ذو القرنين

لقب الإسكندر الرومي، وكان في الفترة بعد عيسى عليه السّلام.
قيل: كان عبداً آتاه الله العِلم والحكمة وملّكه الأرض(1).
ورد اسمه في القرآن الكريم في 3 مواضع، هي: الآيات 83 و 86 و 94 من سورة الكهف (2).
قيل: سُمّي بذلك لأنّه دعا قومه إلى العبادة فَقَرَنوه، أي ضربوه على قَرْنَي رأسه، وقيل: لأنّه بلغ قُطْرَي الأرض: مشرقها ومغربها(3).
وقيل: لأنّه رأى في المنام أنّه أخذ بقرنَي الشمس، ففُسِّر له بمُلك الشرق والغرب(4).
وقد وصف الله تعالى ذا القرنَين بأنّه مَكَّن له في الأرض وآتاه من كلّ شيء سَبَباً، ومعناه أنّه أُوتي من كلّ شيء يتوصّل به إلى المقاصد المهمّة الحيويّة، كالعقل والعِلم والدِّين وقوّة الجسم وكثرة المال والجُند وسَعة المُلك وحُسن التدبير(5).
وقد سئل أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام عن ذي القرنَين، أنبيٌّ هو أم مَلِك ؟
فقال: لا نبيّ ولا مَلِك، بل إنّما هو عبدٌ أحبَّ اللهَ فأحبّه، ونَصَح لله فنَصَح له ـ الحديث ـ ثمّ قال: وفيكم مثله ـ يعني نفسه سلام الله عليه(6).
وفي الحديث عن الإمام الصادق عليه السّلام، قال: مَلَك الأرضَ كلّها مؤمنان وكافران، فأمّا المؤمنان فسليمان بن داود وذو القرنين عليهما السّلام، والكافران نمرود وبختنصّر(7).
وقد رُوي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّه قال لعلي عليه السّلام: إنّ لك بيتاً في الجنّة وإنّك لَذو قَرنَيها. يعني: ذو قَرنَي الأمّة، أي: أنت فيهم كذي القرنَين(8).

----------
1 ـ مجمع البحرين، للطريحي 1470:3.
2 ـ المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، لمحمّد فؤاد عبدالباقي ـ مادّة «قرن».
3 ـ لسان العرب، لابن منظور 136:1 «قرن». مجمع البحرين 1471.
4 ـ تفسير الميزان، للطباطبائي 400:13.
5 ـ تفسير الميزان 387:13 ـ 388.
6 ـ تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي 40:2 ـ 41.
7 ـ الخصال، للشيخ الصدوق 255:1 ـ باب الأربعة.
8 ـ المفردات، للراغب الإصفهاني 401. لسان العرب 136:11.