تعزيز الوازع الديني

الحمد لله نحمُدهُ ونستعينه ونومنُ به ونتوكلُ عليه، ونشهدُ أن لا اله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسولُه صلواتُ الله وسلامُه عليه وآله ومغفرتُه ورضوانُه،ونبيك صلاةً ناميةَ زاكيةَ ترفعُ بها درجته وتبّين بها فضله.

اللهم صلى على محمد عبدك ورسولك قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ وقال تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ ﴾ انطلاقاً من الآياتِ الشريفةِ التي تفصحُ عن حقيقةٍ لا يختلفُ فيها اثنان ولا يرقي إليها أدنى شك وهي: كرامةُ الإنسان وسعادتهُ تكمنُ في انقياده بتعاليمِ وأحكامِ الشريعة الإسلاميةِ السمحاء، فمن الضرورةِ بمكان أن تـَأصّل مفاهيمُ الشريعةِ بمفرداتها المتعددةِ لتطالَ جميعَ مفاصل حياتنا. إننا بحاجةٍ إلى تعزيزِ الوازعٍ الدينيٍ في مختلفِ الإبعادِ والصعيدِ المناطةِ بحياةِ الإنسان كفردٍ، كعائلةٍ، كمجتمع. فلا أمنَ للفرد ولا استقرار إلا بالرجوع إلى قيمِ الدينِ ومفاهيم العقيدة، قال تعالى ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا﴾. ولا أمن يسودُ العائلةً ما لم يسُدها الوازعُ الديني، ولا أمنَ لمجتمع ولا استقرار حتى يرجعَ إلى دينه وقيمه، قال تعالى ﴿وأنْ لَوِ اسْتَقامُوا على الطّرِيقَةِ لأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقا﴾، وقال عز وجل ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾. ولا تستقيم العَلاقةُ بين الرئيس والمرؤوس إلاّ بالارتماء في دوائرِ الدين الحنيف، وما تشهده ساحتنُا من بروز حالاتِ العنفِ العائلي والاجتماعي، وأزماتِ السلوكِ، وانحطاطِ الأخلاق على السطح الاجتماعي، لهو خيرُ دليلٍ على انحسارِ هذا الأمر.

۲- الاهتمام بالعلم: وروي عن النبي الأكرم (صلى الله وعليه وآله) : “العلمُ رأسُ الخيرِ كلّه والجهلُ رأسُ الشر كلّه”. وعن الإمام علي (عليه السلام): ” يا كميل ما من حركةِ إلا وأنت محتاج فيها إلى معرفة”. في علاقتنا مع الله نحتاج إلى علم ومعرفة .. لتكون عباداتنا مثمرةً منتجهً تطالً المحتوى وتستهدفُ الُجوهر. في علاقاتنا مع الناس نحتاج إلى فقه التعامل. في العلاقات الأسرية: بحاجة ماسةٍ إلى فقه الزواج والذي بدوره يصونُ ويحفظُ البناءَ المقدّس. فأمهُ إقرأ لهي جديرةُُ بالعلمِ والقراءةِ والاهتمام بالتعليم والتحصيل. فقوةُ المجتمعاتِ وتقدمُها وازدهارُها ورقُيها يكمنُ في كثرةٍ كفاءاتها العلمية المتعددة.

۳- أن تسودَ روحُ الألفةِ والتآخي والمحبةِ، وأن تتواصلَ الأجسادَ وتتقاربَ القلوبُ لأننا جسدُُ واحد ويجمعنا دينُُ واحد وقرآنُُ واحدُُ، ولقد أوصانا أمير المؤمنين (عليه السلام): ” وعليكم بالتواصل والتبادل، وإياكم والتدابرَ والتقاطع”. كلنا مأمورون بإن يحترمَ بعضُنا البعضَ الآخر، إن يحترم المسلمون السنةُ المسلمين الشيعة، وان يحترمَ المسلمون الشيعة المسلمين السنة، فإذا ساد الوئام عمّ الأمن والأمان، وأن ننأ بأنفسنا عن لغةِ التخوينِ والتكفير والتشقيط والتشكيك بالنوايا وبالمواطنة. فهي لغةُ العاجز وسلامُه لا لغةُ العاقل وعلى المستوى الداخلي لكياننا، فلا بّد من تفعيلِ قيمِ التعاضدِ والتآخي والتعاون فما يجمعنا من قواسمَ مشتركةٍ أكثرَ مما نتباينَ فيه.

۴- الاهتمام بقضية الشباب، فلابد من منحها مساحةً كبيرةً من اهتمامنا، لتكون دوماً تحت المجهر، وعلى مائدة البحث والدراسة والحوار مع المسوؤلين والمعنيين. إنّ الشبابَ طاقةُُ وقوةُُ وثروةُُ لكل بلد، فإذا تمّ توجيهُها واستيعاُبها فإنها تشكلّ رافداً رئيساً يسهمُ في عمليةِ البناءِ والتنميةِ والتطوير للوطن، بيد أنّ تحقيقَ هذا الأمر يتطلبُ توفيرَ الحواضن التعليميةِ من كلياتِ وجامعاتِ ومعاهدَ لتستوعبَ الجميع دون استثناء، وأيضاً لابد من توفيرِ فرصِ العملِ والوظائف التي تتواءم مع مؤهلاتهم وتنجسم مع تخصصاتهم، تأسيس مؤسسات المجتمع المدني والتي بدورها تعززُ قيمَ الدينِ والعمل، وأيضا تبعثُ في نفوسهم روحِ المسوؤليه إزاء الكيان الاجتماعي. وَالْعَصْرِ.إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ. إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ .