قراءات.. في ( تنبيه الخواطر ) (5)
فضائل.. ورذائل
• قال رجلٌ لرسول الله صلّى الله عليه وآله: أوصِني، قال: « إتّقِ اللهَ حيثُ كنت »، زِدْني، قال: أتْبِعِ السيئةَ الحسنة تَمْحُها »، قال: زِدني، قال: « خالِطِ الناسَ بِحُسنِ الخُلق ».
• وقال صلّى الله عليه وآله: « ما حَسَّن اللهُ خَلقَ امرئٍ وخُلقَه فيطعمه النار ».
• وسُئل رسول الله صلّى الله عليه وآله: أيُّ الأعمال أفضل ؟ فقال: « حُسنُ الخُلق ».
• وقال صلّى الله عليه وآله: « إنّكم لن تَسَعُوا الناسَ بأموالكم، فَسَعُوهم بَبًسْطِ الوجه وحسنَ الخٍلق ».
• وقال أيضاً: « سوءُ الخُلق يُفسِد العمل، كما يُفسد الخَلُّ العسل ».
• وعنه صلّى الله عليه وآله قال: « ثلاثٌ مَن لم تكن فيه أو واحدةٌ منهنّ، فلا تَعتَدَّنَّ بشيءٍ من عمله: تقوى يَحجِزُه عن معاصي الله عزّوجلّ، أو حِلْمٌ يَكفُّ به السفيه، أو خُلقٌ يعيش به في الناس ».
• وجاء في بعض الأخبار أنّ أحدهم صاحَبَ رجلاً سيّئاً خُلقُه في سفرٍ جَمَعهما، فكان يتحمّله ويُداريه، فلمّا فارَقَه بكى عليه، فقيل له في ذلك، أي سُئل عن ذلك تعجّباً، فقال: فارَقْتُه وخُلقُه معه لم يُفارِقْه!
• وعن أمير المؤمنين عليه السلام رُوي أنّه قال: « حُسنُ الخُلق في ثلاث: اجتنابِ المحارم، وطلبِ الحلال، والتوسّعِ على العيال ».
• وعن النبيّ صلّى الله عليه وآله جاءت عنه هذه الأحاديثُ الشريفة:
ـ مَن كان يُؤمن باللهِ واليوم الآخِر فَلْيَقُل خيراً أو ليَصْمِت.
ـ إذا رأيتُم المؤمنَ صَمُوتاً وَقُوراً فادْنُوا منه، فإنّه يُلقّى الحكمة.
ـ لا يَحلّ لمؤمنٍ أن يشير إلى أخيه بنظرةٍ تُؤذيه.
ـ لا يحلّ لمؤمنٍ أن يُروِّع مسلماً.
ـ إنّما يتجالس المتجالسان بأمانة الله، فلا يَحِلّ لأحدهما أن يُفشيَ على أخيه ما يَكره.
• ورُوي أنّ أمير المؤمنين عليه السلام دعا غلاماً له فلم يُجِبه، فدعاه ثانياً فلم يُجِبه، فقام إليه فرآه مضطجعاً فقال له: « أما تسمع يا غلام ؟! »، فقال: نعم، قال: « فما حمَلَك على ترك جوابي ؟! »، فقال الغلام: أمِنتُ عقوبتك فتكاسَلْت، فقال عليه السلام له: « إمضِ فأنت حُرٌّ لوجه الله ».
في الجوع والشِّبَع
• قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « أفضلُكم منزلةً عند الله تعالى أطولُكم جوعاً وتفكُّراً، وأبغضُكم إلى الله تعالى كَلٌّ نَؤُوم، وأكُولٌ وشَرُوب ».
• وقال صلّى الله عليه وآله: « حَسْبُ ابنِ آدمَ لُقَيماتٌ يُقِمنَ صُلبَه، إن كان لا محالةَ فثُلثٌ لطعامه، وثلثٌ لشرابه، وثلثٌ لنَفَسِه ».
• وفي الخبر أنّ الأكل على الشِّبَع يُورث البرص.
• وجاء عن النبيّ صلّى الله عليه وآله قوله: « المؤمنُ يأكلُ في مِعاءٍ واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء ». ( قيل: أي يأكل الكافر سبعة أضعاف المؤمن، أو تكون شهوته للطعام سبعة أضعاف. ولعلّ المعاء كنايةٌ عن الشهوة، لأنّ الشهوة هي التي تَقبل الطعامَ وتأخذه، كما يأخذه المعاء، وليس المعنى زيادةَ معاء الكافر على معاء المؤمن ).
• ورُوي أنّ صحابيّاً تجشّأ ( أي أحدث صوتاً من فمه مع ريح عند الشِّبَع ) وذلك في مجلس رسول الله صلّى الله عليه وآله، فقال له: « أقصِرْ مِن جُشائِك، فإنّ أطول الناس جوعاً يومَ القيام أكثرُهم شِبَعاً في الدنيا ».
• وفي الخبر أنّ فاطمة الزهراء عليها السلام جاءت بكسرة خبزٍ لأبيها رسول الله صلّى الله عليه وآله، فقال لها « ما هذه الكسرة ؟ » فقالت: « قُرصٌ خبزتُه، ولم تَطِبْ نفسي حتّى أتيتُك بهذه الكسرة »، فقال: « أما إنّه أوّلُ طعامٍ دخل فمَ أبيكِ منذُ ثلاثة أيّام ». ثمّ قال صلّى الله عليه وآله: « إنّ أهل الجوع في الدنيا هم أهلُ الشِّبَع في الآخرة، وإنّ أبغض الناس إلى الله المُتخَمون.. ».
• وعن لقمان الحكيم أنّه قال في جملة وصاياه لابنه: يا بُنَيّ، إذا امتلأتِ المَعِدةُ نامت الفكرة، وخرست الحكمة، وقعدت الأعضاء عن العبادة!