البدعة 2

البدعة في اللغة

قبل الخوض في موضوعٍ ما ـ لا سيّما إذا كان حسّاساً أو موضع جدال واختلاف ـ لابدّ أن يكون هنالك وضوح في مدلول مفردة ذلك الموضوع من حيث مفهومها اللغويّ والاصطلاحيّ؛ رفعاً للَّبس وإزالةً للشبهة والاشتباه.
وفي مفردة ( البِدعة ) هنالك بيانات مفيدة وواضحة لمعناها:
• قال الخليل بن أحمد الفراهيديّ: البَدْع: ـ إحداث شيءٍ لم يكن له من قبلُ خَلْقٌ ولا ذِكْر ولا معرفة. والبِدع: الشيء الذي يكون أوّلاً في كلّ أمر، كما قال الله: قُلْ ما كنتُ بِدْعاً من الرُّسُل (25) أي لستُ بأوّل مُرسَل.
والبِدعة اسم ما ابتُدع من الدِّين وغيره، وهي ما استُحدث بعد رسول الله من الأهواء والأعمال (26).
• وقال الراغب الإصفهانيّ: الإبداع: إنشاء صنعة بلا احتذاء أواقتداء... والبدعة في المذهب إيراد قولٍ لم يَسْتَنَّ قائلُها وفاعلها فيه بصاحب الشريعة وأماثلها المتقدّمة وأصولها المُتقَنة (27).
• وقال الفيروزآباديّ: البِدعة: الحَدَث في الدِّين بعد الإكمال، أو ما استُحدث بعد النبيّ من الأهواء والأعمال (28).
وعلى هذا.. يُقال: بَدَعتُ الشيءَ إذا أنشأتُه (29)، وابتدعَ الشيءَ، أي أنشأَه وبدأه (30). وأبدَعتُ الشيءَ، أي اخترعتُه لا على مثال (31).
يتّضح لنا ـ أيّها الأصدقاء ـ أنّ البدعة في اللغة تعني: الشيء الذي يُبتكَر ويُختَرَع من دونِ مِثالٍ سابق، ويُبتدأ به بعد أن لم يكن موجوداً مِن قبل. والبِدعة شاملة لما كان في الدِّين، أو العادات.. كالأطعمة والألبسة والأبنية والصناعات وما شاكلها.
ولكن البدعة التي ورد النصّ على حرمتها هي ما استُحدثت في أُمور الدين بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله، من الأهواء والأعمال. أمّا التطوير في ميادين الحياة وشؤونها ـ وإن كان بِدعةً من الوجهة اللغوية ـ فليس بدعةً شرعاً، بل هي حلال؛ لحاكميّة أصل البراءة ما لم يَرِد دليلٌ على الحُرمة.

 

البدعة في الاصطلاح

لابدّ لنا ـ أيّها الإخوة ـ من التعرّف على المعنى الاصطلاحيّ للبدعة من خلال كلمات المتخصّصين، منهم:
• ابن رجب الحنبليّ، حيث قال: البدعة هي ما أُحدِث ممّا لا أصلَ له في الشريعة يدلّ عليه، أمّا ما كان له أصل من الشرع يدلّ عليه فليس ببدعة شرعاً، وإن كان بدعةً لغةً (32).
• ابن حجر العسقلانيّ، قال: المُحدَثات ـ جمع مُحدَثة.. ما أُحدث وليس له أصل في الشرع، ويُسمّى في عُرف الشرع « بِدعة »، وما كان له أصل يدلّ عليه الشرع فليس ببدعة (33). وقال أيضاً في تعريف البدعة: ما أُحدِث على خلاف أمرِ الشرع ودليلهِ الخاصّ والعامّ (34).
• السيّد المرتضى، كتب في تعريف البدعة أنها: الزيادة في الدِّين أو النُّقصان منه، من غير إسنادٍ إلى الدِّين (35).
• أمّا الشيخ المجلسيّ فقد كان له هذا البيان في الاصطلاح الشرعيّ للبدعة: أنّها ما حَدَث بعد الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم ولم يَرِد فيه نصٌّ على الخصوص، ولا يكون داخلاً في بعض العمومات.. مثل بناء المدارس وأمثالها، الداخلة في عمومات إيواء المسلمين وإسكانهم وإعانتهم، وكإنشاء بعض الكتب العلميّة والتصانيف التي لها مَدخل في العلوم الشرعيّة، وكالألبسة التي لم تكن في عهد الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم، والأطعمة المُحدَثة.. فإنّها داخلة في عمومات الحِلِّيّة ولم يَرِد فيها نهي.
وما يُفعَل منها على وجه العموم، إذا قُصد كونها مطلوبةً على الخصوص كان بدعة، سواءً كان أصلها مُبتَدعاً أو خصوصيّتها مُبتدعة (36).
• الشيخ الطريحي، حيث يقول معلّلاً: البدعة: الحَدَث في الدِّين، وما ليس له أصل في كتاب ولا سُنّة. وإنّما سُمّيت بدعةً؛ لأنّ قائلها ابتدعها هو نفسه (37).
• السيّد محسن الأمين العامليّ، كتب مبيّناً: البدعة: إدخال ما ليس من الدين في الدين، كإباحة مُحرّم، أو تحريم مباح، أو إيجاب ما ليس بواجب، أو ندبه.. أو نحو ذلك، سواءً كانت ( البدعة ) في القرون الثلاثة أو بعدها، وتخصيصها بما بعد القرون الثلاثة لا وجه له (38).
البدعة إذَن ـ أيّها الأصدقاء ـ هي التصرف في الدِّين عقيدةً وتشريعاً، بإدخال ما لم يُعلَم أنّه من الدين فيه، فضلاً عمّا عُلم أنّه ليس منه قطعاً. ويكون ذلك التصرّف من خلال الزيادة في الدين أو الإنقاص منه، من غير دليل.. ثمّ نسبة ذلك إلى الدين نفسه.
وهنا نقف في هذا الموضوع المهمّ على تحديد البدعة وتعيين مفهومها وأبعادها بشكل واضح ودقيق، ما يشكّل قاعدةً كلّية يَرجِع إليها الناس عند الشكّ في المصاديق. فواجب الفقيه رسم القاعدة، وواجب غيره تطبيق القاعدة على مواردها.

 

البدعة في القرآن والحديث

وهنا ندخل ـ أيّها الأصدقاء ـ إلى رحاب عاطرة، ننظر في آفاقها إلى معنى البدعة وآثارها يرسمها
أوّلاً: القرآن الكريم، مثلاً في قول الله تبارك وتعالى:
• .. ورَهْبانيةً آبتدَعُوها، ما كتَبْناها علَيهِم إلاّ آبتِغاءَ رِضوانِ اللهِ فما رَعَوْها حَقَّ رِعايتها.. (39).
وقد عبّرت الآية الكريمة عن الرَّهبانيّة بأنّها كانت من مُبتدَعات الرُّهبان، ولم تكن مفروضة عليهم مِن قبل، وإنّما تكلّفوها من عند أنفسهم ثمّ نسبوها إلى شريعة السيّد المسيح عليه السّلام، مدّعين أنّه هو الذي شرّع لهم ذلك العمل.
أمّا الاستثناء في قوله تعالى: إلاّ آبتغاءَ مَرضاةِ الله ففيه وجهان:
الأوّل: أن يكون استثناءً منقطعاً، أي: ما كتبنا عليهم الرهبانيّة، وإنّما كتَبْنا عليهم ابتغاءَ مرضاةِ الله، فتكون الرَّهبانيّة نفسها بدعة ابتدعوها.
والثاني: أنّه سبحانه كتب عليهم أصل الرهبانيّة لكسب مرضاته، لكنّهم لم يَرعَوا حقّها، فيكون الخروج عن حدودها بدعة.
اِتّخَذُوا أحبارَهم ورُهبانَهم أرباباً من دون اللهِ (40).
ويظهر ممّا رواه الطبريّ وغيره أنّهم كانوا مشركين في مسألة التشريع، فقد رُوي عن الضحاك قال: « إتّخَذوا أحبارَهم ورُهبانَهم » أي قُرّاءهم وعلماءهم، أرباباً مِن دونِ الله يعني سادةً لهم من دون الله.. يُطيعونهم في معاصي الله، فيُحلّون ما أحلّوا لهم ممّا قد حرّمه الله عليهم، ويُحرّمون ما يحرّمونه عليهم ممّا قد أحلّه الله لهم (41).
وروى الثعلبيّ بإسناده عن عَدِيّ بن حاتِم الطائيّ أنّه أتى النبيَّ صلّى الله عليه وآله وهو يقرأ من سورة براءة ( التوبة ) هذه الآية: اتَّخَذوا أحبارَهم ورُهبانَهم أرباباً.. حتّى فرغ منها، قال عديّ: فقلت له: إنّا لسنا نَعبُدهم، قال: أليس يُحرّمون ما أحلّ الله فتحرّمونه، ويُحلّون ما حرّم الله فتستحلّونه ؟! قلت: بلى، قال: فتلك عبادتهم (42).
وعن أبي بصير قال: سألت أبا عبدالله ( الصادق ) عليه السّلام عن قول الله عزّوجلّ: اتَّخَذوا أحبارَهم ورُهْبانَهم أرباباً مِن دونِ الله ، فقال: أما واللهِ ما دَعَوهم إلى عبادة أنفسهم، ولو دَعَوهم إلى عبادة أنفسهم لما أجابوهم، ولكن أحلّوا لهم حراماً وحرّموا عليهم حلالاً، فعبدوهم من حيث لا يشعرون (43).
قُلْ ما كنتُ بِدْعاً مِن الرُّسُلِ وما أدري ما يُفعَلُ بي ولا بكم.. (44).
هناك رأيان في تفسير هذه الآية:
الأوّل: أنّ رسول الله محمّداً صلّى الله عليه وآله وسلّم ليس أوّلَ رسول يُرسله الله إلى قومه برسالته.
والآخر: أنّ المراد أنّه صلّى الله عليه وآله لم يكن مُبدِعاً في أقواله وأفعاله بما لم يسبقه إليه أحدٌ من الرسل.
وقد ذهب السيّد محمّد حسين الطباطبائي إلى ترجيح الرأي الثاني قائلاً: والمعنى الأوّل لا يلائم السياق... فثاني المعنَينِ هو الأنسب، وعليه فالمعنى يكون: لستُ أخالف الرسل السابقين في: صورةٍ أو سيرة، وفي قولٍ أو فعل.. بل أنا بشر مثلهم، فِيّ من آثار البشريّة ما فيهم، وسبيلهم في الحياة سبيلي (45).
• « قُلْ أرأيتُم ما أنزلَ اللهُ لكم مِن رزقٍ فجعلتُم منه حراماً وحلالاً قلْ ءَآللهُ أذِنَ لكم أم على اللهِ تَفْتَرون ؟! » (46).
الآية الكريمة تصف عمل المشركين المُحرِّفين: زيادة أو إنقاصاً، حيث حرّموا بعضَ ما أنزل الله عليهم من الرزق، وحلّلوا البعضَ الآخر.. فحرّموا السائبة والبَحيرة والوَصيلة من غير أمرٍ إلهيّ.
ولا تقولوا لمِا تَصِفُ ألسنتُكمُ الكذِبَ: هذا حلالٌ وهذا حرامٌ؛ لِتفْتَروا على اللهِ الكذِبَ، إنّ الذين يَفْتَرون على اللهِ الكذِب لا يُفلحون (47).
وهذه الآية الشريفة ـ كسابقتها ـ دالّة على حُرمة التحريف والافتراء كذِباً على الله سبحانه.
.. قُلْ ما يكونُ لي أن أُبَدِّلَهُ مِن تِلقاءِ نفسي، إنْ أتّبِعُ إلاّ ما يُوحى إليَّ إنّي أخافُ إنْ عَصَيتُ ربّي عذابَ يومٍ عظيم (48).
بهذا أجاب الله تعالى على اقتراحهم: ائتِ بقُرآنٍ غيرِ هذا أو بَدِّلْه .. قل: لا أملك ـ وليس لي بحقّ ـ أن أُبدّل الآيات البيّنات من عند نفسي؛ لأنّه ليس بكلامي بل هو وحيٌ إلهيّ أمرني ربّي أن أتّبعه ولا أتّبع غيره، وإنّما لا أخالف أمر ربّي لأنّي أخاف إن عَصَيت ربّي عذابَ يوم عظيم، وهو يوم لقائه.
وفي الآية المباركة دلالة واضحة وصريحة على قدسيّة الأمر الإلهيّ الوارد عبر الوحي، وعلى أن تحريف هذا النصّ أو تبديله أمر خطير يورد صاحبه موارد الهلكة والخسران المبين.
ومَن أظلمُ ممّنِ آفترى على اللهِ كذِباً أو كَذَّبَ بآياتهِ، إنّه لا يُفلحُ الظالمون (49).
إنّ الكذب من المحرّمات والموبقات التي وعد اللهُ عليها النار، وهو مفتاح صندوق الشرّ، والبدعة من أفحش الكذب، إذ هي افتراء على الله ورسوله، وهي تحريف لشريعة الدين الحنيف الذي أمر اللهُ أن يُتّبع وبعث به رسوله يجاهد من أجله، وبُذلت المهج من أجل صيانته وحفظه عن التحريف والتشويه.
إنّ المُبدِع.. من جهةٍ يواجه جبّار السماوات والأرضين بالافتراء عليه ونسبة أمور إليه لم يُنزِل بها حكماً ولا سلطاناً، ومن جهة ثانية يتصرّف بدين الله تعالى حسب أهوائه ونزواته، فيزيد فيه ما ليس منه، ويُنقص منه ما هو منه، ويُحرّم حلال الله ويُحلّل حرامه، ويقول من عنديّاته ما لم يرتضه الله عزّوجلّ! ومن هنا جاءت العبارة القرآنيّة شديدة اللهجة تشير إلى الظلم باستفهام موبِّخ: ومَن أظلَمُ ممّنِ آفترى على اللهِ كذِباً أو كذّب بآياته ؟! ، كما جاءت العبارة القرآنيّة ـ في موضع آخر ـ مهدِّدةً رهيبة: وما ظَنُّ الذين يفترونَ على اللهِ الكذِبَ يومَ القيامة ؟! (50).
ثمّ كانت الخاتمة قاطعةً جازمة: إنّه لا يُفلح الظالمون (51)، مثبِّتةً حقيقةً مرعبة منذِرة بالعذاب الأبديّ.
كما جاءت هذه الحقيقة ـ في آية أخرى ـ واضحة فاصلة: إنّ الذين يَفْتَرونَ على اللهِ الكذِبَ لا يُفلحون (52).
والملاحظ ـ أيّها الإخوة ـ أنّ الآيات وردت في بعض المواضع من القرآن الحكيم تتحدّث عن البدعة بصورة مباشرة، وبعضها الآخر يتحدّث عن البدعة من خلال دلالة مشيرة إلى مفهوم ( التغيير في الدين ): زيادةً أو إنقاضاً.
ثانياً: معنى البدعة وآثارها ـ كما يرسمها الحديث الشريف.. عن رسول الله صلّى الله عليه واله وسلّم، وأهل بيت الوحي والرسالة صلوات الله عليهم ـ:
• قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: إيّاك أن تَسُنّ سُنّة بدعة؛ فإنّ العبد إذا سنّ سنّة لحِقَه وِزرُها ووِزرُ مَن عَمِل بها (53).
• وخطب صلّى الله عليه وآله فقال: أُوصيكم بتقوى الله... وإيّاكم ومُحدَثاتِ الأُمور؛ فإنّ كلّ مُحدَثة بدعة، وإنّ كلّ بدعة ضلالة (54).
• وعنه أيضاً أنّه صلّى الله عليه وآله قال: مَن سَنَّ في الإسلام سُنّةً حسنة فعُمِل بها مدّة، كُتب له مِثْل أجر مَن عمل بها، ولا يُنقَص من أُجورهم شيء. ومَن سَنَّ في الإسلام سُنّةً سيّئة فعُمل بها بعده كُتب عليه مِثْل وِزر مَن عمل بها، ولا يُنقص من أوزارهم شيء (55).
• ورُوي كذلك أنّه صلّى الله عليه وآله قال: أبى اللهُ لصاحب البدعة بالتوبة. قيل: يا رسول الله، وكيف ذلك ؟ قال: إنّه قد أُشرِب قلبُه حبَّها (56).
• وقال صلّى الله عليه وآله في التكليف: إذا ظهرت البِدَع في أُمّتي، فلْيُظهِر العالم علمه، فمَن لم يفعل فعليه لعنة الله (57).
• وعن يونس بن عبدالرحمن ـ في حديث ـ قال: روينا عن الصادقين عليهم السّلام أنّهم قالوا: إذا ظهرت البِدع فعلى العالِم أن يُظهر علمه، فإن لم يفعل سُلب نورَ الإيمان.
• وجاء عن أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام قوله: ما هدَمَ الدينَ مِثلُ البِدَع (58).
• وخطب عليه السّلام يوماً فقال: أيّها الناس، إنّما بَدْء وقوع الفتن أهواءٌ تُتَّبع، وأحكام تُبتَدع، يُخالَف فيها كتاب الله (59).
• وعنه عليه السّلام أنّه قال: وأمّا أهل السُّنّة، فالمتمسّكون بما سنّه الله لهم ورسوله، وإن قَلّوا. وأمّا أهل البدعة، فالمخالفون لأمر الله تعالى وكتابه ورسوله، والعاملون برأيهم وأهوائهم، وإن كَثُروا (60).
• وسئل يوماً عن السُّنّة والبدعة، فقال عليه السّلام: أمّا السنّة فسنّة رسول الله صلّى الله عليه وآله، وأمّا البدعة فما خالفها (61).
• وفي بيان خطير قال سلام الله عليه: وأدنى ما يكونُ به العبد كافراً.. مَن زعم أنّ شيئاً نهى الله عنه أنّ الله أمر به، ونَصَبه دِيناً يتولى عليه، ويَزعَم أنّه يعبد الذي أمره به، وإنّما يعبد الشيطان (62).
• وقال الإمام أبو جعفر الباقر عليه السّلام: أدنى الشرك.. أن يبتدع الرجلُ رأياً، فيُحبّ عليه ويُبغِض (63).

