مَن ألّف حول ردّ الشمس من أهل السنّة

السؤال:

تردّدون كثيراً حديث ردّ الشمس لعليّ، أُريد أن أعلم منكم ما هي مصادركم؟ والدليل على ذلك، أرجو إفادتي بذلك، والسلام.

 

الجواب:

إنّ حديث ردّ الشمس أخرجه جمع من الحفّاظ الأثبات بأسانيد جمّة، صحّح جمع من مهرة الفنّ بعضها، وحكم آخرون بحسنه. وشدّد جمع منهم النكير على: ابن حزم، وابن الجوزي، وابن تيمية، وابن كثير، الذين ضعّفوا الحديث.

وجاء آخرون من الأعلام، وقد عظم عليهم الخطب بإنكار هذه المأثرة النبوية، والمكرمة العلوية الثابتة، فأفردوها بالتأليف، وجمعوا فيه طرقها وأسانيدها، فمنهم:

۱ـ أبو بكر الورّاق، له كتاب فيمَن روى ردّ الشمس، ذكره له ابن شهر آشوب في المناقب(۱).

۲ـ أبو الفتح الموصلي محمّد بن الحسن الأزدي، (ت ۳۷۷ﻫ)، له كتاب مفرد فيه، ذكره له الحافظ الكنجي في الكفاية(۲).

۳ـ أبو عبد الله الجعل الحسين بن علي البصري البغدادي، (ت ۳۹۹ﻫ)، له كتاب جواز ردّ الشمس، ذكره له ابن شهر آشوب في المناقب(۳).

۴ـ أبو القاسم الحاكم ابن الحذّاء النيسابوري الحسكاني الحنفي، (ت ۴۸۳ﻫ)، له رسالة في الحديث أسماها: «مسألة في تصحيح ردّ الشمس وترغيم النواصب الشمس»، ذكر شطراً منها ابن كثير في البداية والنهاية(۴)، وذكرها له الذهبي في التذكرة(۵).

۵ـ أبو الحسن شاذان الفضلي، له رسالة في طرق حديث ردّ الشمس، ذكرها له المتّقي الهندي في الكنز(۶).

۶ـ أخطب خوارزم، أبو المؤيّد موفّق بن أحمد (ت ۵۶۸ﻫ)، له كتاب ردّ الشمس لأمير المؤمنين(عليه السلام)، ذكره له معاصره ابن شهر آشوب في المناقب(۷).

۷ـ أبو علي الشريف محمّد بن اسعد بن علي بن معمّر الحسني النقيب النسّابة (ت ۵۸۸ﻫ)، له جزء في جمع طرق حديث ردّ الشمس لعليّ(عليه السلام)، ذكره له ابن حجر في الميزان(۸).

۸ـ الحافظ جلال الدين السيوطي (ت ۹۱۱ﻫ)، له رسالة في الحديث، أسماها: «كشف اللبس عن حديث ردّ الشمس»، ذكرها له محمّد زهري النجّار ـ من علماء الأزهر ـ في مقدّمته على كتاب شرح المعاني(۹).

۹ـ أبو عبد الله محمّد بن يوسف الصالحي الدمشقي (ت ۹۴۲ﻫ) ـ تلميذ السيوطي ـ له كتاب: «مزيل اللبس عن حديث ردّ الشمس»، ذكره في سبل الهدى والرشاد(۱۰).

وآخر ما صدر في هذا الباب تتبّعاً وجمعاً هو كتاب: «كشف الرمس عن حديث ردّ الشمس»، للشيخ محمّد باقر المحمودي المعاصر، المطبوع من قبل مؤسّسة المعارف الإسلامية.

وأمّا الذين أدرجوا الحديث في تأليفهم فلا يحصون كثرة، عدّ من العامّة منهم ۳۲ مصنّفاً، في كتاب كشف الرمس، وهم أكثر من ذاك بكثير.

ولا يسعنا ذكر تلكم المتون وتلكم الطرق والأسانيد، إذ يحتاج إلى تأليف ضخم، غير أنّا نذكر نماذج ممّن أخرجه من الحفّاظ والأعلام، مَن ذكره من غير غمز فيه، ومَن تكلّم حوله وصحّحه، وفيها مقنع وكفاية:

۱ـ الحافظ أبو جعفر أحمد بن محمّد الطحاوي (ت ۳۲۱ﻫ)، في مشكل الآثار(۱۱).

۲ـ الحافظ أبو القاسم الطبراني (ت ۳۶۰ﻫ)، رواه في المعجم الكبير(۱۲).

۳ـ الحاكم أبو عبد الله النيسابوري (ت ۴۰۵ﻫ)، رواه في تاريخ نيسابور، في ترجمة عبد الله بن حامد الفقيه الواعظ.

۴ـ الحافظ ابن مردويه الإصفهاني (ت ۴۱۰ﻫ)، أخرجه في المناقب(۱۳).

۵ـ الحافظ أبو بكر البيهقي (ت ۴۵۸ﻫ)، رواه في الدلائل، كما في فيض القدير(۱۴).

۶ـ الحافظ القاضي عياض أبو الفضل المالكي الأندلسي إمام وقته (ت ۵۴۴ﻫ)، رواه في «الشفا بتعريف حقوق المصطفى»(۱۵) وصحّحه.

۷ـ أخطب الخطباء الخوارزمي (ت ۵۶۸ﻫ)، رواه في المناقب(۱۶).

۸ـ العلّامة سبط ابن الجوزي (ت ۶۵۴ﻫ)، رواه في تذكرة الخواص(۱۷).

۹ـ الحافظ أبو عبد الله محمّد بن يوسف الكنجي الشافعي (ت ۶۵۸ﻫ)، جعل في كتابه «كفاية الطالب» فصلاً في حديث ردّ الشمس.

۱۰ـ شيخ الإسلام الجويني (ت ۷۳۰ﻫ)، رواه في فرائد السمطين(۱۸).

۱۱ـ الحافظ ابن حجر العسقلاني(ت ۸۵۲ﻫ)، ذكره في فتح الباري، وقال: «روى الطحاوي، والطبراني في الكبير، والحاكم والبيهقي في الدلائل، عن أسماء بنت عميس: أنّه(صلى الله عليه وآله) دعا لمّا نام على ركبة عليّ ففاتته صلاة العصر، فردّت الشمس حتى صلّى عليّ ثمّ غربت، وهذا أبلغ في المعجزة، وقد أخطأ ابن الجوزي بإيراده له في الموضوعات، وهكذا ابن تيمية في كتاب الردّ على الروافض في زعم وضعه، والله أعلم»(۱۹).

۱۲ـ الإمام العيني الحنفي (ت ۸۵۵ﻫ)، قال في عمدة القاري شرح صحيح البخاري: «وقد وقع ذلك أيضاً للإمام عليّ، أخرجه الحاكم عن أسماء بنت عميس… وذكره الطحاوي في مشكل الآثار قال: وكان أحمد بن صالح يقول: لا ينبغي لمن سبيله العلم أن يتخلّف عن حفظ حديث أسماء؛ لأنّه من أجلّ علامات النبوّة. وقال: وهو حديث متّصل، ورواته ثقات، وإعلال ابن الجوزي هذا الحديث لا يلتفت إليه»(۲۰).

۱۳ـ الحافظ أبو العباس القسطلاني (ت ۹۲۳ﻫ)، ذكره في المواهب اللدنية من طريق الطحاوي، والقاضي عياض، وابن مندة، وابن شاهين، والطبراني، وأبي زرعة، من حديث أسماء بنت عميس، ومن طريق ابن مردويه من حديث أبي هريرة(۲۱).

۱۴ـ الحافظ ابن حجر الهيتمي (ت ۹۷۴ﻫ)، عدّه في الصواعق المحرقة كرامةً باهرةً لأمير المؤمنين(عليه السلام) وقال: «وحديث ردّها صحّحه الطحاوي والقاضي في الشفاء، وحسّنه شيخ الإسلام أبو زرعة، وتبعه غيره، وردّوا على جمعٍ قالوا: إنّه موضوع»(۲۲).

۱۵ـ شهاب الدين الخفاجي الحنفي (ت ۱۰۶۹ﻫ)، قال في شرح الشفا: «ورواه الطبراني بأسانيد مختلفة، رجال أكثرها ثقات»(۲۳).

۱۶ـ أبو عبد الله الزرقاني المالكي (ت ۱۱۲۲ﻫ)، صحّحه في شرح المواهب وقال: «وذكره ابن الجوزي في الموضوعات فأخطأ»، وبالغ في الردّ على ابن تيمية، وقال: «فالعجب العجاب إنّما هو من كلام ابن تيمية هذا»(۲۴).

۱۷ـ ميرزا محمّد البدخشي قال في نزل الأبرار: «الحديث صرّح بتصحيحه جماعة من الأئمّة الحفّاظ: كالطحاوي، والقاضي عياض وغيرهما، وقال الطحاوي: هذا حديث ثابت رواته ثقات»(۲۵).

۱۸ـ الشيخ محمّد الصبّان (ت ۱۲۰۶ﻫ)، عدّه في إسعاف الراغبين من معجزات النبيّ(صلى الله عليه وآله)، ومن كرامات أمير المؤمنين(عليه السلام)، وذكر الحديث(۲۶).

۱۹ـ السيّد محمّد مؤمن الشبلنجي، عدّه في نور الأبصار من معجزات رسول الله(صلى الله عليه وآله) (۲۷)، نكتفي بهذا المقدار القليل.

______________________
۱ـ مناقب آل أبي طالب ۲/۱۴۳٫
۲ـ كفاية الطالب: ۳۸۳٫
۳ـ مناقب آل أبي طالب ۲/۱۴۳٫
۴ـ البداية والنهاية ۶/۸۸٫
۵ـ تذكرة الحفّاظ ۳/۱۲۰۰٫
۶ـ كنز العمّال ۱۲/۳۵۰٫
۷ـ مناقب آل أبي طالب ۲/۱۷۲٫
۸ـ لسان الميزان ۵/۷۶٫
۹ـ شرح معاني الآثار ۱/۴۶٫
۱۰ـ سبل الهدى والرشاد ۹/۴۳۷٫
۱۱ـ مشكل الآثار ۲/۸٫
۱۲ـ المعجم الكبير ۲۴/۱۴۵٫
۱۳ـ مناقب علي بن أبي طالب: ۱۴۵٫
۱۴ـ فيض القدير ۵/۵۶۲٫
۱۵ـ الشفا بتعريف حقوق المصطفى ۱/۲۸۴٫
۱۶ـ المناقب: ۳۰۶٫
۱۷ـ تذكرة الخواص: ۵۳٫
۱۸ـ فرائد السمطين ۱/۱۸۳٫
۱۹ـ فتح الباري ۶/۱۵۵٫
۲۰ـ عمدة القاري شرح صحيح البخاري ۱۵/۵۹٫
۲۱ـ شرح المواهب اللدنية ۵/۱۱۵٫
۲۲ـ الصواعق المحرقة ۲/۳۷۵٫
۲۳ـ نسيم الرياض في شرح الشفا ۳/۱۰٫
۲۴ـ شرح المواهب اللدنية ۶/۴۸۸٫
۲۵ـ نزل الأبرار: ۴۰٫
۲۶ـ إسعاف الراغبين: ۵۸ و۱۵۲٫
۲۷ـ نور الأبصار: ۴۳٫