داود عليه السّلام

من أنبياء الله تعالى، وهو من أنبياء وملوك بني إسرائيل، وكتابه «الزَّبور».
ذكره الله عزّوجل في عدّة مواضع من القرآن الكريم، منها الآية 163 من سورة النساء «وآتَيْنا داودَ زَبوراً»، ومنها الآيات 17 ـ 20 من سورة ص واذكُرْ عَبدَنا داودَ إنّه أوّاب * إنّا سَخَّرنا الجبالَ معه يُسبِّحنَ بالعَشيَّ والإشراق... .
وقصّ علينا قصّة قتله لجالوت، وذكر أنّ الله آتاه المُلك والحِكمة وعلمّه ممّا يشاء(1)، وسمّاه خليفة الله في أرضه(2)، وذكر بأنّه تعالى سخّر الجبال والطير فصِرنَ يُسبّحنَ معه، وأنّه عزّوجلّ علّمه صُنع الدُّروع وارتداءها في الحرب(3).
وكان داود عليه السّلام حسَن الصوت في القراءة، ولذلك نُسبت الألحان الطيّبة إليه فقيل «مزامير داود» (4).
وذكر لنا القرآن قصّة حُكم داود عليه السّلام بين الخصمَين اللذَين تَسَوّرا عليه المحراب، وأنّ داود استغفر ربّه بعد حُكمه فغفر الله له(5). وفي رواية عن الإمام الرضا عليه السّلام تطرّق فيها إلى ما نُسب من الذنب إلى داود عليه السّلام، قال: لم يسأل (داود) المدّعي البيّنةَ على ذلك، ولم يُقبِل على المُدَّعى عليه فيقول له: «ماذا تقول ؟»، فكان هذا خطيئة رَسْم الحُكم(6).
وفي الحديث: إذا ظهر أمر الأئمّة (من آل محمّد عليهم السّلام) حَكَموا بحُكم داود عليه السّلام، أي لا يَسألونَ البيّنة(7) لعدم حاجتهم إليها.

----------
1 ـ في الآيتين 250 و 251 من سورة البقرة.
2 ـ في الآية 26 من سورة ص.
3 ـ في الآيتين 79 و 80 من سورة الأنبياء.
4 ـ انظر مجمع البحرين، للطريحي 781:2.
5 ـ انظر سورة ص الآيات 21 ـ 25.
6 ـ مجمع البحرين 1229:2.
7 ـ الكافي 396:1 و 397.