التذرّع ببطلان دعاوى المهدويّة السابقة

 سؤال: تذرّع البعض بدعاوى المهدويّة السابقة في إنكارهم عقيدة ظهور الإمام المهدي عليه السّلام في آخر الزمان، وزعموا أنّ المهدويّة عقيدة ابتدعتها السياسة، فقد ادّعى الحَسَنيّون مهدويّةَ محمد بن عبدالله بن الحسن المثنّى، وادّعى العبّاسيّون مهدويّة المهدي العبّاسي، وسبقهم في ذلك وأعقبهم كثيرون.. فأين الحقيقة يا تُرى ؟
جواب: الواقع أن هذه المغالطة تستند إلى قياس فكرة ظهور المهدي عليه السّلام بتلك الدعاوى المهدويّة الباطلة، وتجسّد مجرّد اصطناع موازنة خادعة بين الباطل ( المتمثّل في تلك الدعاوى ) من جهة، والحقّ ( في قضيّة عقيدة المهدي ) من جهة أُخرى.
1. فقد ثبت وفاة هؤلاء المدّعين جميعاً، ولا يوجد أحد من المسلمين يعتقد بحياتهم.
2. أنّ أحداً من هؤلاء لم تتحقّق فيه علامة واحدة من علامات ظهور المهدي عليه السّلام.
3. أنّ هؤلاء المدّعين لم يكونوا في آخر الزمان ( وهو شرط ظهور الإمام المهدي عليه السّلام )، ولم يُعرَف أحد منهم قد ملأ الدنيا قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً.
4. لو صحّ هذا الاحتجاج لبطلت العدالة، إذ ادّعاها طواغيت الأرض كلّهم، ولحكمنا على العلماء بالجهل بدعوى أدعياء العِلم من الجُهلاء على طول التاريخ. وقد حدّثنا التاريخ بأنّ هناك من تسمّى محمّداً بعد سماعه النبوءات بخروج النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم المرتقب(1)، فهل قال أحد ببُطلان نبوّة نبيّنا الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم بدعوى أنّ هناك من تسمّى باسمه ؟!! ولقد صرّح القرآن الكريم بأنّ اليهود كانوا يستفتحون ـ أي يستنصرون ـ على الأوس والخزرج قبل البعثة بأنّ منهم نبيّ آخر الزمان، فلمّا بعثه الله من العرب، جحدوا به واستيقنته أنفسهم. قال تعالى:
« وكانوا مِن قَبْلُ يستفتحون على الذين كفروا، فلمّا جاءهُم ما عَرَفوا كفروا به فلعنةُ اللهِ على الكافرين » (2).

-----

1 ـ الطبقات الكبرى، لابن سعد 169:1.
2 ـ البقرة: 89. انظر: تفسير مجمع البيان، للطبرسي 310:1 ـ 311.