لست أنساها
- نشر في
لستُ أنساها!
عادل الكاظميّ
أيُّ قلبٍ بَعدَكُـم لا يَجـزَعُ ولَكُم في كلِّ أرضٍ مَصْرَعُ!
* * *
نَبتدي مِن يومِ أن غابَ الأمينْ تاركاً ثِقْلَيـهِ بيـن المسلميـنْ
أربعاً خامسُها الذِّكْـرُ المُبيـنْ وبها شَرْعُ الهُـدى يُستَجْمَـعُ
* * *
هُم دُعاةُ الحقِّ مِن بينِ العِبادْ وهُداةٌ إن دَجى لَيلُ الفسـادْ
وإذا ما طَبّقَ الظُّلْـمُ البـلادْ فِيهِـمُ لا بِسِـواهُم يُـدفَـعُ
* * *
إنّما المختارُ قد أوصى بِها قومَهُ بَدْءاً وعَـوْداً وانْتِهـا
بنـفـوسٍ أذِنَ اللهُ لـهـا أن يكونَ الحقُّ فيها تَصنَعُ
* * *
مِنهـمُ فاطمـةُ الطُّهْـرُ البتـولْ طالما أوصى بها الهادي الرسولْ:
فِعلُها فِعْلي، وقولـي مـا تقـولْ بَضعةٌ منّـي وسِـرّي المُـودَعُ
* * *
لستُ أنساها وقد جاءت إلى مَعشرٍ قد قَطّعوا حبلَ الولا
تبتغي إرثاً لها مِمَّـن عَـلا حاكماً، والجهلُ فيه يَرتَـعُ
* * *
طلبوا منها عُدولاً يَشهـدوا حقَّها، والحقُّ فيهـا أوْكَـدُ
سَلَبُوها « فَدَكاً » واجتهدوا مِن أذاها كلَّ فعـلٍ يَفجَـعُ
* * *
رجَعَت والحزنُ ناراً تُسعَـرُ في الحَشا، والجفنُ باكٍ أحمرُ
مَن لها في الناسِ لولا حَيـدرُ ناصرٌ، والظُّلمُ داجٍ أسفـعُ ؟!
* * *
نَدَبت تبكي أباهـا بانكسـارْ: يا أبي بَعدَك كاللَّيـلِ النهـارْ
يا أبي بَعدَك ما صانُوا الذِّمارْ ولنا الأصحابُ عَهْداً ما رَعُوا
* * *
ما رعَى الصَّحبُ إليها حُرْمةً حينما جـاؤوا لِيَبغُـوا بَيعـةً
أحرقوا الدارَ وضامُوا بَضعةً ولِقلبِ المصطفى قد رَوَّعُـوا
* * *
ليت شِعري أيَّ ذَنـبٍ قد جَنَتْ دونَ هذا الخَلقِ سِرّاً دُفِنَـتْ ؟!
أتُـراهـا غُسِّلَـت أو كُفِّنَـتْ أَم تَوارى أمرُها والمَضجَعُ ؟!