الفُسوق

الفسوق هو الخروج عن الدِّين، وكذلك المَيْل إلى المعصية(1)، وفي التنزيل العزيز: وكَرَّهَ إليكُمُ الكُفرَ والفُسوقَ والعِصيان (2)، قيل: الفسوق: الخروج عن الطاعة إلى المعاصي (3).
وقد أطلق القرآن الكريم لفظ «الفسوق» على عدّة من المعاني، منها ـ كما مرّ ـ الخروج عن الطاعة إلى المعاصي، ومنها الكذب، قال تعالى: فلا رَفَثَ ولا فُسُوقَ ولا جِدالَ في الحجّ (4)، حيث ورد عن أهل البيت عليهم السّلام أن «الفسوق» في هذه الآية الكريمة هو الكذب(5).
ومنها: السبّ والشتم، إذ قيل في تفسير الآية السابقة أنّ الفسوق هو السبّ والشتم(6)، ومنه قوله صلّى الله عليه وآله: «سِبابُ المؤمن فُسوقٌ، وقِتالُه كُفر».
ومنها: تعيير اليهود والنصارى وأمثالهم ممّن دخل في الإيمان بأن يُقال لأحدهم «يا يهوديّ» و «يا نصرانيّ»(7)، ومنه قوله تعالى: بِئْسَ الآسمُ الفُسوقُ بعد الإيمان (8).
وقد وصف القرآن الكريم المكلّفين الذين لا يحكمون بما أنزل الله سبحانه بالفِسق(9)، فقال جلّ وعزّ: ومَن لَم يَحكُمْ بما أنَزلَ اللهُ فأولئك هُمُ الفاسقون (10).
وفي الحديث عن الإمام في صفة الخروج من الإيمان، قال عليه السّلام: وقد يخرج من الإيمان بخمس جهاتٍ من الفعل، كلّها متشابهات معروفات: الكُفر، والشِّرك، والضَّلال، والفسق، وركوب الكبائر. ثمّ قال عليه السّلام في معنى الفسق: فكلّ معصيةٍ من المعاصي الكبار فَعلَها فاعل، أو دخل فيها داخل بجهة اللذّة والشهوة والشوق الغالب فهو فسق، وفاعلُه فاسق خارج من الإيمان بجهة الفسق، فإن دام ذلك حتّى يدخل في حدّ التهاون والاستخفاف، فقد وجب أن يكون بتهاونه واستخفافه كافراً(11).
انظر أيضاً مادّة «الفسق».

------------
1 ـ لسان العرب، لابن منظور 262:10 «فسق».
2 ـ الحجرات: 7.
3 ـ تفسير مجمع البيان، للطبرسي 200:9.
4 ـ البقرة: 197.
5 ـ تفسير مجمع البيان 524:2. مجمع البحرين 1394:3.
6 ـ تفسير مجمع البيان 524:2.
7 ـ تفسير مجمع البيان 204:9. لسان العرب 262:10.
8 ـ الحجرات: 11.
9 ـ تفسير مجمع البيان 311:3.
10 ـ المائدة: 47.
11 ـ بحار الأنوار 279:68 ـ كتاب الإيمان والكفر.