الرحمن

من أسماء الله الحسنى وصفاته، وقد بُنيت هذه الصفة على صيغة المبالغة «فَعْلان» لأنّ معناها الكثرة، وذلك أنّ رحمته وسعت كلَّ شيء، وهو أرحم الراحمين(1).
ولا يُطلق اسم «الرحمن» إلاّ على الله تعالى، حيث إن معناه لا يصحّ إلاّ له سبحانه، إذ هو الذي وَسِع كلَّ شيءٍ رحمةً.
و «الرحيم» يُستعمل في غيره، ومعناه: الذي كَثُرت رحمتُه. قال تعالى في صفة نبيّه الكريم صلّى الله عليه وآله: بالمؤمنينَ رؤوفٌ رحيم (2).
وقيل: إنّ الله تعالى هو رحمن الدنيا ورحيم الآخرة، وذلك أنّ إحسانه في الدنيا يَعمّ المؤمنين والكافرين، وفي الآخرة يختصّ بالمؤمنين(3).
والرحمة في اللغة: المغفرة، والرحمة تأثّر خاصّ يلمّ بالقلب عند مشاهدة من يفقد أو يحتاج إلى ما يتمّ به أمره، فيبعث الإنسانَ إلى تتميم نقصه ورفع حاجته، إلاّ أنّ هذا المعنى يرجع إلى الإعطاء والإفاضة لرفع الحاجة، وبهذا المعنى الأخير يتّصف سبحانه بالرحمة(4).
وروي عن الإمام الصادق عليه السّلام أنّه سئل عن تفسير «الرحمن» فقال: بجميع العالم. قيل: «الرحيم» ؟ قال: بالمؤمنين خاصّة(5).
وروي عنه عليه السّلام قال: «الرحمن» اسم خاصّ بصفة عامّة، و «الرحيم» اسم عامّ بصفة خاصّة(6).
وروي عن النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله أنّ عيسى بن مريم عليه السّلام قال: الرحمن رحمن الدنيا، والرحيم رحيم الآخرة(7).

--------

1 ـ لسان العرب، لابن منظور 173:5 ـ 174 «رحم».
2 ـ التوبة: 128.
3 ـ المفردات، للراغب الاصفهاني 191 ـ 192.
4 ـ تفسير الميزان، للطباطبائي 16:1.
5 ـ تفسير العيّاشي 36:1 حديث 19، تفسير نور الثقلين 12:1 حديث 47.
6 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 94:1.
7 ـ تفسير مجمع البيان 93:1.