السيّد محمّد جمال الهاشميّ

الـدهرُ عـن تحديدِ ذاتِك يَقصرُ          مـاذا يـقول الشاعرُ المتحيِّرُ ؟!
فجرٌ طلعتَ على الزمانِ فأشرقَتْ           آفـاقُه.. وآنـجاب لـيلٌ أكـدَرُ
يـا آيـةَ الإسـلامِ تَلقَفُ كلَّ ما           أفِـك الأُلـى ظُلماً عُلاهُ وزوّروا
بـاعوا العقيدة بالنّضار، فحرّفوا         مـا شـاءه ربُّ النُّضار وغيّروا
فـإذا الـشريعةُ أجْـمةٌ مُـلتفّةٌ               فـيها يـضيع السالكُ المتبصّرُ
وإذا أحـاديـثُ الـنبيّ مَـناظرٌ          مـمسوخةٌ.. منها الحِجى يتذمَّرُ
وإذا الـمبادئُ لا تـسير لـغايةٍ           وإذا الـمطامعُ بـالمبادئ تَـعثرُ
وتـناسَت الأجـيالُ عهدَك غفلةً         يـوماً لـيذكرَك الـزمانُ فيشكرُ
وصَـداك يخترق الدهورَ مُدَوّياً         وشَـذاك فـيها الـخالداتُ تُعطَّرُ
يَـفنى الـربيعُ بـوردِهِ وغديرِهِ           وربـيعُ ذِكْـرِكَ عـاطرٌ متفِجّرُ
فـي كـلّ شامخةٍ لمجدِكَ شارةٌ           وبـكلّ رائـعٍ لـفضلكَ مَظهرُ
قـد كـافحَتْها الحادثاتُ فلم تَزِدْ           إلاّ جـمالاً عـن جـلالك يُخبِرُ
رامَت لتُطفئَ نورَ فضلِك فانطَفَت      والـليلُ يَـطويهِ الصباحُ المُسفِرُ
سـايَرتَ ظِـلَّ الدولتَينِ مُجانِباً             فِـتـناً بـها عَـهداهُما يـتموَّرُ
ورأيـتَ كيف الظلمُ يَتُركُ مَألفاً         قَـذِراً.. لـيحضنَه مُـحيطٌ أقذرُ
ورأيـتَ كيف الحقُّ يُنتحَلُ آسمُهُ       راً.. وكـيف به المظالمُ تَفخَرُ
وتـباهل الـسفّاحُ فـي تشييده             مُـلْكاً بـثاراتِ الـحسين يُدَبَّرُ
حـتّى إذا خـضَعَ القيادُ لحُكْمِهِ        قـلَبَ المِجَنَّ لكم وبان المُضمَرُ
وأقـام لـلمنصور أبـطشَ دولةٍ      تـنهى بما يُوحي الجنونُ وتأمرُ
وعـلى جـماجمِ آلِ بيتِ محمّدٍ          أسـوارُ بـغدادٍ تُـشاد وتُـعمَرُ
وأتـاك مـوغورُ العداوةِ عاثراً         بـمواقفٍ فـيها الـعداوةُ تُوغَرُ
قـد رام أن يهوي بمجدِك فالتوى         وهـوى بـه تـاريخُه المتجبِّرُ
وسـعى إلـيك بـشِربةٍ مسمومةٍ         فيها آستراح ضميرُك المتضجِّرُ