شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية

كلّ الرزايا الحادثات فروع!

1 المشاركات 05.0 / 5

رأى بَـرقَ حَـزْوى فـاستَهلَّت دمـوعُهُ        وهـاجَ بـمَن يـهواه فـيها وُلُـوعُهُ(1)
خـليلَيَّ مـا لـي كـلّما صُنتُ في الحشا        هَـوايَ بـدا دمـعُ الشؤونِ يُذيعُهُ ؟!(2)
أحِــنُّ لـعهدٍ قـد خَـلا بـعدما حَـلا        وهـيهاتَ يُـرجى عَـودُهُ ورُجـوعُهُ(3)
لـيَ اللهُ كـم نَـهْنَهتُ قـلبيَ عـن هَوىً        تَـحمّلَ مـنه فـوقَ مـا يـستطيعُهُ!(4)
وكَـفْكَفْتُ مِـن طَـرفي الـدموعَ فلم تكُن        لـغيرِ بَـني الـزهراءِ تَهمي دُموعُهُ(5)
وخَـطْبٌ جَـرى بـالطفِّ لـم يُنْسَ وَقْعُهُ        ولـم تَـلتئِمْ طُـولَ الـزمانِ صُدُوعُهُ(6)
عَـشـيّةَ أمـسى مـنزلُ الـبغيِ آهِـلاً        ومـنزلُ وحـيِ اللهِ أقْـوَت رُبـوعُهُ(7)
لـقد كـان مِـن يـومِ الـسقيفةِ أصـلُهُ        وكــلُّ الـرزايـا الـحادثاتِ فُـروعُهُ
فـما عُـذرُهُم عـند الـنبيِّ ولـم يَـزَل        يَـرى كـلَّ يـومٍ مِـنهمُ مـا يَروعُهُ ؟!
أفـي غَـصبِهِم حـقَّ الـوصيِّ، وظُلمِهِم        لِـبَضعتهِ الـزهراءِ يُجزى صَنيعُهُ ؟!(8)
لَــوَ آنَّ رســولَ اللهِ يـنظرُ فـاطماً        تَـنوحُ ولـم تَـهجَعْ.. لَـعزَّ هُجُوعُهُ!(9)
فـلـولا جـنـينٌ أسـقطوهُ لَـما هَـوى        صـريعاً على صدرِ الحسينِ رَضيعُهُ(10)
ومِـن رَضِّـهِم ضـلعَ الـبتولةِ قد غَدَت        تُرَضُّ بِجَرْيِ الصافناتِ ضُلُوعُهُ(11)(12)

-------------

1 ـ ولوعه: شدّة تعلّقه. حَزْوى: منطقة في الحجاز.
2 ـ فاضت شؤونُه: جرت الدموع من عروق عينيه.
3 ـ العهد: الزمان.
4 ـ نَهْنَهْتُ: كفَفْتُ وزجرت بالفعل أو القول.
5 ـ كَفْكَفْتُ: مسحتُ مرّةً بعد أخرى. تهمي: تسيل.
6 ـ تلك قصّة عاشوراء الحسين وطفّ كربلاء، والواقعة العظمى التي أذهلت التاريخ، ودوّت في آفاق الدُّنى والأزمان، والعوالم والأكوان. لم تلتئم صدوعه: لم تلتحم شقوقه.
7 ـ منزل البغي: منزل الظلم والفساد لبني أُميّة، وقد تحشّد فيه البغاة. ومنزل الوحي: منزل أهل بيت رسول الله صلّى الله عليه وآله، وقد خلا بعد شهادة النخبة الطيّبة الطاهرة في فاجعة كربلاء العظمى.
8 ـ وقد سبق إليهم كتابُ الله تبارك وتعالى في قوله عزّوجلّ: « قُل لا أسألُكُم عليهِ أجْراً إلاَّ المَودّةَ في القُربى » ( سورة الشورى:23 ).
9 ـ الهجوع: النوم.
10 ـ ذلكم حين سَبَق.. محسن السِّقط المُسقَط كنز أمير المؤمنين والزهراء صلوات الله عليهما، وحين لَحِق.. عليّ الأصغر المذبوح بسهم حرملة وهو بين ذِراعَي أبيه الحسين سلام الله عليهما.
11 ـ الصافنات: الأفراس. يُشير إلى الخيول التي رضّت بسنابكها الصدرَ القدسيّ لسيّد الشهداء صلَواتُ اللهِ عليه.
12 ـ ديوان الذخائر ص 88.

أضف تعليقك

تعليقات القراء

ليس هناك تعليقات
*
*

شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية