شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية

فوائد الصيام

0 المشاركات 00.0 / 5

يجب أن نشير إلى ناحية مهمة، وهي أنّ الصيام عبادة يجب إمتثالها لأمر الخالق العظيم، وأمر الخالق بشيء يلازم كون المأمور به فيه فائدة، سواءً اكتشفها العلم أم لا، لأنّ جمال العلم ـ مهما ارتقى ـ محدود، ولايمكن له أن يستوعب كامل حكمة الله تعالى، في كل ما يروّض عليه الكائن البشري، أو كل ما يروّض به هذا الكون بشكل عام، ولكن هذا لا يمنع من التحدّث عمّا يكشف عنه العلم من فوائد للتوجيهات الإلهية.
ومن هنا ذُكرت للصوم فوائد متعددة وفي جوانب شتّى منها:

 

الفائدة الاجتماعية:

وتتجلّى هذه الفائدة بمعرفة ما يأتي:

 

أولاً: المساواة:

من أهم الفوائد الاجتماعية في شهر رمضان هي قضية المساواة في المجتمع، فالصوم، هو بطبيعته فقر إجباري، فرضه الله علينا، ليتساوى الجميع فيه، فالأغنياء والفقراء يجوعون في وقت واحد ويشبعون في وقت واحد، فالغني يحسُّ بإحساس الفقير فيتراحمان عن طريق المساواة التي فرضها عليهم الصوم.

 

ثانياً: الرحمة:

حينما يشعر الأغنياء بألم الجوع يفتت  أحشاءهم تحصل عندهم التفاتة ورحمة للفقير الجائع فيحنّوا لاشعورياً على الفقراء والمساكين، كما قال الإمام الصادق(عليه السلام): «إنّما فرض الله عزّوجلّ الصيام ليستوي به الغني والفقير، وذلك أنّ الغني لم يكن ليجد مسَّ الجوع فيرحم الفقير لأنّ الغني كلّما أراد شيئاً قدر عليه فأراد الله عزّوجلّ أن يسوّي بين خلقه، وأن يُذيق الغني مسَّ الجوع والألم ليرقَّ على الضعيف فيرحم الجائع»(28).

 

ثالثاً: الحريّة:

الصوم ينشر في المجتمع روح الحريّة ; لأنَّ الحرية هي التخلّص من أنواع الأسر. فهؤلاء الذين يجرون وراء اللذّات، عبيد لما وقعوا في أسره من مال ومتاع، فهم أسرى وليسوا أحراراً. وفي الصوم يسمو الإنسان; لأنّ الصائم يجد أمامه وحوله الطعام والشراب، وفي كلّ لحظة يستطيع أن يمدّ يده لينال ما يشتهي، ولكنه يسمو عن جميع ما في الدنيا من اللذّات، ويتذوق طعم الحرية ويخرج من حيّز العبودية والذل والخنوع الناشئة من أهوائه ورغبات نفسه.

_______________________
(28) من لايحضره الفقيه: 2/73 . وأروده باختلاف يسير في الوسائل: 10/7 .

أضف تعليقك

تعليقات القراء

ليس هناك تعليقات
*
*

شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية