شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية

هذا العمل.. وعلى مرأى الناس ؟!

1 المشاركات 05.0 / 5

المؤمن الموحِّد المعتقِد لمّا كان يعلم أنّ الحق جلّ جلاله حفيظ ورقيب عليه.. وجَبَ أن يرتدي ثوبَ المراقبة(1)، وأن يتنبّه إلى أحواله وأقواله وأعماله، وأن ينزّه ساحة صدره من لوثة الغفلة. وعليه أن يجعل ذِكرَه ووِردَه الدائم ألَم يَعلَمْ بأنّ اللهَ يَرى ؟! (2) ، وأن يضع نُصبَ عينَيه إنّ علَيكُم لَحافِظين (3)، وأن يوقن يقيناً بـ وما كُنّا عن الخَلقِ غافِلين (4).
روي أن امرأة فاجرة كانت في مكة. قالت هذه المرأة:
ـ سأصرفُ طاووسَ اليماني(5) عن طريق الطاعة، وأُوقعه في المعصية!
وكان طاووس رجلاً جميل الوجه، طيّب الخلق، حَسَن الشِّيَم. جاءت تلك المرأة اإلى طاووس وراحت تُحادِثه بمزاح. وفَطَن طاووس إلى ما تريد، فقال لها:
ـ انتَظِريني عند المكان الفلاني.
ولمّا التَقَيا في المكان الموعود.. قال لها طاووس:
ـ إذا كان لك غرض ففي هذا المكان!
قالت المرأة:
ـ سبحان الله! أي مكان هذا لفعلِ ذلك العمل ؟! إنّه مكان حضور الخلق وموضع أنظار الناس!
قال طاووس: أليس الله يرانا في كلّ مكان ؟! أيتها المرأة، تَستحين من الناس ولا تَستحين من الله الذي يرانا ؟! يَسْتَخفُونَ مِن الناسِ ولا يَسْتَخفُونَ مِن الله (6) ؟!
أثّر هذا الكلام في المرأة.. فاشتملت عليها عناية الله ولطفه. تابت المرأة، وغدت في عِداد الأولياء
( 455:10 ).

------

1 ـ المراقبة: أن يراقب الإنسان نيّته وعمله ليكون دائماً على الخط، لا يتوقّف ولا ينحرف.
2 ـ العلق: 14.
3 ـ الانفطار: 10.
4 ـ المؤمنون، من الآية 17.
5 ـ طاووس بن كَيسان الخَوْلاني الهَمْداني من كبار التابعين. كان من اليمن، سمع الحديث ورواه، وله مشاركة في التفسير.
6 ـ النساء، من الآية 108.

أضف تعليقك

تعليقات القراء

ليس هناك تعليقات
*
*

شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية