شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية

واقعة الغدير

0 المشاركات 00.0 / 5

جبل الغدير

معنى كلمة الغدير :
تعني كلمة الغدير في اللغة، مسيل ينزل منه الماء، وكان غدير خم مكان يجتمع فيه ماء المطر و لذلك اشتهر بـ: غدير خم.

غدير ماء
موقع غدير خم الجغرافي :
يقع غدير خم على بعد 3-4 كيلومترات شمال شرق ميقات الجحفة، ويقع ميقات الجحفة في سهل منبسط شرق مدينة رابغ، ويبعد عن المدينة المنورة حوالي  183  كيلومتر في غرب شبه الجزيرة العربية، والجحفة هي إحدى المواقيت الخمسة .

ما حدث في غدير خم :
لما وصلَ رسول الله يوم الخميس 18 من ذي الحجة من السّنة العاشرة للهجرة  إلى غدير خم، نزلَ إليهِ جبرائيل الأمين عن الله بقوله : (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) (المائدة: 67).
أمر الله رسوله أن يبلّغ الناس بما أنزل، فأمر رسول الله أن يرد من تقدّم و يحبس من تأخّر عنهم .
فأمر أصحابه أن يهيئوا له مكان تحت الأشجار و يقطعوا الأشواك و يجمعوا الأحجار من تحتها. في ذاك الوقت، نودي إلى فريضة الظهر فصلاها في تلك الحرارة الشديدة مع الجماعة الغفيرة التي كانت حاضرة . ومن شدة الحرارة كان الناس يضعون رداءهم على رءوسهم (من شدة الشمس) والبعض تحت أقدامهم من شدة الرمضاء . وليحموا الرسول من حرارة الشمس وضعوا ثوباً على شجرة سمرة كي يظللوه، فلمّا انصرف من صلاته، قام خطيباً بين الناس على أقتاب الأبل وأسمع الجميع كلامه وكان بعض الناس يكررون كلامه حتى يسمعه الجميع .

فبدأ بخطبة الناس، وهذه فقرة من خطبته :
(الحمد لله ونستعينه ونؤمن به، و نتوكل عليه، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا، و من سيئات أعمالنا. الذي لا هادي لمن أضل، و لا مضل لمن هدى. وأشهد أن لا اله الا الله، وأن محمداً عبده و رسوله.

أما بعد:
أيها الناس، قد نبّأني اللطيف الخبير، وأنى أوشك أن أدعي فأجيب، وإني مسؤول وأنتم مسؤلون فماذا أنتم قائلون ؟)
قال الحاضرون: نشهد أنك قد بلّغت و نصحت و جهدت فجزاك الله خيراً.
ثم قال رسول الله: (ألستم تشهدون أن لاإله إلا الله، وأن محمداً (ص) عبده و رسوله، وأن جنته حق و ناره حق، وأن الموت حق وأن الساعة آتية لاريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور؟)
قالوا : بلى نشهد بذلك.
قال: (أللَّهم اشهد) .
ثم أخذ الناس شهود على ما يقول، ثم قال: (أيها الناس، ألا تسمعون؟)
قالوا: نعم، يا رسول الله .
قال: (فإني فرط على الحوض، و أنتم واردون على الحوض، وإن عرضه ما بين صنعاء وبُصرى، فيه أقداح عدد النجوم من فضة فانظروا كيف تخلّفوني في الثقلين) .
فنادى مناد: وما الثقلان يا رسول الله؟
قال الرسول: (الثقل الأكبر كتاب الله طرف بيد الله عَزَّ وجَلَّ وطرف بأيديكم فتمسكوا لا تضلوا، والآخر الأصغر عترتي. وإن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض فسألت ذلك لهما ربي، فلا تقدّموهما فتهلكوا، ولاتقصروا عنهما فتهلكوا) .
ثم أخذ بيد علي فرفعها حتى يراه الناس كلهم فسأل الرسول الحضور : (أيها الناس، ألست أولى بكم من أنفسكم؟)
فأجابوا: نعم يا رسول الله .
فقال: (إن الله مولاي و أنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم).
ثم قال: (فمن كنت مولاه فعلي مولاه" يقولها ثلاث مرات: "فمن كنت مولاه فعلي مولاه" "فمن كنت مولاه فعلي مولاه" "فمن كنت مولاه فعلي مولاه).
ثم قال: (اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله)
ثم خاطب الناس: (يا أيها الناس، ألا فليبلّغ الشاهد الغائب).
ولمّا تفرّقوا حتى نزل جبرائيل بقوله من الله: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) (المائدة:3)، فلما نزلت هذه الآية قال النبي: الله أكبر على إكمال الدين و إتمام النعمة ورضي الرب برسالتي والولاية علي من بعدي.
ثم طفق القوم يهنّئون أمير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه)، وممن هنأه في مقدّم الصحابة: أبوبكر وعمر. وقال عمر: بخٍ بخٍ لك يابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كل مؤمن و مؤمنة.
وفي هذا الوقت أخذ حسان بن ثابت الإذن من الرسول (ص) أن يقول في ما سمع من رسول الله (ص) شعراً، فقال الرسول الأكرم (ص): "قل على بركة الله"، فقام حسان وقال: "يا معشر مشيخة قريش أتبعها قولي بشهادة من رسول الله ماضية" ثم أنشد:

"يناديهم يوم الغدير نبيهم = بخم فاسمع بالرسول مناديا"

صورة تشبيهية تعبر عن واقعة الغدير
ولإثبات وقوع الحدث نورد من ذكرها من ‏أئمّة المؤرِّخين:

البلاذري في أنساب الأشراف، وابن قتيبة في المعارف والإمامة والسياسة، والطبريّ في كتاب مفرد، وابن زولاق الليثي المصري في تأليفه، والخطيب ‏البغدادي في تاريخه، وابن عبدالبَرّ في الاستيعاب، والشهرستاني في الملل والنحل، وابن عساكر في ‏تاريخه، وياقوت الحَمَوي معجم الأدباء من الطبعة الأخيرة، وابن الأثير في أُسد الغابة، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة، وابن خلّكان في تاريخه، واليافعي في مرآة الجنان، وابن الشيخ البَلَوي في ألف باء، وابن كثير الشامي في البداية والنهاية، وابن خلدون في مقدّمة تاريخه، وشمس الدين الذهبي في تذكرة الحفّاظ، والنويري في نهاية الأَرَب في فنون الأَدَب، وابن حجر العسقلاني في الإصابة وتهذيب التهذيب، وابن الصبّاغ المالكي في‏ الفصول المهمّة، والمقريزي في الخطط، وجلال الدين السيوطي في غير واحد من كتبه، والقرماني الدمشقي في أخبارالدول، ونور الدين الحَلَبي في السيرة الحَلَبيّة، وغيرهم .

 

من ذكر واقعة الغدير من أئمّة الحديث:

إمام الشافعية أبو عبداللَّه محمد بن إدريس الشافعي كما في نهاية ابن الأثير، وإمام الحنابلة أحمد بن حنبل في مسنده ومناقبه، وابن ماجة في سننه، والترمذي في صحيحه، والنسائي في الخصائص، وأبو يعلى ‏الموصلي في مسنده، والبغوي في السنن، والدولابي في الكنى‏ والأسماء، والطحاوي في مشكل الآثار،والحاكم في المستدرك، وابن المغازلي الشافعي في‏ المناقب، وابن مندة الأصبهاني بعدّة طرق في تأليفه، والخطيب ‏الخوارزمي في المناقب ومقتل الإمام السبط عليه السلام، والكنجي في كفاية الطالب، ومحبّ الدين الطبريّ في الرياض ‏النضرة وذخائر العقبى‏، والحمّوئي في فرائد السمطين، والهيثميّ في مجمع الزوائد، والذهبي في التلخيص، والجَزْري في أسنى المطالب، وأبو العبّاس القسطلاني في المواهب ‏اللدنيّة، والمتّقي الهندي في كنز العمّال، والهَرَويّ القاري في المرقاة في شرح المشكاة، وتاج الدين المناوي في‏ كنوز الحقائق في حديث خير الخلائق وفيض القدير، والشيخ ‏القادري في الصراط السويّ في مناقب آل النبيّ، وباكثير المكّي في وسيلة المآل في مناقب ‏الآل، وأبو عبداللَّه الزرقاني المالكي في شرح المواهب، وابن حمزة الدمشقي الحنفي في كتاب البيان والتعريف، وغيرهم .

 

من ذكر واقعة الغدير من أئمّة التفسير :

الطبريّ في تفسيره، والثعلبي في تفسيره، والواحدي في أسباب‏ النزول، والقرطبي في تفسيره، وأبو السعود في تفسيره، والفخر الرازي في تفسيره الكبير، وابن كثير الشامي في‏ تفسيره، والنيسابوري  المتوفّى‏ في القرن الثامن في تفسيره، وجلال الدين السيوطي ‏في تفسيره، والخطيب الشربيني في تفسيره، والآلوسي البغدادي في ‏تفسيره، وغيرهم .

 

رواة الحديث :

نرى في النظرة الأولى أسامي أهل بيت رسول الله، ومنهم :
الإمام علي (ع)، فاطمة الزهراء (ع)، الإمام الحسن (ع) والإمام الحسين(ع)
ومن بعدها نرى 110 أشخاص من صحابة رسول الله و منهم أصحابه البارزين مثل:
1ـ ابوبكر بن ابي قحافة.
2 ـ عمر بن ‌الخطاب.
3 ـ عثمان بن عفان.
4 ـ عايشه بنت أبي ‌بكر.   
5 ـ سلمان الفارسي.
6 ـ أبو ذر الغفاري.
7 ـ عمار بن ياسر.
8 ـ الزبير بن العوام.
9 ـ العباس بن عبد المطلب.
10 ـ أم سلمه.
11 ـ زيد بن أرقم.
12 ـ جابر بن‌ عبدالله الأنصاري.
13 ـ أبوهريرة.
14 ـ عبدالله بن عمر بن الخطاب. ... وغيرهم.
وقد کانوا کلهم من الحاضرين فی موقع الغدير ونقلوا حديث الغدير دون أي واسطة.
ثم نقله من بين التابعين 83 شخصاً. نذكر من بينهم:
1 ـ الأصبغ بن نباتة.
2 ـ سالم ‌ بن ‌عبدالله ‌بن ‌عمر بن الخطاب.
3 ـ سعيد بن جبير.
4 ـ سليم بن قيس.
5 ـ عمر بن عبدالعزيز (الخليفة الأموي).
وقد نقل الكثير من محدثين الشيعة والسنة هذا الحديث، ومن أهم المحدثين من الفئة الأولى:
1 ـ الشيخ الكليني.
2 ـ الشيخ الصدوق.
3 ـ الشيخ المفيد.
4 ـ الشريف المرتضى.
على أساس ما نقلنا فإن كثيراً من كبار أهل السنة و محدثيهم، وبعد أن دقّقوا في طرق نقل هذا الحديث، احتسبوه حديثاً حسناً. وكثير من العلماء حكموا أنه رواية صحيحة، وحتى بعض من علماء السنة ذكروا بأنه من الأحاديث المتواترة لأنه قد نقل من طرق متعددة.

النتيجة :
واقعة الغدير هي الواقعة التي أكمل الله فيها الدين وأتم فيها النعمة، فهي اليوم الذي أمر الله نبيه (ص) أن يتوج فيه الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) بتاج الخلافة والإمامة، وهذه الواقعة هي مفترق طرق بين المذاهب الإسلامية. ويمكن القول: إن الكتب والمؤلفات التي كُتبت حول هذا الموضوع بالذات وحول الإمامة والخلافة بصورة عامة قد جاوزت العد والضبط والإحصاء من إثبات أو رد أو مناقشة وما يدور في هذا الفلك، وهذه الواقعة من أشهر الحوادث بين المفسرين والمحدثين والمؤرخين وتعتبر عندهم من أصح الأحاديث لتواتر الروايات الواردة حول الحديث .
هذا مجمل القول في واقعة الغدي

أضف تعليقك

تعليقات القراء

ليس هناك تعليقات
*
*

شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية