شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية

لست أنساها

1 المشاركات 05.0 / 5

لستُ أنساها!


عادل الكاظميّ


أيُّ قلبٍ بَعدَكُـم لا يَجـزَعُ         ولَكُم في كلِّ أرضٍ مَصْرَعُ!

* * *

نَبتدي مِن يومِ أن غابَ الأمينْ         تاركاً ثِقْلَيـهِ بيـن المسلميـنْ
أربعاً خامسُها الذِّكْـرُ المُبيـنْ         وبها شَرْعُ الهُـدى يُستَجْمَـعُ

* * *

هُم دُعاةُ الحقِّ مِن بينِ العِبادْ         وهُداةٌ إن دَجى لَيلُ الفسـادْ
وإذا ما طَبّقَ الظُّلْـمُ البـلادْ         فِيهِـمُ لا بِسِـواهُم يُـدفَـعُ

* * *

إنّما المختارُ قد أوصى بِها         قومَهُ بَدْءاً وعَـوْداً وانْتِهـا
بنـفـوسٍ أذِنَ اللهُ لـهـا         أن يكونَ الحقُّ فيها تَصنَعُ

* * *

مِنهـمُ فاطمـةُ الطُّهْـرُ البتـولْ         طالما أوصى بها الهادي الرسولْ:
فِعلُها فِعْلي، وقولـي مـا تقـولْ         بَضعةٌ منّـي وسِـرّي المُـودَعُ

* * *

لستُ أنساها وقد جاءت إلى         مَعشرٍ قد قَطّعوا حبلَ الولا
تبتغي إرثاً لها مِمَّـن عَـلا         حاكماً، والجهلُ فيه يَرتَـعُ

* * *

طلبوا منها عُدولاً يَشهـدوا         حقَّها، والحقُّ فيهـا أوْكَـدُ
سَلَبُوها « فَدَكاً » واجتهدوا         مِن أذاها كلَّ فعـلٍ يَفجَـعُ

* * *

رجَعَت والحزنُ ناراً تُسعَـرُ         في الحَشا، والجفنُ باكٍ أحمرُ
مَن لها في الناسِ لولا حَيـدرُ         ناصرٌ، والظُّلمُ داجٍ أسفـعُ ؟!

* * *

نَدَبت تبكي أباهـا بانكسـارْ:         يا أبي بَعدَك كاللَّيـلِ النهـارْ
يا أبي بَعدَك ما صانُوا الذِّمارْ         ولنا الأصحابُ عَهْداً ما رَعُوا

* * *

ما رعَى الصَّحبُ إليها حُرْمةً         حينما جـاؤوا لِيَبغُـوا بَيعـةً
أحرقوا الدارَ وضامُوا بَضعةً         ولِقلبِ المصطفى قد رَوَّعُـوا

* * *

ليت شِعري أيَّ ذَنـبٍ قد جَنَتْ         دونَ هذا الخَلقِ سِرّاً دُفِنَـتْ ؟!
أتُـراهـا غُسِّلَـت أو كُفِّنَـتْ         أَم تَوارى أمرُها والمَضجَعُ ؟!

أضف تعليقك

تعليقات القراء

ليس هناك تعليقات
*
*

شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية