شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية

يعزّ على أحمد!

2 المشاركات 04.5 / 5

إلــى مَ لــواؤُكَ لا يُـنشَـرُ         وحتّى مَ سيفُك لا يُشهَـرُ ؟!(1)
فـكم أكْـبُدٍ لـك مِـن شوقِهـا         تَـحِنُّ، وكـم أعـيُنٍ تَـسهَـرُ!
أتُـغضي وأسـيافُ أعـدائِكـم         إلَـى اليومِ مِن دَمِكُم تَقطِـرُ ؟!
أتـنـسَى الـقتيلَ بِـمِحرابِـهِ         له الروحُ يبكي ويَستَعبِرُ ؟!(2)
وسـبطَينِ، بـالسُّمِّ هذا قضـى         وذاك عـلى ظَـمَأٍ يُـنْحَرُ(3)
وأكـبرُ خَـطْبٍ دَهـاكُم لَدَيـه         تَـهونُ الـخُطُوبُ وتُستَصْغَـرُ
مُصابُ الرسول.. وهتكُ البتول         ومـا لَـقِيَ الـمرتضى حَيدرُ

* * *

يَـعِزُّ عـلى أحـمدٍ لـو دَرى         لِـمَن قَـدَّمُوا.. ولِمَن أخَّـرُوا
ولا بِـدْعَ إن هَـجَـروا آلَـهُ         فقد زَعَمُوا أنّه « يَهجُرُ »!(4)
فـيـافئةً ضــاعَ مـعروفُها         وقـد ذاع مـا بـينَها المُنكَـرُ
قد اعتَسَفَت في دياجي الضَّلال         ومِـن حولِها القَمَرُ الأزهرُ(5)
أألـلهُ مِـن بَـعدِ يومِ الغديـر         حـقوقُ أبـي حسنٍ تُغْـدَرُ ؟!
يَـراهُم على مِنبرِ المصطفـى         ومـا قـامَ إلاّ بـه المِنْبَرُ(6)
وتَـغدو الـخلافةُ بـالإجتماع         ونَـصُّ الإلـهِ بـها يُنكَرُ(7)
وأيُّ اجـتماعٍ لـهم إن تـكنْ         به عِترةُ الوحي لا تَحضَرُ ؟!
وأضحى الوصيُّ ونَفْسُ النبيّ         بـها لـيس يَـنهى ولا يأمُرُ!

* * *

لقد أضمروا غَدرَهم في الصدور         فـلَمّا مَضَى المصطفى أظهروا
فـيالَوعةً لـم تَزَلْ في القلـوب         إلَـى الـحشرِ نـيرانُها تَسْعَـرُ
أمَـن رفَـعَ اللهُ شـأناً لـهـا..         مِـن العدلِ أضلاعُها تُكسَـرُ ؟!
تُـخانُ وديـعةُ طـه الأمـيـن         لَـدَيـهم، وذِمّـتُـه تُـخفَرُ(8)
ويَـمنعُها الـقومُ حـتّى البكـاءَ         عـلـيه، وعـن إرثِـهِ تُـنْهَـرُ
ويُـبتَزُّ مِـن « فَـدَكٍ » حقُّهـا         بِـمَا آختلقُوا.. وبِمـا زَوَّروا(9)
زَوَوا إرثَـها إذ رَوَوا فـافتَرَوا         حـديثاً عن الطُّهْرِ لا يُؤثَرُ(10)

* * *

قَضَت وهي غضبى علَى المسلمين         فماذا يُلاقون إن يُحشَـروا ؟!(11)
أيَـظـلِـمُها مِـنـهمُ مَـعـشَـرٌ         ويَـقعُدُ عـن نَـصرِهـا مَعشَرُ ؟!
لـهـا فـي غـدٍ مَـعَهم مَـوقفٌ         بـه الـخصمُ والـدُها الأطـهـرُ
تُـضام ابـنةُ الـمصطفى جَهْـرةً         وسِـرّاً بـجُنْحِ الدُّجى تُقبَرُ!(12)

-----------------------

1 ـ الخطاب موجَّه للمولى الإمامِ الحجّة المنتظَر « صلوات الله عليه وعجّل الله فَرجَه ».
2 ـ ذلكم أمير المؤمنين صلوات الله عليه، والروح: هو جَبرئيل عليه السّلام حيث نادى بين السماء والأرض: تَهدَّمت واللهِ أركانُ الهدى!.
3 ـ ذلكم هما الحسن والحسين سلام الله عليهما.
4 ـ نُقل ذلك ـ حتّى في بعض الصحاح ـ أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله حين دعا ـ لدى احتضاره ـ بدواةٍ وكتف ليكتب لهذه الأُمّة ما لو تمسّكتْ به لن تَضِلَّ بعده أبداً، قال أحدُ الحاضرين ـ وقد صُرِّح باسمه في بعض المصادر ـ: دَعوه، إنّ الرجلَ لَيَهجُر! وذلك لأنّه أحسَّ أنّ ما يُريد أن يكتبه رسول الله صلّى الله عليه وآله تأكيدٌ آخر على أفضليّة آله وأحقيّتهم بخلافته ووصايته مِن بعده.
5 ـ اعتسَفَت الطريق: رَكِبَتْه على غير هداية، ولا دِراية، فمالت عن العدل والرشاد.
6 ـ وقد أُثِر عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أنْ ما قام الإسلام إلاّ: بسيف عليّ بن أبي طالب سلام الله عليه، وأموال خديجة بنت خُوَيلد رضوان الله عليها.
7 ـ وكأنّ الخلافة الإلهيّة موكولة إلى أمزجة الناس وأهوائهم ونزعاتهم، وغَلَبتِهم بعد نزاعاتهم! فأين حقُّ الله تعالى في النبوّات والرسالات والوصايات ؟! وأين هذه الأمّة من قول الله جلّ وعلا: « يا أيُّها الرسولُ بلِّغْ ما أُنْزِلَ إليكَ مِن ربِّك وإنْ لم تَفعَل فَما بلَّغْتَ رسالتَه واللهُ يَعصِمُك مِنَ الناس » ( سورة المائدة:67 ) ؟!
8 ـ تُخفَر ذمّتُه: يُنقَض عهدُه ويُعْدَر به.
9 ـ يُبتزّ: يُسلَب ويُغصَب.
10 ـ جاؤوا بأعرابيّ لا يُحسن أن يتطهّر، وشَهِدوا له أنّه سمع النبيّ صلّى الله عليه وآله قال بأنّ معاشر الأنبياء لا يورّثون! وقد وَرِث سليمانُ داودَ، ويحيى زكريّا عليهم السّلام.
11 ـ أكّدت رواياتُ المسلمين أنّ مَن أغضبَ فاطمة فقد أغضَبَ رسولَ الله، ومَن أغضَبَه فقد أغضبَ الله، ومَن أغضبَ اللهَ تعالى فمَآلُه إلى العذاب الأبديّ.
12 ـ ديوان الذخائر ص 14.

أضف تعليقك

تعليقات القراء

ليس هناك تعليقات
*
*

شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية