برهان صدق النبوّة

ويَسألونَكَ عن ذي القَرنَينِ، قُل: سأتلو عليكُم مِنهُ ذِكراً (1).
بيان قصة ذي القَرنين (في القرآن) دليل واضح وبرهان صادق على صحّة نبوة ورسالة محمّد العربي صلّى الله عليه وآله. ومع أن النبيّ كان رجلاً أُميّاً ليس بكاتب، وما ذهب إلى أيّ مدرسة، وما درس عند معلّم، وما قرأ كتاباً، وما سمع من أحد.. إلاّ أنّه أخبر عن قصص الأقدمين وأديان الغابرين، وعن سيرتهم وما جرى عليهم.. تماماً على نسق ما كان يقرؤه أهل الكتاب في كتبهم الخاصة، وعلى غرار ما دُوِّن في صحفهم دونما زيادة أو نُقصان أو اختلاف.
ومَن أدركه التوفيق عرف حقيقة صدق النبيّ صلّى الله عليه وآله كما عرّفه الحق، وبلغ بذلك منزلة القربة على نهج الحق. ومَن هوى في وهدة الخذلان كُحِّلت عيونه بمِرْوَد الحرمان، فلم يَعُد يُبصر جمال نبوّة المصطفى، وضُرب على قلبه بالأقفال، فلم يجد الحق ( 752:5 ـ 753 ).

---

1 ـ الكهف: 83.