الفتّاح

الفتح إزالة الإغلاق والإشكال، وهو ضربان: أحدهما يُدرَك بالبصر كفتح الباب ونحوه، والثاني يُدرَك بالبصيرة كفتح الهمّ. فَتَح القضيّة فِتاحاً: فَصَل الأمر فيها وأزال الإغلاق عنها(1).
والفتّاح من أسماء الله تعالى الحسنى، قيل: هو الذي يفتح أبواب الرزق والرحمة لعباده. وقيل: معناه الحاكم بينهم، يُقال: فَتَح الحاكمُ بين الخصمَين إذا فَصلَ بينهما. ويقال للقاضي « الفتّاح » لأنّه يفتح مواضع الحقّ(2).
وقد ورد اسم « الفتّاح » في القرآن الكريم مرّة واحدة فقط(3)، هي قوله تعالى: قُلْ يَجَمعُ بَينَنا ربُّنا ثمّ يَفَتحُ بَينَنا بالحقِّ وهو الفَتّاحُ العليم (4).
وجاء في القرآن الكريم آيات تتحدّث عن الاستفتاح ( وهو طلب الفتح أو الفِتاح )، ومنها قوله تعالى: واستَفتَحوا وخابَ كلُّ جبّارٍ عنيد (5)، أي: سألوا من الله الفتحَ على أعدائهم والقضاء بينهم وبين أعدائهم، من الفَتاحة وهي الحكومة(6).
ومنها قوله سبحانه: ربَّنا افتَحْ بَينَنا وبين قَومِنا بالحقِّ وأنتَ خَيرُ الفاتحين (7)، أي: احكُمْ بيننا وبين قومنا بالحقّ، وقيل معناه: اكشِف بيننا وبين قومنا وبَيِّن أيّنا على الحقّ(8).
ومنها قوله تعالى: إن تَستَفْتِحوا فقد جاءكُمُ الفَتحُ (9)، قيل في تفسيره: إن تستنصروا لأِهدى الفئتَين فقد جاءكم النصر، أي نصرُ محمّد صلّى الله عليه وآله وأصحابه. وقيل: إن تستحكموا وتستقضوا فقد جاءكم القضاء والحُكم من الله تعالى(10).

----------
1 ـ المفردات، للراغب الاصفهاني 370.
2 ـ لسان العرب، لابن منظور 171:10 ـ 172 « فتح ».
3 ـ المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، لمحمّد فؤاد عبدالباقي، مادّة: « فتح ».
4 ـ سبأ: 26.
5 ـ إبراهيم: 15.
6 ـ مجمع البحرين، للطريحي 1356:3.
7 ـ الأعراف: 89.
8 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 692:4.
9 ـ الأنفال: 19.
10 ـ تفسير مجمع البيان 816:4.