ذاكَ أصلّ

ذاكَ أصْلٌ..

الشيخ عبدالعظيم الربيعي


إنّ داراً بـها حـديثُ الـكِساءِ         دارُ مَـجْدٍ سَـمَت على الجوزاءِ
مـا جـرى بـعدَ أحـمدٍ لِذَويها         مِـن جـليل المصابِ والأرزاءِ
كـبسوا بـابَها بِـجَزْلٍ ونـارٍ         وعَـلَت ثَـمّ ضـجّةُ الـغوغاءِ
أيُّ ذنــبٍ لـفاطمٍ يـومَ لاذت         خَـلْفَ بابٍ.. عن عِفّةٍ وحياءِ ؟!
فـلماذا اتّـكى على الباب عَمْداً         عـاصراً جسمَها بكلِّ اعتداءِ ؟!
أسقَطَت « مُحسِناً » جنينَ حَشاها     إنّ قـلبَ الإنـسانِ بـالأحشاءِ
ثَـوَتِ الطُّهْرُ وهي مُغْمىً عليها         بُـرهةً لـم تُـفِقْ مِـن الإغماءِ
أخـرَجوا بَـعْلَها.. وحينَ أفاقَت         تَـبِـعَتْهُم بـصـرخةٍ وبُـكاءِ
ثـمّ حـالت بـين الوصيِّ وقومٍ         أخــذوه بـقَيدِ شِـبْهِ الـسِّباءِ!
كـيف لا تَـهبِطُ السماءُ لأرضٍ         أيُّ عُـذْرٍ تـراه لِـلخَضراءِ ؟!
مُـذ غَـدَت تلتوي على بَضْعةِ         الهادي سِياطُ الذُّحُولِ والبَغضاءِ!
كـلُّ مـا كـانَ يومَ ذلك أصلٌ         لِـمُصابِ الـحسينِ في كربلاءِ
فـبضلعِ الزهراء كم صدرُ قُدسٍ         رَضَّتِ الخيلُ في ثَرى الرَّمضاءِ!
خـرَجَـت فـاطمٌ لـقبر أبـيها         تـشتكي.. لا كـزينبَ الحوراءِ
هـذه بـين لُـمّةٍ مِـن نِـساها         تـلك بـين جَـحْفلِ الأعـداءِ!
هـذه أجـهش الـورى لِـبُكاها         تـلك قـاسَتْ شَـماتةَ الـلُّؤماءِ
إنّ رُزْءَ الـحسينِ رُزءٌ عـظيمٌ         مـا لَـه مُـشْبِهٌ مِـن الأرزاءِ!