قم من نفسك!

وتَحسَبُهُم أيقاظاً وهُم رُقود (1)
إذا نظرتَ إلى ظاهرهم.. وجدتَهم منهمكين بميدان الأعمال. وإذا نظرتَ إلى سرائرهم وجدتهم خَلِيِّين في بستان لطف ذي الجلال.
إنّهم ـ ظاهراً ـ في العمل، وباطناً: في رعاية لطف الأزل.
بـ إيّاك نَعبُدُ (2) شَمّروا عن ثوب المجاهَدة، وبـ إيّاكَ نَستَعينُ (3) وضعوا على هاماتهم تاج المشاهَدة. قد لبسوا خلعة التسليم وارتدَوا رداء العمل.. عمل موافق للأمر، ورؤية موافقة للحكم.
سئل أحد المرشدين: إنّ الإيمان لا يتمّ بلا عمل، وأصحاب الكهف ما كان لهم عمل، فإنّهم ما أن آمنوا حتّى رقدوا على الفَور!
قال المرشد يجيب: وأيّ عمل أعظم ممّا قال عنه ربّ العزّة: إذ قاموا (4) ؟!.
والمعنى ـ بلغة أهل الإشارة ـ أنّهم قاموا من أنفُسِهم. ذلك أن ثمرة أعمال العباد تُفضي إلى أن يقوموا من أنفسهم، فإذا قاموا من أنفسهم وصلوا إلى الحق (670:5 ـ 671).

----
1 ـ الكهف، من الآية 18.
2 ـ الفاتحة، من الآية 5.
3 ـ الفاتحة، من الآية 5.
4 ـ الكهف، من الآية 14.