واحة الطّهر

زهـراءُ يا ثَغْرَ الوجود، ونغمةَ ال         آيِ الـكـريم، ونـفحةَ الأسـحارِ
زهراءُ يا رمزَ العَفاف، وصفوةَ الطْ         طُـهْرِ الـنصيع، وكـعبةَ الأبرارِ
يـالهجةَ الـصِّدقِ الـتي دَوَّت ولا         زالـت تُـدوّي فـي الحِمى والدارِ
يـا مصدرَ الحبِّ الكبير، ومنبعَ ال         فـضلِ الـعميم، وموضعَ الأسرارِ
يا فرقدَ المجد السَّنِيِّ، وكوكبَ الشْ         شَرَفِ الرفيع، وروضةَ الزُّوّارِ(1)

* * *

زهـراءُ يـا بـنتَ الـنبيِّ وأُمَّهُ         عـندَ اشتدادِ الكَرْبِ والأخطارِ(2)
يـا فِـلذةَ الكَبِدِ الرحيم، وعَبقَة ال         خُـلُقِ الـعظيم، وسَـلوةَ المُختارِ
يا بَضعةَ الرجل الذي شَهِدتْ له ال         أكــوانُ بـالإخلاصِ والإيـثارِ
يـا زوجـةَ الشَّهمِ الذي ما غَيَّرت         مـنه الـصِّعابُ مواقفَ الإصرارِ
قـد أخـلَصَ القلبَ الكبيرَ لخالقٍ         لـم يُـثْنهِ وَطَـرٌ مِـنَ الأوطارِ

* * *

أُمَّ الـزكيِّ الـناصحِ العَلَمِ الذي         لـلفضلِ كـان كروضةٍ مِعطارِ
لـكنّه الـجبلُ الأشـمّ، ولم تَنَلْ         مـنه الـسِّهامُ ونَـشبَةُ الأظفارِ
أُمَّ الـحسينِ وحاملَ السِّبطِ الذي         رفَـضَ الـحياةَ بِذِلّةٍ وشَنارِ(3)
فاستَلَّ سيفَ الإنقضاضِ وقال: لا         لـلبغي، لا لـلضيم، لا لـلعارِ
لـولاكِ مـا كان الحسينُ وثورةٌ         خَلُدَت.. فصارَت منهجَ الأحرارِ
يـا أُمَّ زيـنبَ إذ تَحوّلَ صوتُها         يـومَ الـطفوفِ كصارمٍ بَتّارِ(4)
بَـتَرَت بهِ الجَورَ الذي قتلوا بِهِ         سِـبطَ الـنبيِّ وصفوةَ الأنصارِ

* * *

زهراءُ يا خيرَ النساء، وخيرَ مَن         يَـهـدي الـنساءَ لِـعِفّةٍ ووَقـارِ
يا شمسَ دنيا الخيِّرات، ومَطْلع ال         فَـجرِ الـبهيّ، وقُـدوةَ الأخـيارِ
أنـتِ البتول، وواحةُ الطُّهرِ التي         تَـروي الـظِّماءَ بنَبعِها المِدرارِ

----------

1 ـ المجد السَّنيّ: الوضّاء الرفيع.
2 ـ كذا وصفها رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّها أُمّ أبيها.
3 ـ الشَّنار: العار.
4 ـ الصارم: السيف.
5 ـ الفاطميّات للشيخ علي حيدر المؤيّد ج 3 ص 152 ـ 153.