 

دلالات مستوحاة

من خلال ما مرّ علينا نستفيد:
1 ـ أنّ البدعة مقيّدة بثلاثة شروط أساسيّة:
أ. أن تكون تدخّلاً في الدِّين بزيادة أو نقيصة.
ب. أن تكون فاقدةً لأيّ أصل في الدِّين.
ج. أن تتّسم بِسِمة الإشاعة والدعوة والترويج في المجتمع على أنّها من الشرع.
2 ـ أنّ البدعة هي محدَثات الأمور الخطيرة، وهي ضلالة، وكلّ ضلالة في النار.
3 ـ أنّ البدعة مذمومة مِن جهة، وأنّ صاحبها ممقوت من جهة أخرى.. لذا كانت التنبيهات كثيرةً من قبل القرآن والسنّة على تجنّب البدعة وأهلها، والحذر من مزالقها وأضاليل أصحابها.
4 ـ أنّ البدعة تحمل آثاراً هدّامة تعمل في: الدِّين، وفي المسلمين. لذا تعيّن على العلماء الواعين أن ينهضوا بالتكليف الموجَّه إليهم من قبل الشرع الحنيف، بأن يُظهروا علمهم، وإلاّ لاحقتهمُ اللعنات؛ لأنّ سكوتهم يُوهم العوامَّ بالرضى عن البِدَع أو أنّها من أصل الدين، ويَقعُد بالعاملين عن التصدّي لمجابهتها ومحاربتها، ويترك الناس تخوض فيها.. حتّى لا تميّزَها عن السنّة، فضلاً عن اعتبار البدعة سُنّة.
روى المتّقي الهندي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّه قال: لا يَذهبُ من السنّة شيء حتّى يظهر من البدعة مِثلُه، حتّى تذهبَ السنّة وتظهر البدعة... فمن أحيا ميتاً من سنّتي قد أُميتت كان له أجرُها وأجرُ مَن عَمِل بها، من غير أن يُنقص من أجورهم شيئاً، ومَن أبدَعَ بدعة كان عليه وِزرُها ووِزُر مَن عَمِل بها، لا ينقص من أوزارهم شيئاً (64).
فيما روى الشعيريّ عن النبيّ صلّى الله عليه وآله أنّه قال: يأتي على الناس زمان.. وجوههم وجوه الآدميّين، وقلوبهم قلوب الشياطين، السنّة فيهم بدعة، والبدعة فيهم سنّة! (65)

------------------

25 ـ سورة الأحقاف:9.
26 ـ كتاب العين، للخليل 54:2.
27 ـ المفردات في غريب القرآن، للراغب ـ مادّة « بدع ».
28 ـ القاموس المحيط، للفيروزآبادي 6:3 ـ مادّة « بدع ».
29 ـ جمهرة اللغة، لابن دُرَيد 298:1.
30 ـ لسان العرب، لابن منظور 6:8.
31 ـ الصحاح، للجوهريّ 1183:3.
32 ـ جامع العلوم والحِكم، لابن رجب الحنبليّ 160 ـ طبعة الهند.
33 ـ فتح الباري، لابن حجر العسقلانيّ 9:17.
34 ـ التبيين بشرح الأربعين، لابن حجر العسقلاني 221.
35 ـ الرسائل، للشريف المرتضى 83:3.
36 ـ بحار الأنوار، للشيخ المجلسيّ 202:74 ـ 203.
37 ـ مجمع البحرين، للطريحيّ 163:1.
38 ـ كشف الارتياب، للسيّد محسن الأمين العامليّ 143.
39 ـ سورة الحديد: 27.
40 ـ سورة التوبة: 31.
41 ـ جامع البيان، للطوسيّ 80:10.
42 ـ مجمع البيان، للطبرسيّ ـ في ظلّ الآية.
43 ـ تفسير نور الثقلين، للحويزي 209:2 حديث 111 ـ عن أُصول الكافي، للكلينيّ.
44 ـ سورة الأحقاف:9.
45 ـ الميزان في تفسير القرآن، للطباطبائي 190:18.
46 ـ سورة يونس: 59.
47 ـ سورة النحل: 116.
48 ـ سورة يونس: 15.
49 ـ سورة الأنعام: 21.
50 ـ سورة يونس: 60.
51 ـ سورة الأنعام: 21.
52 ـ سورة النحل: 116.
53 ـ بحار الأنوار 104:77 حديث 1 ـ الباب 5.
54 ـ مسند أحمد بن حنبل 126:4 ـ 127. بحار الأنوار 263:2.. وفي بعض النصوص: وكلّ ضلالة في النار.
55 ـ صحيح مسلم 206:5 ـ كتاب العلم.
56 ـ الكافي، للكلينيّ 54:1 حديث 4 ـ باب البدع.
57 ـ الكافي 54:1 حديث 2 ـ باب البدع.
58 ـ بحار الأنوار 92:78 ـ عن كنز الفوائد، للكراجكيّ.
59 ـ الكافي 55:1 حديث1 ـ باب البِدع.
60 ـ كنز العمّال، للمتقي الهندي 184:16/خ 44216.
61 ـ تحف العقول عن آل الرسول، لابن شعبة الحرّانيّ 211.
62 ـ الكافي 114:2 حديث1 ـ باب أدنى ما يكون به العبد مؤمناً أو كافراً أو ضالاًّ.
63 ـ ثواب الأعمال وعقاب الأعمال، للصدوق 578 حديث 3.
64 ـ كنز العمّال 222:1/خ 1119.
65 ـ جامع الأخبار، لتاج الدين الشعيريّ 125.