أصحاب الإمام المنتظر عليه السّلام

 سؤال: وماذا عن أصحاب الإمام المنتظر عليه السلام ؟ ما هو عددهم ؟ وما هي صفاتهم ؟ وكيف سيجتمعون لينصروا إمامهم المنتظر عليه السلام ؟
جواب: أمّا أصحاب الإمام المهدي عليه السّلام، فعددهم 313 نفراً(1)، على عِدّة أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم يوم بدر. وهؤلاء الرجال ـ بطبيعة الحال ـ هم قادة جيوشه وأمراؤه في البلدان. وقد ذكرنا أنّ الله تعالى يجمعهم له ليلة ظهوره.
وكان هذا الخبر يبدو في السابق عجيباً للبعض، أمّا في عصرنا الحاضر فقد تبيّن للجميع كيف يُمكن لجماعة من الناس أن يجتمعوا ـ بغير مشقّة كبيرة ـ من أقاصي الأرض في منطقة واحدة، وقد ورد في الرواية عن الإمام الصادق عليه السّلام: إذا أُذن للإمام دعا اللهَ باسمه، فأُتحيتْ له صحابته، وهم أصحاب الألوية؛ فمنهم من يُفتقد عن فراشه ليلاً فيصبح في مكّة، ومنهم مَن يُرى يسير في السحاب نهاراً(2). ويقف المرء مبهوتاً أمام الإخبار الصادق في هذا الحديث وأشباهه!
وقد روي في حديث آخر عن الإمام الصادق عليه السّلام قال: بينا شبابُ الشيعة على ظهور سطوحهم نيام، إذ توافَوا إلى صاحبهم في ليلة واحدة على غير ميعاد، فيصبحون بمكّة(3).
وورد في الحديث عن أمير المؤمنين عليه السّلام أنّ أصحاب الإمام المهدي عليه السّلام في آخر الزمان يأتون من مناطق مختلفة، وقد عبّر عنهم عليه السّلام بأنهم قَزَع كقَزَع الخريف ( أي الغيم المتناثر )، وأنّ الرجل والرجُلَين والثلاثة، من كلّ قبيلة. ثمّ صرّح أمير المؤمنين عليه السّلام قائلاً: أما ـ واللهِ ـ إنّي لأعرِفُ أميرَهم واسمَه، ومُناخ رِكابهم ـ الحديث(4).
وأمّا نَعتُ أصحاب الإمام المهدي عليه السّلام، فقد وصفتهم إحدى الروايات بأنّهم هم الذين قال الله تعالى فيهم: فسوف يأتي اللهُ بقَومٍ يُحبُّهم ويُحبّونَهُ أذِلّةٍ على المؤمنينَ أعِزّةٍ على الكافرين (5).
كما وصفهم أمير المؤمنين عليه السّلام ـ في خطبةٍ له ـ بأنّهم « شبابٌ لا كهول فيهم إلاّ مثل كُحل العين، والمِلح في الزاد، وأقلّ الزاد الملح »(6).
ووصفتهم رواية عن الإمام الباقر عليه السّلام بأنّ « فيهم النجباء من أهل مصر، والأبدال من أهل الشام، والأخيار من أهل العراق »(7).
ووصفهم أمير المؤمنين عليه السّلام بأنّهم « يؤلّف اللهُ بين قُلوبهم، لا يستوحشون إلى أحدٍ، ولا يفرحون بأحد دَخَل فيهم، على عدّة أصحاب بدر، لم يَسبِقهم الأوّلون، ولا يدركهم الآخِرون، على عَدَد أصحاب طالوتَ الذين جاوَزوا معه النهر »(8).
وقد وصفت احدى الروايات عن الإمام الباقر عليه السّلام شدّةَ عزم أصحاب الإمام المهدي عليه السّلام ومَضاءهم في إيمانهم، فنقلت عنهم أنّهم يُلاقون المولى الذي يكون مع الإمام عليه السّلام، فيقول لهم: كيف أنتم لو رأيتُم صاحبكم ؟ فيقولون: واللهِ لو ناوى الجبالَ لَنُناوِيَنّها معه(9).
وروي عن أمير المؤمنين عليه السّلام أنّ المهدي عليه السّلام يأمر بعد ظهوره واستقرار حُكمه أُمراءه في سائر الأمصار بالعدل بين الناس... فيذهب الشرّ، ويبقى الخير... ويذهب الرِّبا والزِّنا وشُرب الخمر والرِّياء، وتُقبل الناس على العبادة ـ الحديث(10).

-------
1 ـ انظر: الغَيبة، للنعماني 313 و 314، حديث 6 و 7 و 8 و 9.
2 ـ الغيبة، للنعماني 313، حديث 3.
3 ـ الغيبة، للنعماني 316، حديث 11.
4 ـ الغيبة، للنعماني 311 ـ 312، حديث 1.
5 ـ المائدة: 54. انظر: الغيبة، للنعماني 316، حديث 12.
6 ـ الغيبة، للطوسي 284.
7 ـ الغيبة، للطوسي 284. وعقد الدرر، للشافعي السلمي 149 ـ الباب 7.
8 ـ عقد الدرر، للشافعي السلمي 131 ـ الباب 5.
9 ـ عقد الدرر 133 ـ 134ـ آخر الباب 5.
10 ـ عقد الدرر 159ـ الباب 7.