شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية

الجهاد.. وتَمنّي الموت

1 المشاركات 05.0 / 5

وقاتِلوهُم حتّى لا تكونَ فِتنةٌ... (1)
قاتِلوا أيها المسلمون في سبيل الله؛ فإنّ الله يحبّ المقاتلين الغازين: إنّ اللهَ يُحبُّ الذينَ يُقاتِلونَ في سبيلهِ صَفّاً (2).
إنّ الله يحبّ الرجال المحاربين الثابتين في مَواطن الجهاد والقتال، وفي معارك الأبطال.. الذين يبذلون أرواحهم، ويُضحّون بأبدانهم، ويفدون بقلوبهم؛ لإعزاز الدين وإعلاء كلمة الحق وحفظ جماعة المسلمين، والذَّبّ عن حريم الشرع المقدس.. في مقابل معاندي الدين، فيجعلون الوجوه العزيزة هدفاً للسهام، والصدور المنوَّرة بنور الإسلام دروعاً واقية.

شرابهم الدم، والكأس هو قحف الرأس   وصهيل الخيول هي بديل عن القيثارة
استبدلوا باقة الورد بحزمة من الشِّفار   واتَّخذوا الدروع بدل الثياب والقمصان

     

(521:1 ـ 522).
قُل: إنْ كانت لكمُ الدارُ الآخِرةُ عند اللهِ خالصةً لكم مِن دونِ الناسِ فتَمَنَّوُا الموتَ إنْ كنتم صادقين (3).
على سبيل الإشارة وطريق الحقيقة.. لرموز هذه الآية أثر آخر. قال أرباب القلوب: من علامات الاشتياق تَمنّي الموت على بساط العَوافي(4). ومَن كان في قعر المذلّة وسجن الوحشة.. لا عجب أن يتمنّى الموت؛ لِما هو عليه من بؤس وحرمان. لكنّ العجب حالة ذلكم «الفتى»(5) الذي يعيش آمناً على بساط العافية منتظم الأمور، موفور الإقبال، هانئ الأيّام؛ فإنّه مع كلّ هذه النِّعم وكل هذه الهناءة.. كأنّما هو يتقلّى على النار، ويرى كلّ ما حوله شوكاً يستلّ الروح، وقلبه في همّ الخلاص من هذه المحنة، فيُحرِق حواجز الفراق، فينتهي زمان الغم، ويُقبل الظفر.. ولسان شوقه يترنّم:

متّى أفرّ من هذا القفص   وأبني لي عشاً في الحديقة الإلهية ؟!

        

أجل: مَن أحبَّ لقاءَ الله أحبّ اللهُ لقاءه.
أُوحي إلى داود: يا داود، قُل لشُبّان بني إسرائيل: لِمَ تَشغَلون أنفسَكُم بغيري، وأنا مشتاق إليكم ؟! ما هذا الجفاء ؟! (299:1 ـ 300).

______________
1 ـ البقرة، من الآية 193.
2 ـ الصفّ، من الآية 4.
3 ـ البقرة: 94.
4 ـ أي مع وجود العافية والسلامة من العُسر.
5 ـ الفتى: مِن الفتوّة، وهي المروءة والشجاعة والبطولة.

أضف تعليقك

تعليقات القراء

ليس هناك تعليقات
*
*

شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية