الدور المصيري للإمام علي (عليه السلام) في فتح خيبر

 الدور المصيري للإمام علي ( عليه السلام )

في فتح خيبر *

تحظى وقعة خيبر بشأن خاصّ بين وقائع النبيّ (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) ؛ ففيها هَزَمَ (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) يهودَ خيبر ، وقوّض مركز التآمر على دينه وحكومته الجديدة ، فكانت حصون اليهود في منطقة خصبة ، شمال غربيّ المدينة ، تبعد عنها حوالي (200) كيلومتر ، تُدعى : خيبر (1) .

وكان اليهود القاطنون في هذه الحصون ، يضمرون حقداً للنبيّ (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) والمؤمنين والدولة الإسلاميّة ، منذ الأيّام الأُولى لاتّساع الرسالة ، ولم يدّخروا وسعاً للكيد بهم ، بل إنّ حرب الأحزاب شُنَّت على الإسلام بدعمهم العسكري والمالي . وبهذا يتّضح أنّهم كانوا أعداءً لُدّاً ومتآمرين ، يتحرّقون حنقاً على الرسالة ونبيّها الكريم (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) (2) .
وحين اطمأنّ رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) من قريش بعد صلح الحديبيّة ، توجّه نحو خيبر ؛ لفتح حصونها والقضاء على وكر التآمر (3) . ووجودُ عشرة آلاف مقاتل ، وحصون حصينة منيعة لا تُقهر ، وقدرات ومعدّات كثيرة داخلها ، وأضغان راسخة في قلوب اليهود المتواجدين داخل الحصن ؛ شدّت من عزائمهم لمحاربة النبيّ (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) ، شكَّلَ دلالة على الأهمّيّة الخاصّة لوقعة خيبر . وكان للإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) فيها مظهر عجيب ، وله في فتحها العظيم دورٌ لا يضاهى ولا يبارى ، يتمثّل فيما يلي :

1 ـ كانت راية الإسلام في هذه المعركة بيد الإمام علي (عليه السلام) المقتدرة ، كما في غيرها من الحروب والغزوات (4) .

2 ـ لمّا فُتحت كلّ الحصون ، واستعصى حصن (الوطيح) و(السلالم)  ـ إذ كانا من أحكم الحصون ، وزحف المسلمون نحوهما مرّتين : الأُولى بقيادة أبي بكر، والأخرى بقيادة عمر ، لكنّهما أخفقا في فتحهما ـ انتدب النبيّ (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) عليّاً (عليه السلام) ، وكان مريضاً لا يقدر على القتال ، فدعا له النبيّ (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) فشُفي ، وفتح اللَّه على يديه ، وتمكّن الجيش الإسلامي العظيم من فتح ذينك الحصنين اللذين كان فتْحهما لا يُصدّق ولا يخطر ببال أحد (5) .

3 ـ جندل الإمامُ (عليه السلام) الحارثَ  ـ المقاتل اليهوديّ المغرور ، الذي كانت الأبدان ترتجف من صيحاته عند القتال  ـ بضربة قاصمة ، كما قدَّ مَرْحب  ـ الذي لم يجرأ أحد على مواجهته  ـ نصفين (6) .

4 ـ لمّا أخفق المسلمون في فتح الحصنين المذكورين ، وأوشك الرعب أن يسيطر على القلوب ، قال رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) عبارته العظيمة الرائعة المشهورة : ( لأُعطينَّ  الراية غداً رجلاً يحبّ اللَّهَ ورسولَه ويحبّه اللَّهُ ورسولُه ) (7) ، والأخرى : ( كرّاراً غير فرّار ) (8) ، يريد بذلك عليّاً (صلوات اللَّه عليه) ، فأحيا الأمل في النفوس بالنصر .

5 ـ قلع الإمام (عليه السلام) باب قلعة قموص وحده ، وكان لا يحرِّكه إلاَّ أربعون رجلاً ! (9) .

[ وإليك بعض النصوص في هذا الشأن : ]

1 ـ رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) في يوم فتح خيبر : ( لأُعطينَّ  الراية غداً رجلاً يحبّ اللَّه ورسوله ، ويحبّه اللَّه ورسوله ، كرّاراً غير فرّار ، لا يرجع حتى يفتح اللَّه على يديه ) (10).

2 ـ الإمام عليّ (عليه السلام) في فتح خيبر : ( إنّ رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) بعث أبا بكر ، فسار بالناس ، فانهزم حتى رجع إليه . وبعث عمر ، فانهزم بالناس حتى انتهى إليه . فقال رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) : لأُعطينَّ  الراية رجلاً يُحبّ اللَّهَ ورسوله ، ويحبّه اللَّهُ ورسوله ، يفتح اللَّه له ، ليس بفرّار . فأرسل إليّ فدعاني ، فأتيته وأنا أرمد لا أبصر شيئاً ، فتفل في عيني وقال : اللَّهُمَّ اكفِه الحرّ والبرد ) ، قال : ( فما آذاني بعدُ حرٌّ ولا برد ) (11) .

3 ـ مجمع الزوائد عن ابن عبّاس : بعث رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) إلى خيبر  ـ أحسبه قال : أبا بكر  ـ فرجع منهزماً ومَن معه . فلمّا كان من الغد ، بعث عمر ، فرجع منهزماً يجبّن أصحابَه ويجبّنه أصحابُه . فقال رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) : ( لأُعطينَّ الراية غداً رجلاً يحبّ اللَّهَ ورسولَه ، ويحبّه اللَّهُ ورسولُه ، لا يرجع حتى يفتح اللَّه عليه ) فثار الناس ، فقال : ( أين عليّ ؟ ) فإذا هو يشتكي عينيه ، فتفل في عينيه ، ثمّ دفع إليه الراية ، فهزّها ، ففتح اللَّه عليه (12) .

4 ـ مسند ابن حنبل عن أبي سعيد الخدريّ : إنّ رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) أخذ الراية فهزّها ، ثمّ قال : ( مَن يأخذها بحقّها ؟ ) ، فجاء فلان فقال : أنا ، قال : ( أمِط ) ، ثمّ جاء رجل ، فقال : ( أمِط ) ، ثمّ قال النبيّ (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) : ( والذي كرّم وجه محمّد ، لأُعطينّها رجلاً لا يفرّ ، هاك يا عليّ ) ، فانطلق حتى فتح اللَّه عليه خيبر وفدك ، وجاء بعَجْوتهما (13) وقَديدهما (14) (15) .

4 ـ الطبقات الكبرى : سَريّة عليّ بن أبي طالب إلى بني سعد بن بكر بفَدَك (16) ، في شعبان سنة ستّ من مُهاجَر رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم)  .

قالوا : بلغ رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) أنّ لهم جَمعاً يريدون أن يَمُدّوا يهود خيبر ، فبعث إليهم عليّ بن أبي طالب في مئة رجل ، فسار الليل وكَمَن النهار حتى انتهى إلى الهَمَج ـ وهو ماء بين خيبر وفدك ، وبين فدك والمدينة ستّ ليالٍ ـ فوجدوا به رجلاً ، فسألوه عن القوم ، فقال : أُخبركم على أنّكم تؤمِّنوني ، فآمنوه فدلّهم ، فأغاروا عليهم ، فأخذوا خمسمائة بعير وألفَي شاة ، وهربت بنو سعد بالظُّعُن (17) ورأسهم وَبَر بن عُليم .
فعزل عليّ صفيّ النبيّ (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) لَقوحاً (18) تُدعى الحفذة ، ثمّ عزل الخُمس ، وقسّم سائر الغنائم على أصحابه ، وقَدِم المدينة ولم يلقَ كيداً (19) .

5 ـ المغازي عن يعقوب بن عتبة : بعث رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) عليّاً (عليه السلام) في مئة رجل إلى حيّ سعد بفدك ، وبلغ رسولَ اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) أنّ لهم جَمعاً يريدون أن يَمُدّوا يهودَ خيبر ، فسار الليل وكَمَن النهار حتى انتهى إلى الهَمَج ، فأصاب عيناً ، فقال : ( ما أنت ؟ هل لك علم بما وراءك من جَمع بني سعد ؟ ) قال : لا علم لي به . فشدّوا عليه ، فأقرّ أنّه عين لهم بعثوه إلى خيبر يعرض على يهود خيبر نصرهم ، على أن يجعلوا لهم من تمْرِهم كما جعلوا لغيرهم ويقدمون عليهم ، فقالوا له : فأين القوم ؟ قال : تركتهم وقد تجمّع منهم مئتا رجل ، ورأسهم وَبَر بن عُليم . قالوا : فسِر بنا حتى تدلّنا . قال : على أن تؤمِّنوني . قالوا : إن دللتنا عليهم وعلى سَرْحهم (20) أمَّنّاك ، وإلاَّ فلا أمان لك . قال : فذاك . فخرج بهم دليلاً لهم حتى ساءَ ظنُّهم به ، وأوفى بهم على فَدافِد وآكام (21) ، ثمّ أفضى بهم إلى سهولةٍ ، فإذا نَعَمٌ كثيرٌ وشاءٌ ، فقال : هذا نَعَمهم وشاؤهم . فأَغاروا عليه فضمّوا النَّعَمَ والشاءَ . قال : أرسلوني . قالوا : لا ، حتى نأمن الطلب .
ونَذَر بهم الراعي رِعاءَ (22) الغنم والشاء ، فهربوا إلى جَمعهم فحذَّروهم ، فتفرّقوا وهربوا ، فقال الدليل : عَلامَ تحبسني ؟ قد تفرّقت الأعراب وأنذرهم الرِّعاء . قال عليٌّ (عليه السلام) : ( لم نبلغ معسكرهم ) ، فانتهى بهم إليه فلم يَرَ أحداً ، فأرسلوه وساقوا النَّعَم والشاء : النَّعَم خمسمائة بعير ، وألفا شاة (23) .

6 ـ المستدرك على الصحيح ، ين عن جابر بن عبد اللَّه : لمّا كان يوم خيبر ، بعث رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) رجلاً فجبن ، فجاء محمّد بن مسلمة فقال : يا رسول اللَّه ، لم أرَ كاليوم قطّ ... !

ثمّ قال رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) : ( لأبعثنّ غداً رجلاً يحبّ اللَّهَ ورسولَه ويحبّانِه ، لا يولّي الدُّبُر ، يفتح اللَّه على يديه ) فتشرّف لها الناس ، وعليّ (رضي اللّه عنه) يومئذٍ أرمد ، فقال له رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) : ( سِر ) . فقال : ( يا رسول اللَّه ، ما أُبصر موضعاً ) فتفل في عينيه ، وعقد له ، ودفع إليه الراية (24) .

7  ـ السيرة النبويّة لابن هشام : عن سفيان بن فروة الأسلمي ، عن سلمة بن عمرو بن الأكوع : بعث رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) أبا بكر الصدِّيق برايته  ـ وكانت بيضاء ، فيما قال ابن هشام  ـ إلى بعض حصون خَيْبر ، فقاتل ، فرجع ولم يكُ فَتْحٌ ، وقد جَهَدَ ؛ ثمّ بعث الغدَ عمر بن الخطّاب ، فقاتل ، ثمّ رجع ولم يكُ فتحٌ ، وقد جَهَد ؛ فقال رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) : ( لأُعطينَّ  الراية غداً رجلاً يحبّ اللَّه ورسوله ، يفتح اللَّه على يديه ، ليس بفَرّار ) .

قال : يقول سلمة : فدعا رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) عليّاً (رضوان اللَّه عليه) ، وهو أرمد ، فتفل في عينه ، ثمّ قال : ( خذ هذه الراية ، فامضِ بها حتى يفتَح اللَّه عليك ) .

قال : يقول سلمة : فخرج واللَّه بها يأنِح (25) ، يُهروِل هَرولة ، وإنّا لخلفه نتْبع أثره ، حتى ركَز رايته في رَضْم (26) من حجارة تحت الحِصْن ، فاطّلع إليه يهوديّ من رأس الحِصْن ، فقال : من أنت ؟ قال : ( أنا عليّ بن أبي طالب ) . قال : يقول اليهودي : عَلَوتم وما أُنزل على موسى ، أو كما قال . قال : فما رجع حتى فتح اللَّه على يَدَيه (27) .

8  ـ الكامل في التاريخ عن بريدة الأسلمي : كان رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) ربّما أخذته الشقيقة (28) ، فيلبث اليوم اليومين لا يخرج . فلمّا نزل خيبر ، أخذته فلم يخرج إلى الناس ، فأخذ أبو بكر الراية من رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) ، ثمّ نهض فقاتل قتالاً شديداً ، ثمّ رجع فأخذها عمر فقاتل قتالاً شديداً هو أشدّ من القتال الأوّل ، ثمّ رجع فأخبر بذلك رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) .

فقال : ( أما واللَّه ، لأُعطينَّها غداً رجلاً يحبّ اللَّهَ ورسولَه ويحبّه اللَّهُ ورسولُه ، يأخذها عَنْوَة ) (29) . وليس ثَمَّ عليٌّ ؛ كان قد تخلّف بالمدينة لرمد لحقه . فلمّا قال رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) مقالته هذه ، تطاولت لها قريش ، فأصبح فجاء عليّ على بعير له حتى أناخ قريباً من خباء رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) ، وهو أرمد قد عصب عينيه .

فقال رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) : ( ما لك ؟ ) ، قال : ( رمدتُ بعدك ) ، فقال له : ( ادنُ منّي ) . فدنا منه ، فتفل في عينيه ، فما شكا وجعاً حتى مضى لسبيله .

ثمّ أعطاه الراية ، فنهض بها وعليه حلّة حمراء ، فأتى خيبر ، فأشرف عليه رجل من يهود ، فقال : مَن أنت ؟ قال : ( أنا عليّ بن أبي طالب ) ، فقال اليهوديّ : غُلبتم يا معشر يهود !!
وخرج مرحب صاحب الحصن وعليه مِغْفَر (30) يمانيّ ، قد نقبه مثل البيضة على رأسه ، وهو يقول :

قد علمَت خيبرُ أنّي مَرحَبُ    =   شاكي السِّلاحِ بَطَلٌ مجرَّبُ

فقال عليّ :

أَنا الَّذي سَمَتني أُمي حَيدَرَه    =   أَكيلُكُم بِالسَيفِ كَيلَ السَّندَرَه (31)

 لَيْثٌ بغاباتٍ شديد قَسوَرَه

فاختلفا ضربتين ، فبدره عليّ فضربه فقدّ الحَجَفة (32) والمِغْفَر ورأسه حتى وقع في الأرض ، وأخذ المدينة (33) .

9 ـ صحيح البخاري عن سهل بن سعد : أنّ رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) قال يوم خيبر : ( لأُعطينَّ هذه الراية غداً رجلاً يفتح اللَّه على يديه ، يحبّ اللَّهَ ورسولَه ، ويحبّه اللَّهُ ورسولُه ) .

قال : فبات الناس يدوكون (34) ليلتهم أيّهم يُعطاها . فلمّا أصبح الناس ، غدوا على رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) كلّهم يرجو أن يُعطاها ، فقال : ( أين عليّ بن أبي طالب ؟ ) ، فقيل : هو يا رسول اللَّه يشتكي عينيه ، قال : ( فأرسِلوا إليه ) ، فاُتي به ، فبصق رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) في عينيه ودعا له ، فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع ، فأعطاه الراية ، فقال عليّ : ( يا رسول اللَّه ، أُقاتلهم حتى يكونوا مثلنا ؟ ) ، فقال : ( انفذ على رسلْك حتى تنزل بساحتهم ، ثمّ ادعهم إلى الإسلام ، وأخبرهم بما يجب عليهم من حقّ اللَّه فيه ، فواللَّه لأن يهدي اللَّه بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من أن يكون لك حُمْرُ النَّعم ) (35) .

10  ـ صحيح مسلم عن أبي هريرة : أنّ رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) قال يوم خيبر : ( لأُعطينَّ  هذه الراية رجلاً يحبّ اللَّه ورسوله ، يفتح اللَّه على يديه ) . قال عمر بن الخطّاب : ما أحببت الإمارة إلاَّ يومئذٍ . قال : فتساورت لها (36) رجاء أن أُدعى لها . قال : فدعا رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) عليّ بن أبي طالب فأعطاه إيّاها ، وقال : ( امشِ ولا تلتفت حتى يفتح اللَّه عليك ) . قال : فسار عليٌّ شيئاً ثمّ وقف ولم يلتفت ، فصرخ : ( يا رسول اللَّه ! على ماذا أُقاتل الناس ؟ ) ، قال : ( قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلاَّ اللَّه ، وأنّ محمّداً رسول اللَّه . فإذا فعلوا ذلك ، فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلاَّ بحقّها ، وحسابهم على اللَّه (37) .

11  ـ صحيح البخاري عن سلمة : كان عليّ بن أبي طالب (رضي اللّه عنه) تخلّف عن النبيّ (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) في خيبر ، وكان رمداً ، فقال : ( أنا أتخلّف عن النبيّ (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) ؟! ) ، فلحق به . فلمّا بتنا الليلة التي فُتحتْ ، قال : ( لأُعطينَّ  الراية غداً  ـ أو : ليأخذنّ الراية غداً  ـ رجل يحبّه اللَّه ورسوله ، يفتح اللَّه عليه ) . فنحن نرجوها ، فقيل : هذا عليّ ، فأعطاه ، ففُتح عليه (38) .

12  ـ صحيح مسلم عن سلمة : أرسلني [النبيّ (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) ] إلى عليّ وهو أرمد ، فقال : ( لأُعطينَّ  الراية رجلاً يحبّ اللَّه ورسوله ، أو يحبّه اللَّه ورسوله ) (39) .

قال : فأتيت عليّاً فجئت به أقوده وهو أرمد ، حتى أتيت به رسول اللَّه (صلى اللّه عليه وآله سلم) ، فبسق (40) في عينيه فبرأ ، وأعطاه الراية . وخرج مرحب فقال :

قد علمَت خيبرُ أنّي مَرحَبُ    =   شاكي السِّلاحِ بَطَلٌ مجرَّبُ

إذا الحروب أقبلت تلهّبُ

فقال عليّ :


أَنا الَّذي سَمَتني أُمي حَيدَرَه    =    كَلَيثِ غاباتٍ كَريهِ المَنظَرَه
أُوفيهم بالصاع كيل السَّنْدَره

قال : فضرب رأسَ مرحب فقتله ، ثمّ كان الفتح على يديه (41) .

13  ـ الاستيعاب : روى سعد بن أبي وقّاص ، وسهل بن سعد ، وأبو هريرة ، وبريدة الأسلمي ، وأبو سعيد الخدري ، وعبد الله بن عمر ، وعمران بن الحصين ، وسلمة بن الأكوع ، كلّهم بمعنى واحد ، عن النبيّ (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) أنّه قال يوم خيبر : ( لأُعطينَّ  الراية غداً رجلاً يحبّ اللَّه ورسوله ، ويحبّه اللَّه ورسوله ، ليس بفرّار ، يفتح اللَّه على يديه ) ، ثمّ دعا بعليّ وهو أرمد ، فتفل في عينيه وأعطاه الراية ، ففتح اللَّه عليه . وهذه كلّها آثار ثابتة (42) .

14  ـ الإرشاد : عن عبد الملك بن هشام ومحمّد بن إسحاق وغيرهم من أصحاب الآثار : حاصر رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) خيبر بضعاً وعشرين ليلة ، وكانت الراية يومئذٍ لأمير المؤمنين(عليه السلام) ، فلحقه رمد أعجزه عن الحرب ، وكان المسلمون يناوشون اليهود من بين أيدي حصونهم وجنباتها . فلمّا كان ذات يوم ، فتحوا الباب ، وقد كانوا خندقوا على أنفسهم ، وخرج مرحب برجله يتعرّض للحرب .

فدعا رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) أبا بكر فقال له : خذ الراية ، فأخذها  ـ في جمع من المهاجرين  ـ فاجتهد ولم يغنِ شيئاً ، فعاد يؤنّب القوم الذين اتّبعوه ويؤنّبونه! . فلمّا كان من الغد ، تعرّض لها عمر ، فسار بها غير بعيد ، ثمّ رجع يجبّن أصحابه ويجبّنونه !

فقال النبيّ (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) : ( ليست هذه الراية لمَن حملها ، جيئوني بعليّ بن أبي طالب ) . فقيل له : إنّه أرمد . قال : ( أرونيه تُروني رجلاً يحبّ اللَّه ورسوله ، ويحبّه اللَّه ورسوله ، يأخذها بحقّها ليس بفرّار ) .

فجاءوا بعليّ بن أبي طالب (عليه السلام) يقودونه إليه ، فقال له النبيّ (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) : ( ما تشتكي يا عليّ ؟ ) قال: ( رمدٌ ما أبصر معه ، وصُداع برأسي ) . فقال له : ( اجلس وضَعْ رأسك على فخِذي ) . ففعل عليّ(عليه السلام) ذلك ، فدعا له النبيّ (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) وتفل في يده فمسحها على عينيه ورأسه ، فانفتحت عيناه وسكن ما كان يجده من الصداع . وقال في دعائه له : ( اللهمّ قِهِ الحرّ والبرد ) . وأعطاه الراية  ـ وكانت راية بيضاء  ـ وقال له : ( خذ الراية وامضِ بها ، فجبرئيل معك ، والنصر أمامك ، والرعب مبثوث في صدور القوم . واعلم  ـ يا عليّ  ـ أنّهم يجدون في كتابهم : أنّ الذي يُدمّر عليهم اسمه آلِيا ، فإذا لقيتهم فقل : أنا عليّ ، فإنّهم يخذلون إن شاء اللَّه .. ) .
وجاء في الحديث : أنّ أمير المؤمنين(عليه السلام) لمّا قال : ( أنا عليّ بن أبي طالب ) ، قال حبر من أحبار القوم : ( غُلبتم وما اُنزل على موسى ) . فدخل قلوبهم من الرعب ما لم يمكنهم معه الاستيطان به (43) .

15  ـ المغازي : كان أوّل من خرج إليهم الحارث أخو مرحب في عاديته (44) ، فانكشف المسلمون وثبت عليّ (عليه السلام) ، فاضطربا ضربات ، فقتله عليّ (عليه السلام) ، ورجع أصحاب الحارث إلى الحصن ، فدخلوه وأغلقوا عليهم ، فرجع المسلمون إلى موضعهم (45) .

16  ـ المغازي : برز عامر ـ وكان رجلاً طويلاً جسيماً ـ فقال رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) حين طلع عامر : ( أترونه ؟ خمسة أذرع ! ) ، وهو يدعو إلى البراز ، يخطر بسيفه وعليه درعان ، يقنّع في الحديد يصيح : مَن يبارز ؟ فأحجم الناس عنه ، فبرز إليه عليّ(عليه السلام) فضربه ضربات ، كلّ ذلك لا يَصْنَعُ شيئاً ، حتى ضرب ساقيه فبرك ، ثمّ ذفّف عليه فأخذ سلاحه (46) .

17  ـ الإرشاد : لمّا قتل أمير المؤمنين(عليه السلام) مرحباً ، رجع مَن كان معه وأغلقوا باب الحصن عليهم دونه ، فصار أمير المؤمنين (عليه السلام) إليه فعالجه حتى فتحه ، وأكثر الناس من جانب الخندق لم يعبروا معه ، فأخذ أمير المؤمنين(عليه السلام) باب الحصن فجعله على الخندق جسراً لهم حتى عبروا وظفروا بالحصن ونالوا الغنائم . فلمّا انصرفوا من الحصون ، أخذه أمير المؤمنين بيُمناه فدحا به أذرعاً من الأرض ، وكان الباب يُغلقه عشرون رجلاً منهم (47) .

18  ـ المصنّف عن جابر بن عبد اللَّه : إنّ عليّاً حمل الباب يوم خيبر حتى صعد المسلمون ففتحوها ، وأنّه جُرّب فلم يحمله إلاَّ أربعون رجلاً (48) .

19  ـ مسند ابن حنبل عن أبي رافع مولى رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم)  ـ في معركة خيبر : خرجنا مع عليّ حين بعثه رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) برايته ، فلمّا دنا من الحصن ، خرج إليه أهله فقاتلهم ، فضربه رجل من يهود فطرح تُرْسَه من يده ، فتناول عليّ باباً كان عند الحصن فترّس به نفسه ، فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح اللَّه عليه ، ثمّ ألقاه من يده حين فرغ ، فلقد رأيتني في نفرٍ معي سبعة أنا ثامنهم نَجْهدُ على أن نقلب ذلك الباب فما نقلبه ! (49) .

20 ـ الأمالي للصدوق عن عبد الله بن عمرو بن العاص : إنّه لمّا دنا من القَمُوص (50) أقبل أعداء اللَّه من اليهود يرمونه بالنبل والحجارة ، فحمل عليهم عليّ (عليه السلام) حتى دنا من الباب ، فثنى رجله ثمّ نزل مغضباً إلى أصل عتبة الباب فاقتلعه ، ثمّ رمى به خلف ظهره أربعين ذراعاً !
قال ابن عمرو : وما عجبنا من فتح اللَّهِ خيبَر على يدي عليّ (عليه السلام) ، ولكنّا عجبنا من قلعه الباب ورميه خلفه أربعين ذراعاً ، ولقد تكلّف حمله أربعون رجلاً فما أطاقوه ! فأُخبر النبيّ (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) بذلك ، فقال : ( والذي نفسي بيده ، لقد أعانه عليه أربعون مَلَكاً ) (51) .

21  ـ الإرشاد عن أبي عبد اللَّه الجدلي : سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول : ( لمّا عالجت باب خيبر ، جعلته مِجَنّاً (52) لي وقاتلت القوم . فلمّا أخزاهم اللَّه ، وضعت الباب على حصنهم طريقاً ، ثمّ رميتُ به في خندقهم ) ، فقال له رجل : لقد حملت منه ثقلاً ! ، فقال: ( ما كان إلاَّ مثل جنّتي التي في يدي في غير ذلك المقام ) (53) .

22  ـ الإمام عليّ(عليه السلام) : ( واللَّه ، ما قلعت باب خيبر ودكدكت حصن يهود بقوةٍ جسمانيّة ، بل بقوّةٍ إلهيّة ) (54) .

23  ـ عنه (عليه السلام)  ـ في رسالته إلى سهل بن حنيف  ـ : ( واللَّه ، ما قلعتُ باب خيبر ورميت بها خلف ظهري أربعين ذراعاً بقوّةٍ جسديّة ، ولا حركةٍ غذائيّة ، لكنّي أُيِّدت بقوّةٍ ملكوتيّة ، ونفسٍ بنور ربّها مُضيّة ) (55) .

24  ـ مشارق أنوار اليقين : في ذلك اليوم لمّا سأله عمر ، فقال: يا أبا الحسن ، لقد اقتلعت منيعاً ولك ثلاثة أيّام خميصاً (56) ، فهل قلعتها بقوّةٍ بشريّة ؟ فقال : ( ما قلعتها بقوّةٍ بشريّة ، ولكن قلعتها بقوّةٍ إلهيّة ، ونفسٍ بلقاء ربّها مطمئنّة رضيّة ) (57) .

25  ـ تفسير الفخر الرازي : إنّ كلّ من كان أكثر علماً بأحوال عالم الغيب كان أقوى قلباً وأقلّ ضعفاً ؛ ولهذا قال عليّ بن أبي طالب (كرّم اللَّه وجهه) : ( واللَّه ، ما قلعت باب خيبر بقوّةٍ جسدانيّة ، ولكنّ بقوّة ربّانيّة ) ؛ ذلك لأنّ عليّاً (كرّم اللَّه وجهه) في ذلك الوقت انقطع نظره عن عالم الأجساد ، وأشرقت الملائكة بأنوار عالم الكبرياء ، فتقوّى روحه ، وتشبّه بجواهر الأرواح الملكيّة ، وتلألأت فيه أضواء عالم القدس والعظمة ، فلا جرم (58) حصل له من القدرة ما قدر بها على ما لم يقدر عليه غيره .
وكذلك العبد إذا واظب على الطاعات ، بلغ إلى المقام الذي يقول اللَّه : ( كنتُ له سمعاً وبصراً ) . فإذا صار نور جلال اللَّه سمعاً له سمع القريب والبعيد ، وإذا صار ذلك النور بصراً له رأى القريب والبعيد ، وإذا صار ذلك النور يداً له قدر على التصرّف في الصعب والسهل والبعيد والقريب (59) .

26  ـ الإرشاد : لمّا فتح أمير المؤمنين (عليه السلام) الحصن وقتل مرحباً ، وأغنم اللَّه المسلمين أموالهم ، استأذن حسّان بن ثابت رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) أن يقول شعراً : فقال له : ( قل ) .

فأنشأ يقول :

وكان عليّ أرمد العين يبتغي = دواء فلمّا لم يحسّ مداويا

شفاه رسول اللَّه منه بتَفلةٍ = فبُورك مَرقيّاً وبورك راقيا

وقال سأُعطي الراية اليوم صارماً = كميّاً (60) محباً للرسول مُواليا

يحبّ إلهي والإله يحبُّهُ  =  به يفتح اللَّه الحصون الأوابيا (61)

فأصفى بها دون البريّة كلّها = عليّاً وسمّاه الوزير المؤاخيا (62)

27  ـ تذكرة الخواصّ : ذكر أحمد في الفضائل أنّهم سمعوا تكبيراً من السماء في ذلك اليوم وقائلاً يقول :

لا سيف إلاَّ ذو الفقا = رِ ولا فتى إلاَّ عليّ

فاستأذن حسّان بن ثابت رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) أن ينشد شعراً فأذن له، فقال :

جبريل نادى معلناً = والنقع ليس بمنجلي

والمسلمون قد أحدقوا = حول النبيّ المرسلِ

لا سيف إلاَّ ذو الفقا = رِ ولا فتى إلاَّ عليّ

فإن قيل : قد ضعّفوا لفظة ( لا سيف إلاَّ ذو الفقار ) ، قلنا : الذي ذكروه أنّ الواقعة كانت في يوم أُحد ، ونحن نقول : إنّها كانت في يوم خيبر .

وكذا ذكر أحمد بن حنبل في الفضائل ولا كلام في يوم أُحد ؛ فإنّ ابن عبّاس قال : لمّا قتل عليّ (عليه السلام) طلحةَ بن أبي طلحة حامل لواء المشركين ، صاح صائح من السماء : ( لا سيف إلاَّ ذو الفقار ) .

قالوا : في إسناد هذه الرواية عيسى بن مهران ، تكلّم فيه ، وقالوا : كان شيعيّاً .

أمّا يوم خيبر ، فلم يطعن فيه أحد من العلماء . وقيل : إنّ ذلك كان يوم بدر . والأوّل أصحّ (63) .

ــــــــــــــــــــــــــ

* اقتباس وتنسيق قسم المقالات في " شبكة الإمامين الحسنين ( عليهما السلام ) للتراث والفكر الإسلامي " ، عن : الريشهري ، محمد ، ( بمساعدة : الطباطبائي ، السيد محمد كاظم ، والطباطبائي ، السيد محمود ) ، " موسوعة الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في الكتاب و السُّـنَّة و التاريخ " ، تحقيق : مركز بحوث دار الحديث ، دار الحديث للطباعة والنشر ـ قم ، ج 1 ، ط 2 ، 1425 هـ ، ص 226 ـ 244 .

(1) معجم البلدان: 2/409 ، الطبقات الكبرى: 2/106 .
(2) تاريخ الطبري: 2/565، تاريخ الإسلام للذهبي: 2/284، المغازي: 2/441 .
(3) المغازي: 2/637.
(4) الطبقات الكبرى: 2/106، السيرة النبويّة لابن هشام: 3/342، المغازي: 2/649 وص 655؛ الإرشاد: 1/126.
(5) المستدرك على الصحيحين: 3/41 ـ39، المصنّف لابن أبي شيبة: 7/497/17، خصائص أمير المؤمنين (عليه السلام) للنسائي : 56/14، تاريخ الطبري: 3/13 ـ11، تاريخ الإسلام للذهبي: 2/412 ـ410، الكامل في التاريخ: 1/596، السيرة النبويّة لابن هشام: 3/349، تاريخ دمشق: 42/93، دلائل النبوّة للبيهقي: 4/210.
(6) مسند ابن حنبل: 9/28/23093، السنن الكبرى: 9/222/18346، فضائل الصحابة لابن حنبل: 2/604/1034، خصائص أمير المؤمنين للنسائي: 59/15، تاريخ الطبري: 3/13، تاريخ الإسلام للذهبي: 2/411، الكامل في التاريخ: 1/596 و 597، المغازي: 2/654، الطبقات الكبرى: 2/112.
(7) السيرة النبويّة لابن هشام: 3/349، خصائص أمير المؤمنين للنسائي: 60/16، المصنّف لابن أبي شيبة: 7/497/17، تاريخ بغداد: 8/5/4036، الطبقات الكبرى: 2/111، تاريخ الطبري: 3/12، تاريخ دمشق: 42/85/8428، تاريخ الإسلام للذهبي: 2/408 وص 410؛ الخصال: 311/87، علل الشرائع: 162/1، الأمالي للطوسي: 171/287.
(8) الكافي: 8/351/548، الإرشاد: 1/64، تحف العقول: 459، الأمالي للمفيد: 56/1، تاريخ اليعقوبي: 2/56، الخرائج والجرائح: 1/159/249؛ المناقب للخوارزمي: 170/203، كنز العمّال: 13/123/36393.
(9) المصنّف لابن أبي شيبة: 7/507/76، دلائل النبوّة للبيهقي: 4/212، تاريخ بغداد: 11/324/6142، تاريخ الإسلام للذهبي: 2/412، المناقب للخوارزمي: 172/207؛ الأمالي للصدوق: 604/839.
(10) الكافي: 8/351/548 عن عدّة من أبناء المهاجرين والأنصار، الإرشاد: 1/64، الإفصاح: 34 وص 132، الأمالي للطوسي: 380/817 عن أبي هريرة، الاحتجاج: 2/25/150 عن الإمام الحسن(عليه السلام) عنه (صلى اللّه عليه وآله وسلم)، شرح الأخبار: 1/148/86 عن بريدة وفيه : ( يفتح خيبر عنوة ) بدل : ( لا يرجع ... ) ، عوالي اللآلي : 4/88/111، إعلام الورى: 1/207 عن الواقدي، الفضائل لابن شاذان: 128؛ المناقب للخوارزمي: 170/203 كلاهما عن عمر.
(11) المصنّف لابن أبي شيبة: 7/497/17، مسند البزّار: 2/136/496، خصائص أمير المؤمنين للنسائي: 54/13 ، كلّها عن أبي ليلى، السيرة النبويّة لابن هشام: 3/349، البداية والنهاية: 7/337 وج 4/186، تاريخ دمشق: 42/89 والأربعة الأخيرة عن سلمة بن عمرو بن الأكوع ، المناقب لابن المغازلي: 181/217 عن أبي هريرة ، والخمسة الأخيرة من دون إسناد إليه (عليه السلام) ؛ الخصال: 555/31 عن عامر بن واثلة، الأمالي للطوسي: 546/168 عن أبي ذرّ، شرح الأخبار: 1/302/283 والثمانية الأخيرة نحوه، إعلام الورى: 1/364 عن أبي ليلى وراجع مسند ابن حنبل: 9/19/23054.
(12) مجمع الزوائد: 9/165/14717 . وراجع : الإفصاح: 86 ، والمناقب للكوفي: 2/498/1001 ، والخرائج والجرائح: 1/159/249.
(13) العَجْوة : ضرب من أجود التمر بالمدينة (لسان العرب : 15 / 31).
(14) القديد : اللحم المملوح المجفّف في الشمس (النهاية:4/22).
(15) مسند ابن حنبل: 4/34/11122، فضائل الصحابة لابن حنبل: 2/583/987 ، وليس فيه : ( وفدك ) ، مسند أبي يعلى: 2/117/1341، تاريخ دمشق: 42/104/8461، البداية والنهاية: 7/339؛ شرح الأخبار: 1/321/286، المناقب للكوفي: 2/495/995 ، وفيهما : ( فجاء الزبير ) بدل : ( فجاء فلان ) وكلاهما نحوه .
(16) قرية من قرى اليهود ، بينها وبين المدينة يومان ، وكانت لرسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) ؛ لأنَّه فتحها هو وأمير المؤمنين (عليه السلام) فزال عنها حكم الفيء ولزمها اسم الأنفال ، فلمّا نزل ( وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ ) أي أعطِ فاطمة (عليها السلام) فدكاً ، أعطاها رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) إيّاها ، وكانت في يد فاطمة(عليها السلام) إلى أن توفّي رسول اللَّه (صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم) فأخذت من فاطمة بالقهر والغلبة (مجمع البحرين:3 / 1370).
(17) الظُّعُن: النساء ، وأصل الظَّعِينة : الراحلة التي يُرحل ويُسار عليها (النهاية: 3/157).
(18) ناقة لَقُوح : إذا كانت غزيرة اللبن (النهاية: 4/262).
(19) الطبقات الكبرى: 2/89 وراجع تاريخ الطبري: 2/642 والكامل في التاريخ: 1/589 وتاريخ الإسلام للذهبي: 2/355 وتاريخ اليعقوبي: 2/73.
(20) السرح : الماشية (النهاية: 2/358) .
(21) فَدافِد : جمع فَدْفَد ؛ الموضع الذي فيه غِلَظ وارتفاع . وآكام جمع : أكَم ؛ وهي جمع : إكام ؛ وهي جمع : أكَمة ؛ وهي : الرابية (النهاية: 3/420 وج 1/59).
(22) الرِّعاءُ : جمع راعي الغنم (النهاية: 2/235).
(23) المغازي: 2/562.
(24) المستدرك على الصحيحين: 3/40/4342، المعجم الصغير: 2/10.
(25) مِن الأُنوح ؛ وهو صوت يسمع من الجوف معه نَفَس وبُهْر ونهيج يعتري السَّمين من الرجال (النهاية: 1/74).
(26) الرَّضْم : هي دون الهضاب ، وقيل : صخور بعضُها على بعض (النهاية: 2/231).
(27) السيرة النبويّة لابن هشام: 3/349، تاريخ دمشق: 42/90/8434، دلائل النبوّة للبيهقي: 2094؛ شرح الأخبار: 1/302/283 وراجع خصائص أمير المؤمنين للنسائي: 56/14.
(28) الشَّقيقةُ : نوع من صداع يعرض في مقدّم الرأس وإلى أحد جانبيه (النهاية: 2/492).
(29) العَنْوَة : القهر ، وأُخِذت البلاد عنوةً بالقَهْر والإذلال (لسان العرب: 15/101).
(30) زَرَد [أي : حَلِق ] ينسج من الدروع على قدر الرأس يلبس تحت القلنسوة (لسان العرب: 5/26).
(31) السَّنْدرة : ضرب من الكيل غرّاف جرّاف واسع ، يقول: أُقاتلكم بالعَجَلة ، وأُبادركم قبل الفِرار (تاج العروس: 6/ 547).
(32) الحَجَفة : التُرْس (النهاية: 1/ 345) . وهو صفحة من الفولاذ تُحمل للوقاية من السيف وغيره.
(33) الكامل في التاريخ: 1/596، تاريخ الطبري: 3/12، تاريخ الإسلام للذهبي: 2/410، دلائل النبوّة للبيهقي: 4/211 كلّها نحوه ، وفيها : (الأضراس) بدل : (الأرض) . وراجع : خصائص أمير المؤمنين للنسائي: 58/15.
(34) أي يخوضون ويموجون فيمَن يدفعها إليه . يقال: وقع الناس في دَوْكة : أي في خوض واختلاط (النهاية: 2/140).
(35) صحيح البخاري: 4/1542/3973، صحيح مسلم: 4/1872/2406، خصائص أمير المؤمنين للنسائي: 60/16، تاريخ دمشق: 42/85/8428، تاريخ الإسلام للذهبي: 2/406، دلائل النبوّة للبيهقي: 4/205.
(36) تساورتُ لها : أي رفعتُ لها شخصي (النهاية: 2/420).
(37) صحيح مسلم: 4/1871/33، مسند ابن حنبل: 3/331/9000، خصائص أمير المؤمنين للنسائي: 64/19، الطبقات الكبرى: 2/110 وزاد فيه : (ويحبّه اللَّه ورسوله ) ، تاريخ الإسلام للذهبي: 4072، دلائل النبوّة للبيهقي: 4/206، تاريخ دمشق: 42/82/8423.
(38) صحيح البخاري:4/1542/3972 وج 3/1086/2812، صحيح مسلم: 4/1872/35، دلائل النبوّة للبيهقي 4/206.
(39) كذا في المصدر، والمناسب: ( ويحبه ) كما ورد في السنن الكبرى ، والطبقات والمناقب.
(40) لغة في بَزَق وبَصَق (النهاية: 1/128).
(41) صحيح مسلم : 3 / 1441 / 132 ، مسند ابن حنبل : 5 / 557 / 16538 ، السنن الكبرى : 9 / 222 / 18346 ، المصنّف لابن أبي شيبة: 8/520/2، الطبقات الكبرى: 2/111، المستدرك على الصحيحين: 3/41/4343 نحوه؛ المناقب للكوفي: 2/500/1002 وفيه : ( أكيلكم بالسيف ) بدل ( أُوفيهم بالصاع ) .
(42) الاستيعاب: 3/203/1875.
(43) الإرشاد: 1/125 وراجع تاريخ دمشق: 42/107.
(44) العادِية : الخيل تعدو ، وقد تكون العادية الرجال يعدون (النهاية: 3/194).
(45) المغازي: 2/654.
(46) المغازي: 2/657.
(47) الإرشاد: 1/127، كشف اليقين: 170/177، كشف الغمّة: 1/215.
(48) المصنّف لابن أبي شيبة: 7/507/76، تاريخ بغداد: 11/324/6142، دلائل النبوّة للبيهقي: 4/212، تاريخ الإسلام للذهبي: 2/412، البداية والنهاية: 7/225 وج 4/190، المناقب للخوارزمي: 172/207؛ مجمع البيان: 9/183 وليس فيه : ( إلاَّ ) ، وكلّها عن ليث بن أبي سليم ، عن الإمام الباقر (عليه السلام) ، عنه ، روضة الواعظين: 142، المناقب لابن شهرآشوب: 2/294 ، وراجع : الإرشاد: 1/129 وص 333.
(49) مسند ابن حنبل: 9/228/23919، تاريخ الطبري: 3/13، السيرة النبويّة لابن هشام: 3/349، تاريخ دمشق: 42/110، تاريخ الإسلام للذهبي: 2/411، الكامل في التاريخ: 1/597، دلائل النبوّة للبيهقي: 4/212، المغازي: 2/655 وليس فيه ، ( ثمّ ألقاه من يده ... ) ، البداية والنهاية: 1894، المناقب للخوارزمي: 172/206؛ مجمع البيان: 9/182 عن رافع، شرح الأخبار: 1/302/283.
(50) القَمُوص: وهو جبل بخيبر عليه حصن أبي الحُقَيق اليهوديّ (معجم البلدان: 4/398).
(51) الأمالي للصدوق: 604/839، روضة الواعظين: 142، الدعوات: 64/160 نحوه ، كلاهما عن عبد اللَّه بن عمر.
(52) المِجَنّ: التُرس ، والميم زائدة ؛ لأنّه من الجُنّة : السُّترة (النهاية: 4/301).
(53) الإرشاد: 1/128، الثاقب في المناقب: 258/224.
(54) شرح نهج البلاغة: 20/316/626 وج 5/7؛ الطرائف: 519 وليس فيهما : ( دكدكت حصن يهود ) .
(55) الأمالي للصدوق: 604/840 عن يونس بن ظبيان عن الإمام الصادق عن آبائه (عليهم السلام) ، بشارة المصطفى: 191، عيون المعجزات: 16 عن إبراهيم ، عن الإمام الصادق ، عن أبيه ، عن جدّه ، عنه (عليهم السلام) ، وفيه : ( غريزيّة بشريّة ) بدل ( غذائيّة ) ، روضة الواعظين: 142، الخرائج والجرائح: 2/542/2، المناقب لابن شهرآشوب: 2/239 وليس في الثلاثة الأخيرة من : ( ورميت ) إلى (ذراعاً ) ، بحار الأنوار : 40/318/2.
(56) يقال : رجل خميص : إذا كان ضامر البطن (النهاية: 2/80).
(57) مشارق أنوار اليقين: 110، بحار الأنوار: 21/40/37.
(58) لا جرم : أي لا بدّ ، ولا محالة ، وقيل معناه : حقّاً (لسان العرب:12/93).
(59) تفسير الفخر الرازي: 21/92.
(60) الكَمي : اللابسُ السلاح ، وقيل : هو الشجاع المُقدِمُ الجريء (لسان العرب:15/232).
(61) من الإباء ؛ وهو أشدّ الامتناع (لسان العرب: 14/4).
(62) الإرشاد: 1/128، روضة الواعظين: 146 وفيه : ( والرسول يحبّه ) بدل : ( والإله يحبّه ) ، المناقب للكوفي: 2/499/1001 وفيه ( النبيّ ) بدل ( إلهي ) ، المناقب لابن شهرآشوب: 3/130 عن خزيمة بن ثابت ؛ المناقب لابن المغازلي: 185/220 وفي كلّها الأبيات فقط .
(63) تذكرة الخواصّ: 26؛ الصراط المستقيم: 1/258 نحوه .