إستراحة الشيطان في رمضان
من أهم الفضائل التي خص بها الله شهره الكريم وعباده المۆمنين، أنه كبل الشياطين وقيدها بقيود فلا تعود تستطيع إغواء الصائمين والمتعبدين ولا تمارس نشاطها اليومي المعتاد على مدار العام.
يفيق الشيطان عند المساء، مستغرباً متعجباً ليكتشف أن البشر أكثر شيطنة منه!
من أيام اطلعت على رسم كاريكاتيري يصور الشيطان في حوار مع مدير لقناة فضائية ويبدو الشيطان بصورة رجل قاسي الملامح يرتدي الجلباب، بينما يقف المدير في مواجهته يحمل حقيبة بيده. يطلب المدير من الشيطان أن يستغل شهر رمضان ليرتاح قليلاً من عناء العام كله، وسيتكفل هو ومن معه من المدراء في البلاد الإسلامية بالعمل بالنيابة في تخريب الصوم وإخراجه من دائرة المضامين الإنسانية والأخلاقية العالية.
يقول المدير للشيطان.. لقد أعددنا أكثر من 500 مسلسل تلفزيوني (سوري على مصري على تركي) فيها كل ما تتمنى النفس من صراعات دنيوية وقصص غرام وحب وهيام وحقد وضغائن وغدر وإحتيال ودمار. كل ذلك سيۆدي بالصائم ليمارس المحرمات والإنتهاكات بحق الشهر الكريم وبحق نفسه وسيتحول صومه الى ممارسة غير ذي قيمة لا يحصل منها لا على أجر وثواب سوى بعض عذاب الجوع والعطش.
ستقوم القنوات الفضائية طيلة نهارات شهر رمضان بتقديم دفعه جديدة من أغاني الشباب والكليبات التي لم تعرض في السابق وربما عنونت بكلمة (حصرياً) وستكون هذه الأغاني خير معين للصائم ليقضي يومه دون منغصات ولكي يخف عنه وقع الصوم وما يصاحبه من تعب وعناء وكد.
يضرب السيد المدير مثلاً في ذلك، ويقول أغنية تبث بعد صلاة الظهر مباشرة وحين يكون العطش قد بلغ بالصائم مبلغاً، كلمات الأغنية تتحدث عن رغبة المطربة العاشقة بلقاء حبيبها الوسيم جداً والإرتماء بأحضانه ووضع يدها على صدره، بينما هو يلعب بشعرها المصفف ويمسك بيدها ويضع عينيه بعينيها وتكاد تقع (من طولها). ترتمي المطربة على الحشيش الأخضر تحت شجرة سرو، في نفس اللحظة التي يقع فيها الصائم (من طوله) على السرير وهو يتعوذ بالله من الشيطان الرجيم.!
تواصل القناة الفضائية عرض الأغاني حتى المساء وقبيل آذان المغرب وتقوم عندها ببث تلاوات قرآنية بصوت أحد القراء المشهورين مثل عبد الباسط عبد الصمد أو محمد صديق المنشاوي.. بالتأكيد فإن القنوات الفضائية سوف تقوم بعرض عدد من الأفلام الغربية والمصرية وخاصة الرومانسية، ومن بينها أفلام السبعينيات الطافحة بالبوس والأحضان والإستلقاء على السرير أو تحت الشجر. يفيق الشيطان عند المساء، مستغرباً متعجباً ليكتشف أن البشر أكثر شيطنة منه!