احتراز البخاري من الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام !!
- نشر في
-
- المصدر:
- اعدة لا ضرر ولا ضرار، ص ٦٢
قال المحقق الكبير آية الله العظمى الشيخ فتح الله النمازي الشيرازي المعروف والمشهور بـ شيخ الشريعة الأصفهاني قدس سره في رسالة (قاعدة الضرر) :
و يعجبني التنبيه على فائدة أخرى يعلم فيها تجرّي الجماعة المخالفين لنا في دينهم وأحاديثهم . فقد بالغ القوم في الثناء على البخاري - صاحب الصحيح - وشدّة احتياطه وتورّعه وأنّ كتابه أصحّ الكتب بعد كتاب اللَّه الكريم، وقد روى هذا المحتاط المتورّع في صحيحه عن هذا الشقيّ المخذول - أعني « سمرة [بن جندب] » - وعن أشباهه من الفسقة الفجرة من الصحابة بالكلَّية المدّعاة عندهم - الثابتة بطلانها وكذبها برواياتهم - من أنّ الصحابة كلَّهم عدول .
بل نقل البخاري عن غير الصحابي من المشهورين بأنواع الفسوق عن مثل « عمران بن حطَّان » مادح ابن ملجم والمثني عليه فيما ارتكبه في الأبيات المشهورة ، وعن مثل « مروان بن الحكم » و « حريز بن عثمان » وأشباههم ، إلَّا أنّه تورّع واحتاط من النقل عن سيّدنا ومولانا الصادق عليه السّلام لتوقّفه وشكَّه في وثاقته وصدق لهجته - العياذ باللَّه - لما بلغه عن يحيى ابن سعيد القطَّان أنّه قال في حقّه عليه السّلام: في نفسي منه شيء ومجالد أحبّ إليّ منه .
ويعجبني ما قيل :
قضية أشبه بالمرزئة | هذا البخاري إمام الفئة | |
بالصادق الصديق ما احتجّ في | صحيحه واحتجّ بالمرجئة | |
ومثل عمران بن حطَّان أو | مروان وابن المرأة المخطئة | |
مشكلة ذات عوار إلى | حيرة أرباب النهى ملجئة | |
وحقّ بيت يمّمته الورى | مغذّة في السير أو مبطئة | |
إنّ الامام الصادق المجتبى | بفضله الآي أتت منبئة | |
أجلّ من في عصره رتبةً | لم يقترف في عمره سيّئة | |
قلامة من ظفر إبهامه | تعدل من مثل البخاري مائة |
فلينظر العاقل إلى هذا التعصّب الفاحش من ترجيح القطَّان مجالداً ...على مثل الامام الصادق عليه السّلام فيا لها من كلمة تكاد السماوات أن يتفطَّرن لها وتنشقّ الأرض وتخرّ الجبال هدّاً ! ! !