلحون » [ آل عمران:200 ]
• وروى الشيخ القندوزي الحنفي في ( ينابيع المودّة 236:3 / ح 4 ـ الباب 71 ) عن يزيد ابن معاوية العِجلي، عن محمّد الباقر عليه السلام في قوله تعالى « يا أيُّها الذين آمنوا آصبروا... » قال: اصبروا على أداء الفرائض، وصابِروا على أذيّة عدوّكم، ورابِطوا إمامَكمُ المهديَّ المنتظَر.
« أَم يَحسُدونَ الناسَ على ما آتاهمُ اللهُ مِن فَضلهِ » [ النساء:57 ]
• روى عالم الحنفية محمّد الصبّان المصري في ( إسعاف الراغبين:109 ) قال: أخرج بعضهم عن الباقر عليه السلام في قوله تعالى « أم يَحسُدونَ الناسَ على ما آتاهمُ اللهُ مِن فضلهِ » أنّه قال: أهلُ البيت همُ الناس.
وأخرج نحوَه: الشبلنجيُّ الشافعي في ( نور الأبصار:112 ).
« يا أيُّها الَّذينَ آمَنُوا أطيعُوا اللهَ وأطيعُوا الرسُولَ وأُولي الأمرِ منكم » [ النساء:59 ]
• قال الشيخ القندوزي الحنفي: في ( المناقب ) عن الحسن بن صالح، عن جعفر الصادق رضي الله عنه في هذه الآية قال: أُولو الأمر همُ الأئمّة من أهل البيت. ( ينابيع المودّة 341:1 / ح 2 ـ الباب 38 ).
« ولَقَد أخَذَ اللهُ مِيثاقَ بَني إسرائيلَ وبَعَثْنا مِنهمُ آثنَي عَشَرَ نَقِيباً » [ المائدة:12 ]
• عن ابن شاذان في ( المناقب المئة:72 ـ المنقبة 41 ) من طريق العامّة، عن ابن عبّاس قال: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: معاشرَ الناس، مَن أراد أن يتولّى اللهَ ورسولَه فَلْيَقتَدِ بعليّ بن أبي طالبٍ بعدي والأئمّةِ من ذرّيتي؛ فإنّهم خُزّان علمي.
فقام جابر الأنصاري فقال: يا رسول الله، ما عِدّةُ الأئمّة ؟ قال: يا جابر، سألتَني ـ رحمك الله ـ عن الإسلام بأجمعه، عِدّتُهم عِدّة الشهور... وعدّة نقباء بني إسرائيل، قال الله تعالى: « ولَقَد أخَذَ اللهُ ميثاقَ بَني إسرائيلَ وبَعَثْنا مِنهمُ آثنَي عشَرَ نقيباً »، فالأئمّة ـ يا جابر ـ اثنا عشر إماماً، أوّلُهم عليُّ بن أبي طالب، وآخِرُهمُ القائم.
« يا أيُّها الَّذينَ آتّقُوا اللهَ وآبتَغُوا إليهِ الوسيلة » [ المائدة:35 ]
• أخرج الحافظ القندوزي الحنفي ـ عن كتاب ( مودّة القربى ) للسيّد علي الهمداني ـ عن الإمام عليّ عليه السلام أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: الأئمّة مِن وُلدي، فمَن أطاعهم فقد أطاع الله، ومَن عصاهم فقد عصى الله، همُ العروة الوثقى، والوسيلة إلى الله جَلّ وعلا. ( ينابيع المودّة:446 ـ الطبعة القديمة ).
« وأَنَّ هذا صِراطي مُستقيماً فَآتَّبِعُوه » [ الأنعام:153 ]
كتب السيّد هاشم البحراني في ( غاية المرام:434 ): أسند الشيرازي ـ من أعيان العامّة ـ إلى قَتادة، عن الحسن البصري في ظلّ الآية قال: يقول: هنا طريق عليّ بن أبي طالبٍ وذرّيته طريقٌ مستقيم، ودينٌ مستقيم، فاتّبعوه وتمسّكوا به؛ فإنّه واضحٌ لا عِوَجَ فيه. ( نقله أيضاً: النباطي البياضي العاملي في « الصراط المستقيم إلى مستحقّي التقديم 284:1 ». وعلّق عليه أحد العلماء بقوله: المقصود من « ذريّته » عترتُه الأئمّة الطاهرون الأحد عشر عليهم السلام، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ).
« ونادى أصحابُ الأعرافِ رِجالاً يَعرِفونَهُم بِسِيماهُم.. » [ الأعراف:48 ]
• روى الحافظ سليمان القندوزي الحنفي بإسناده إلى سلمان الفارسي قال: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول لعليّ أكثرَ من عشر مرّات:
يا عليّ، إنّك والأوصياءَ مِن وُلدك أعرافٌ بين الجنّة والنار، لا يدخل الجنّةَ إلاّ مَن عَرَفكم وعَرَفتُموه، ولا يدخل النار إلاّ مَن أنكركُم وأنكرتموه. ( ينابيع المودّة 304:1 / ح 3 ـ الباب 29) قال أحد العلماء: المقصود بضمائر الجمع هم أهل البيت عليهم السلام كما يدلّ عليه السياق؛ ويؤيّده رواياتٌ أُخَر بالمضمون نفسه جاءت في أبواب متفرّقة أخرى ).
« ومِمَّن خَلَقْنا أُمّةٌ يَهْدونَ بِالحقِّ وبِهِ يَعْدِلون » [ الأعراف:181 ]
• كتب الحاكم الحسكاني الحنفي في ( شواهد التنزيل 204:1 ) قال: في كتاب ( فهم القرآن ) عن جعفر الصادق رضي الله عنه في معنى قوله تعالى « ومِمَّن خَلَقْنا أُمّةٌ يَهْدونَ بالحقِّ وبهِ يَعْدِلون »، قال: هذه الآيةُ لآل محمّد صلّى الله عليه وآله.
« وما كانَ اللهُ لِيُعذِّبَهُم وأنتَ فِيهِم
» [ الأنفال:33 ]
• أخرج العالم الحنفي الصبّان المصري في كتابه ( إسعاف الراغبين:130 ـ هامش نور الأبصار ) قال:
وفي روايةٍ أخرى لأحمد بن حنبل: عن النبيّ صلّى الله عليه وآله قال: إذا ذهبت النجوم ذهب اهل السماء، وإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض.
ثمّ قال الصبّان: وقد يشير إلى هذا المعنى قوله تعالى « وما كان اللهُ لِيُعذِّبَهم وأنت فيهم ». أُقيم أهل بيته مقامَه في الأمان؛ لأنّهم منه وهو منهم ـ كما ورد في بعض الطرق..
قال أحد العلماء معلّقاً: معنى الحديث النبوي الذي أشار إليه هذا العالم الحنفي « أهلُ بيتي منّي وأنا منهم » هو: أنّي وَهُم حقيقةٌ واحدة، وروحٌ واحدة، ونورٌ واحد في صورٍ وجسومٍ متعدّدة.