الخالق

الخالق: الخَلْق في اللغة: ابتداع الشيء على مِثال لم يُسبَق إليه، وخلقَ الله الشيءَ يَخْلُقه خَلْقاً: أحدَثَه بعد أن لم يكن(1).
قال تعالى: خَلَقَ السماواتِ والأرضَ أي أبدعهما واخترعهما(2)، بدلالة قوله سبحانه: بديعُ السماواتِ والأرض (3).
ويُستعمل اصطلاح «الخلق» أيضاً في إيجاد الشيء من الشيء(4)، ومنه قوله تعالى: خَلَقَكم مِن نَفْس واحدة (5)، وقوله: خَلقَ الإنسانَ من نُطفة (6).
وليس الخَلْق الذي هو الإبداع إلاّ لله تعالى، ولهذا قال في الفصل بينه تعالى وبين غيره أفمَن يَخلُقُ كمَن لا يَخلُق أفلا تَذَكّرون (7)، وقال عزّوجلّ: هذا خَلْقُ الله فأروني ماذا خَلقَ الذين مِن دونِه (8).
وقد تكرر اسم «الخالق» في القرآن الكريم 8 مرّات، وتكرّرت صيغة المبالغة «الخلاّق» مرّتين (9). والخالق والخلاّق من صفاته سبحانه، ولا تجوز هذه الصفة بالألف واللام لغير الله تعالى.
وأصل الخَلْق: التقدير، قال تعالى: فتَباركَ اللهُ أحسَنُ الخالِقين (10)، أي أحسَنُ المُقدِّرين(11). وإلى ذلك يُشير الحديث القدسي: «خَلقتُ الخيرَ وأجرَيتُه على يَدَي مَن أُحِبّ، وخَلَقتُ الشرَّ وأجريتُه على يَدَي مَن أريده»(12)، والمراد بخلق الخير والشرّ خَلْق تقديرٍ لا خلق تكوين، أي تقديرهما في اللوح المحفوظ، أمّا وجود الخير والشرّ في الخارج فمِن فِعلِنا(13). وقيل إنّ المراد بخلق الخير والشرّ إمّا تقديرهما، أو خلق الآلات والأسباب التي بها يتيسّر فِعل الخير وفعل الشرّ، أو كناية عن أنّهما يحصلان بتوفيقه وخِذلانه(14).

---------

1 ـ لسان العرب، لابن منظور 193:4.
2 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 423:4.
3 ـ البقرة: 117، الأنعام: 101.
4 ـ المفردات، للراغب الإصفهاني 157.
5 ـ النساء:1، الأعراف: 189، الزمر: 6.
6 ـ النحل: 4.
7 ـ النحل: 17.
8 ـ لقمان: 11.
9 ـ انظر المعجم المفهرس لألفاظ القرآن، لمحمّد فؤاد عبدالباقي مادّة «خلق».
10 ـ المؤمنون: 14.
11 ـ لسان العرب 193:4.
12 ـ الكافي، للكُليني 154:1 حديث 1 باختصار.
13 ـ مجمع البحرين، للطريحيّ 549:1.
14 ـ مرآة العقول، للشيخ المجلسيّ 172:2.