شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية

شذرات نورانيّة (51)

0 المشاركات 00.0 / 5

الرحمة

• آياتٌ كثيرة جاءت في القرآن الكريم تُذكّر بالرحمة وتُنبّه عليها وتمدحها، منها:
ـ « محمّدٌ رسولُ اللهِ والذينَ مَعَه أشدّاءُ على الكفّارِ رُحَماءُ بينَهم » [ سورة الفتح: 29 ].
ـ « وجَعَلْنا في قلوبِ الذينَ آتَّبعُوه رأفةً ورحمة » [ سورة الحديد: 27 ].
ـ « ثُمَّ كانَ مِن الذينَ آمَنُوا وتَواصَوا بالصبرِ وتَواصَوا بالمَرحَمة * أُولئك أصحابُ المَيمَنة » [ سورة البلد: 17 ـ 18 ].
• وأمّا الروايات فهي أكثر، تُفصّل في هذه الصفة الإلهيّة التي يحبّها الله تعالى لعباده، يدعو إليها ويُثني عليها ويُؤجر ويُثيب فيها... وهذه باقة عاطرة منها:
ـ قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « الراحمون يرحمُهمُ الرحمانُ يوم القيامة. إرحمْ مَن في الأرض يرحمك مَن في السماء » ( بحار الأنوار 169:77 / ح 4 ).
ـ وقال صلّى الله عليه وآله: « مَن لا يَرحم لا يُرحَم » ( بحار الأنوار 76:82 / ح 10 ـ عن: أمالي الطوسي 398:1 ).
ـ وقال أميرالمؤمنين عليه السلام: « أحسِنْ يُحسَن إليك، إرحمْ تُرحَم » ( بحار الأنوار 385:77 / ح 9 )..
ـ وقال سلام الله عليه أيضاً: « إرحمْ مَن دونك يرحمْك مَن فوقك، وقِسْ سهوَه بسهوك، ومعصيتَه لك بمعصيتك لربّك، وفقرَه إلى رحمتك بفقرك إلى رحمة ربّك » ( غرر الحكم: 66 ).
ـ وعنه عليه السلام: « عَجِبتُ لمَن يرجو رحمةَ مَن فوقه كيف لا يرحم مَن دونه » ( عيون الحكم 250:6 ).
• وكلّنا محتاجٌ إلى رحمة ربّنا تبارك وتعالى، وكذلك كلُّنا يحتاج رحمةَ بعضنا لبعض، ولكن هنالك تأكيداتٌ وأولويّات ذكرتها روايات، منها:
ـ قول النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلم: « إرحموا ثلاثاً: عزيزَ قومٍ ذلّ، وغنيَّ قومٍ افتقر، وعالماً ضاع في زمان جُهّال » ( بحار الأنوار 405:74 / ح 2 ـ عن: الدرة الباهرة من الأصداف الطاهرة للشهيد الأوّل: 18 ـ وفيه: « وعالماً يتلاعب به الجُهّال »).
ـ وقول الإمام عليٍّ عليه السلام: « إرحمْ مِن أهلك الصغير، ووقِّرِ الكبير » ( بحار الأنوار 99:78 / ح 1 ـ عن: مجالس المفيد:129، وأمالي الطوسي 6:1 ).
ـ وقوله سلام الله عليه: « أقيلوا ذوي المروءات عثراتِهم، فما يعثر منهم عاثر إلاّ ويدُ الله بيده يرفعه » ( نهج البلاغة: الحكمة 20 ).
ـ وقوله عليه السلام أيضاً: « وإنّما ينبغي لأهل العصمة والمصنوعِ إليهم في السلامة أن يرحموا أهلَ الذنوب والمعصية، ويكونَ الشكرُ هو الغالبَ عليهم » ( نهج البلاغة: الخطبة 140 ).
ـ وقوله كذلك: « فارحموا نفوسَكم، فإنّكم قد جرّبتموها في مصائب الدنيا » ( نهج البلاغة: الخطبة 183 ).
• وأمّا رحمة الله جلّ وعلا فهي تحيّر العقول، إذ هي من السَّعة ما لا حدود، ومن الآثار مالا إنكار، وقد قال عزّ مِن قائل:
ـ « فَقُلْ ربُّكُم ذو رحمةٍ واسعة » [ سورة الأنعام: 147 ],
ـ « ورحمتي وَسِعَت كلَّ شيء » [ سورة الأعراف: 156 ].
ـ « فانظُرْ إلى آثارِ رحمةِ اللهِ... » [ سورة الروم: 50 ].
ـ وقال أميرالمؤمنين عليه السلام في مواطن عديدة؛ منها في خلقة آدم عليه السلام: « ثمّ بسَطَ اللهُ سبحانه له في توبتهِ، ولقّاهُ كلمةَ رحمتهِ » ( نهج البلاغة: الخطبة 1 ).
ـ وقيل للإمام عليّ بن الحسين عليهما السلام: إنّ الحسن البصريّ قال: ليس العَجَب ممّن هلك كيف هلك، وإنّما العجب ممّن نجا كيف نجا! فقال عليه السلام: « أنا أقول: ليس العجَبُ ممّن نجا كيف نجا، وإنّما العجَبُ ممّن هلك كيف هلك مع سَعةِ رحمة الله!! » ( بحار الأنوار 153:78 / ح 17 ـ عن: إعلام الورى للطبرسي 489:1 ).
ـ وقال عليه السلام يوماً، وقوله بشارةٌ للمؤمن: « لا يَهلَك مؤمنٌ بين ثلاث خصال: شهادةِ أن لا إله إلاّ اللهُ وحدَه لا شريك له، وشفاعةِ رسول الله صلّى الله عليه وآله، وسَعةِ رحمة الله عزّوجلّ » ( بحار الأنوار 159:78 / ح 10 ـ عن: نثر اللآلي).
ـ وكان عليه السلام يقول في دعائه: « يا مَن هوَ أبَرُّ بي من الوالد الشفيق، وأقربُ إليّ مِن الصاحب اللَّزيق، أنت موضعُ أُنسي في الخلوة إذا أوحشني المكان، ولفَظَتْني الأوطان » ( بحار الأنوار 157:94 ).
• والمفرح حقّاً أن رحمة الله جَلّ وعزّ رحمةٌ مستحكمة لا طارئة ولا عابرة، بل هي متوثَّقة مًُتعَهّدة من قِبل الباري عزّوجلّ، وهو القائل:
ـ « وإذا جاءَك الذينَ يُؤمنونَ بآياتِنا فَقُلْ سلامٌ عليكُم كتَبَ ربُّكم على نفسهِ الرحمةَ... » [ سورة الأنعام: 54 ].
ـ « قلْ لِمَن ما في السماواتِ والأرضِ قُلْ للهِ كتَبَ على نفسهِ الرحمة... » [ سورة الأنعام: 12 ].
ـ ومن رسالةٍ للإمام محمّد الجواد عليه السلام جاء فيهَا: « وكتب على نفسه الرحمة، فسَبَقَت قبل الغضب، فتمّت صِدقاً وعدلاً، فليس يبتدئ العبادَ بالغضب قبلَ أن يُغضبوه » ( بحار الأنوار 359:78 / ح 2 ـ عن: الكافي 53:8 / ح 16 ).
• وإذا كان لكلّ شيءٍ مُوجِبُه، فلرحمة الله تعالى مُوجباتُها، بيّنتها آياتٌ عديدة، وأحاديث متعدّدة، هذا بعض من مجموع:
ـ « إنّ رحمةَ اللهِ قريبٌ من المحسنين » [ سورة الأعراف: 56 ].
ـ « فأمّا الذينَ آمنوا باللهِ واعتصموا به فسيُدخِلُهم في رحمةٍ منه » [ سورة النساء: 175 ].
ـ « وبَشِّرِ الصابرينَ * الذينَ إذا أصابَتْهم مُصيبةٌ قالوا إنّا لله وإنّا إليهِ راجعون * أُولئك عليهم صَلَواتٌ مِن ربِّهم ورحمةٌ وأولئك همُ المُهتدون » [ سورة البقرة: 155 ـ 157 ].
ـ وتأتي آياتٌ مباركةٌ أُخَر على نحو التأميل والترجيح والاشتراط مُحلاّةً بـ ( لعلّ )، مثال ذلك قوله عزّ من قائل:
ـ « وأطيعُوا اللهَ والرسولَ لعلّكُم تُرحَمون » [ سورة آل عمران: 132 ].
ـ « وهذا كتابٌ أَنزلْناهُ مباركٌ فاتّبِعوه واتّقوا لعلّكم تُرحَمون » [ سورة الأنعام: 155 ].
ـ « وأَقيموا الصلاةَ وآتُوا الزكاةَ وأطيعُوا الرسولَ لعلّكُم تُرحَمون » [ سورة النور: 56 ].
ـ « لولا تَستغفِرونَِ اللهَ لعلّكم تُرحَمون » [ سورة النمل: 46 ].
ـ وفي الخبر أنّ رجلاً قال للنبيّ صلّى الله عليه وآله: أُحبّ أن يرحمني ربّي، فقال له: « إرحمْ نفسَك وارحمْ خَلقَ الله يرحمْك الله » ( كنز العمّال / خ 44154 ).
ـ وعن أميرالمؤمنين عليه السلام جاءت هذه الدرر الحِكميّة:
« بِذِكر الله تُستَنزَل الرحمة » ( غرر الحكم: 145 ).
« بالعفوِ تَنزِل الرحمة » ( غرر الحكم: 148 ).
« ببذل الرحمة تُستنزَل الرحمة » ( غرر الحكم: 148 ).
« أبلغُ ما تُستَدرّ به الرحمة أن تُضمِرَ لجميعِ الناس الرحمة» ( غرر الحكم:99 ).

أضف تعليقك

تعليقات القراء

ليس هناك تعليقات
*
*

شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية