السامريّ

 رجل من بني إسرائيل، وهو ابن خالة النبيّ موسى عليه السّلام وتلميذه، إلاّ أنّ قُربه من موسى عليه السّلام لم يعمّق الإيمان في نفسه، فبقي مُذَبذباً يترصّد الفُرص لحرف قومه وإضلالهم.
وشاهد السامريّ يوماً جبرئيل عليه السّلام يهبط فيقطع البحر بأمر الله تعالى ويُنجي بني إسرائيل ويُغرق فرعون وجنده، فقبض قبضة من تراب من أثر قدم جبرئيل الرسول عليه السّلام، وعَلِم أنّ لها أثراً معجزاً عجيباً، ثمّ ترصّد الفرصة، حتّى غاب موسى عليه السّلام عن قومه حين ذهب إلى جبل الطور لميقات ربّه، فانتهز الفرصة السانحة، وجمع الحليّ الذهبيّة التي كان بنو إسرائيل قد استعاروها من القبط فبقيت لديهم بعدَ غرق الأقباط قوم فرعون، فصنع منها عِجلاً ذهبيّاً، ثمّ قذف التراب الإعجازي في فم العجل فصار له خُوار وصوت. ثمّ أرجف السامري بأنّ موسى عليه السّلام قد مات في جبل الطور، فإنّه لم يرجع إلى قومه على رأس الثلاثين يوماً كما وعدهم، ودعاهم لعبادة ذلك العجل الذهبيّ والسجود له، فسجدوا إلاّ قليلاً منهم(1)، قوله تعالى: قال فما خَطبُكَ يا سامريّ * قال بَصُرتُ بما لم يَبصُرُوا به فقَبَضْتُ قَبضةً من أَثَرِ الرَّسولِ فنَبَذْتُها وكذلكَ سَوَّلَتْ لي نفسي (2) ولمّا عاد موسى ومعه ألواح التوراة وشاهد ضلال قومه، واتّضح له أنّ السامري هو الذي أشعل أوار الفتنة، طرده ودعا عليه، فمُنع الناس من مخالطته ومحادثته كليّاً، وصار إذا مسّه أحدهم صدفة حُمّ الماسّ والممسوس
(3). ثمّ حرّق موسى عليه السّلام العجل الذهبي وذرّ رماده في البحر، قوله تعالى: قال فاذهَبْ فإنّ لك في الحياة أن تقولَ لا مِساسَ وإنّ لك مَوعداً لن تُخْلَفَهُ وانظُر إلى إلهكَ الذي ظلْتَ عليهِ عاكفاً لنُحرِّقَنَّهُ ثمّ لنَنسِفَنَّهُ في اليَمِّ نَسفاً (4).
ورد اسم السامري في ثلاثة مواضع من القرآن الكريم، هي الآيات 85 ، 87 ، 95 من سورة طه، كما أُشير إلى قصّته ضِمناً في عدد من السور القرآنية المباركة، كسورة الأعراف / الآيات 148 فما بعد.

---------
1 ـ انظر قصّته في تفسير مجمع البيان 738:4 ـ 742، و 44:7.
2 ـ طه / 95 و 96.
3 ـ مجمع البحرين 1696:3.
4 ـ طه / 97.