شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية

فجر الحَياة

1 المشاركات 05.0 / 5

فَجْرُ الحَياة

السيّد عليّ الحكيم


شَمَخَت.. فبانَ الطُّور مِن عليائِها         وزَهَـت.. فشَعّ النورُ مِن أنحائها
وبَـدَت.. فأشرَقَت الحياةُ لِوجهِها         فـشذا رجـوع الكونِ من فَيْحائِها
هيَ آية الفِردَوس بلٌ مِن نورها الفردوسُ قد خُلِقَت، ولُطـفِ سنائِهـا
وتَـبلَّجَت بـين الشموسِ سَواطعاً         شمسُ الهداية مِن سَنا أسمائِها(1)
مِن نور عِصمتِها الخِصالُ تكامَلَت         فـمنازلُ الـرِّضوانِ بعضُ بهائِها
هي مَهبِطُ الآيات مَن مِن أجْلِها الآيات قد نَـزَلَـت.. وفـي أرجائِهـا
هـي حـكمة الله التي قد أُودِعَت         سِـرَّ الـوجودِ رضاؤُه برضائِها
ولـرايةِ الإسـلام مَـنْهَلُ عِصمةٍ         بـجلالِها تُـهدى الورى، وولائِها
وكواكبُ الأفلاكِ لولا نورُهـا الوضّـاءُ.. ما شَعّـتْ لنـا بضيائِهـا
وُلِـدَت بـبطحاءِ الكرامةِ، فآنجلى         حـمدُ الـملائكِ مِـن عظيمِ ثنائِها
فـأجابتِ الأرضُ الـسماءَ فَخُورةً         أنْ فـاطمُ الـزهراءُ خيرُ نسائِها
فـكأنّما دارُ الـبتولِ وقـد بَـدا         نــورُ الـنبوّةِ مُـشْرِقاً بِـفِنائِها
فـالفجر برقٌ مِن وَميضِ عُيونِها         والـليلُ قَوسا حاجبٍ بسمائِها(2)
فـاقـرأْ كـتابَ اللهِ تـتلو آيـةً         قـد خُصّ أحمدُ في جميعِ عطائِها
إنّـا قَـدِ آعـطَيناك مـنّا كوثراً         سَـعُد الـذي يُـسقى بِباردِ مائِها
فـاقَت خـصالَ الـمَكْرُماتِ لأنها         نـورُ الإمـامةِ شَـعّ مِن لأْلائِها
أضْـحَت لآيـاتِ الـهدايةِ مَوْئلاً         رايـاتُها عُـقِدَت بِـركْب لوائِها
فـإليكِ نَـلجأُ بـعد ما بَلَغَ النَّوى         مُـهَجَ الـقلوبِ وأنتِ بَلْسَمُ دائِها
هـي طلعةٌ تحكي السماءَ بشمسِها         لا بـل جِنانُ الخُلْدِ مِن آلائِها(3)
يـا دَوحـةَ الذاتِ المُهيمِنِ ظَلِّلي         أُفُـقَ الرعيّة قد ذَوَت بِرِعائِها(4)
واشـفِي صدورَ الوجدِ مِن كُرُباتِها         واروي رُبوعاً بعد فَرْط ظِمائِها(5)
صـلّى عـليكِ اللهُ مـا بَقِيَت سَماً         أو سَـبَّح الأمـلاكُ فـي أرجائِها

-----------

1 ـ تَبلّجت: أشرقت وأضاءت.
2 ـ الوميض: اللَّمَعان.
3 ـ تحكي: تُشابِه.
4 ـ ذَوَت: ذَبُلت ونشف ماؤها.
5 ـ الوَجْد: الحزن.

أضف تعليقك

تعليقات القراء

ليس هناك تعليقات
*
*

شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية