السيّد صالح القزوينيّ

السيّد صالح القزوينيّ

السيّد صالح القزوينيّ(1)

فَـدَعِ الـغانياتِ فـالعمرُ ولّى         وآلْهُ عنها وآقْرَ التَّصابي السلاما
وأنِـبْ صـادقاً وقَـدِّمْ شـفيعاً         جـعفرَ الـصادقَ الإمامَ الهُماما
مِـن سـنا وجهه أمَدَّ الدراري         ونــدى كـفِّهِ أمَـدَّ الـغَماما

مصدرُ العلم.. منتهى الحلم.. بابُ الله والعُروةُ التي لا انفصـامـا

علّةُ الكون مَن به الأرضُ قامت         والـسماواتُ.. والوجودُ استقاما
شمسُ قُدسٍ بَدَت فجَلَّت دُجى الكفر.. ودلّت على الإرشاد الأنامـا
سـيّـدٌ جَــدُّه دنــا فـتدلّى         قـابَ قـوسَينِ منزلاً لن يُراما

* * *

يـا مُقيماً للدِّين أقوى براهينَ         عـلى الحقّ.. مِثْلُها لن يُقاما
يا بدوراً قد غالها الخَسْفُ لكنْ         لم تَزَل في الهدى بدوراً تماما

حاوَلَت نقصَهـا العِـدى فأبـى الرحمـانُ إلاّ لنـورهِ الإتمـامـا

* * *

حَـرّ قـلبي لـسادةٍ أزكـياءٍ         فـي الـطَّواميرِ خُلِّدوا أعواما
قَـتَلوهُم وما رَعوا لرسول الله         إلاً فـــي آلــهِ وذِمـامـا
يـا جبالاً حِلْماً تَفُوقُ الرواسي         وسِـجالاً نُـعمى تَـعُمُّ الأناما
ولُيوثاً غابت إذا طاشت الأحلامُ         فـي الـرَّوع لم تَطِشْ أحلاما
لـم يَـمُتْ حَتفَ أنفهِ مِن إمامٍ         مـنكمُ عـاش بينهم مُستَضاما

مـا كفـاهـا قَتـلُ الوصـيّ وشِبلَيـهِ وأبنائِهـم إمـامـاً إمـامـا

والـتعدّي عـلى المَيامينِ حتّى         لـم تُـغادِرْ مِن تابعيهم هُماما
ورَمَـت جـعفراً رزايـا أرَتْنا         بـأبيه تـلك الـرزايا الجِساما
بـأبي مِـن بـني النبيّ إماماً         جَـرَّعَته بـنو الطليقِ الحِماما

بـأبـي مَـن أقـامَـهُ اللهُ للـعلـمِ وللـحِـلْمِ غـاربـاً وسَنـامـا

بـأبي مَـن بكى عليه المُعادي         والـمُوالي لـه بـكاءَ الأيامى
بـأبي مَـن أقـام حَـيّاً ومَيْتاً         عـمَدَ الـدِّين والهدى فاستقاما
بـأبي مَـن عليه جبريلُ حُزناً         فـي الـسماوات مأتماً قد أقاما

* * *

يا حمى الدين إنّ فَقْدَكَ أودى         في حشا الدين جَذوةً وضَراما
ومِـن المؤمنين أسهَرَ طَرْفاً         ومِـن الكاشحين طَرْفاً أناما
كـنت للدِّين مَظهراً ومناراً         ولأهـليه جُـنّةً وعِـصاما
كان بيتُ الهدى بهَدْيِك معمـوراً.. وقـد سامَه الضَّـلالُ انهـدامـا
لا مُـقامٌ لأهـلِ يثربَ فيها         يـوم أبـكيتَ يثرباً والمَقاما

* * *

أيُّهـا البَـدءُ والختـامُ لـهـذا الكـون.. طِبتُـم بـدايةً وختـامـا
إن تُـساموا ضَـيماً فعمّا قليلٍ         يُـدركُ الـثأرَ ثـائرٌ لن يُضاما
مَـلِكٌ تـخضعُ الـملوكُ لـديهِ         وإلـيه يُـلقي الـزمانُ الزِّماما
عَـلَمٌ لـلهدى بـه اللهُ يـمحو         كـلَّ غـيٍّ ويَـمحَقُ الآثـاما
وبـه اللهُ يـملأ الأرض عـدلاً         وبـه يـكشف الكروبَ العظاما

مُحْيياً دِيـنَ جَـدِّه مُحْكِمـاً بالبِيـضِ والسُّمْـرِ شَـرعَهُ إحكـامـا

حـيِّ مولى جبريلُ جهراً ينادي         في السماوات باسمه إعظاما!(2)

-------

1 ـ السيّد صالح بن السيّد مهدي الحسينيّ القزوينيّ الأصل البغداديّ المسكن، فقيه وأديب كبير، كثير الشعر جيّده حسن الكلام، وله قصائد في مدح الأئمّة الأطهار عليهم السّلام ومراثيهم، استوفى فيها شيئاً من فضائلهم ومعجزاتهم. له ( الدرر الغروية في أئمّة البريّة ) وهو ديوان شعر يشتمل على أربع عشرة قصيدة، كلّ قصيدة في إمام. تُوفّي في بغداد سنة 1306 هـ ونُقل إلى النجف الأشرف.
2 ـ المجالس السَّنيّة، للسيّد محسن الأمين 369:2.