عصمة الأئمة(عليهم السلام) في القرآن

السؤال:

ما الأدلّة على عصمة أهل البيت(عليهم السلام) من القرآن الكريم؟

 

الجواب:

من الأدلّة على عصمتهم(عليهم السلام) من القرآن الكريم كثيرة، نذكر أهمّها:

۱ـ قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾(۱).

هذه الآية نزلت في أصحاب الكساء وهم: رسول الله وعليّ وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام)، وعلى هذا تواترت روايات كثيرة من السنّة والشيعة، وإذا أردت الوقوف على ما ندّعيه، فعليك بمراجعة كتاب «البرهان في تفسير القرآن»(۲).

وممّن ذكر نزول هذه الآية المباركة في أهل البيت(عليهم السلام) من أهل السنّة: الطبري، الحاكم الحسكاني، ابن كثير، ابن حجر، السيوطي، الحاكم النيسابوري، ابن عساكر، وغيرهم من علماء السنّة(۳).

وهذه الآية صريحة في عصمة أصحاب الكساء، بدليل إذهاب الرجس عنهم، والتطهير لهم على الإطلاق.

۲ـ قوله تعالى: ﴿فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ الله عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾(۴).

وهذه الآية الشريفة نزلت في حقّ النبيّ وعليّ وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام) كما ذكر ذلك علماء الفريقين(۵).

حيث جعلت عليّاً(عليه السلام) نفس رسول الله(صلى الله عليه وآله)، والرسول معصوم بالاتّفاق، إذاً عليّ(عليه السلام) كذلك.

۳ـ قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ…﴾(۶).

المراد من أُولي الأمر في الآية الشريفة هم الأئمّة الاثنا عشر من آل محمّد(عليهم السلام)، للروايات الكثيرة المروية عن أئمّة أهل البيت(عليهم السلام)، والمذكورة في عدّة كتب منها: كتاب «البرهان في تفسير القرآن»(۷).

وهذه الآية دلّت على عصمة أُولي الأمر، بدليل أنّ طاعتهم مقرونة بطاعة الله تعالى، وطاعة رسوله(صلى الله عليه وآله)، والطاعة لا تكون إلّا لذوي العصمة والطهارة.

وأمّا الآيات الأُخرى الدالّة على عصمتهم هي كثيرة(۸)،  وللوقوف على الحقيقة والواقع، راجع كتاب «عمدة النظر» للسيّد هاشم البحراني، وكتب التفسير الشيعية.

_________________
۱ـ الأحزاب: ۳۳٫
۲ـ البرهان في تفسير القرآن ۳/ ۲۰۹٫
۳ـ جامع البيان ۲۲/ ۹، شواهد التنزيل ۲/ ۳۷، تفسير القرآن العظيم ۳/ ۴۹۲، الصواعق المحرقة ۲/ ۴۲۱، الدرّ المنثور ۵/ ۱۹۸، المستدرك على الصحيحين ۲/ ۴۱۶، تاريخ مدينة دمشق ۱۳/ ۲۰۵٫
۴ـ آل عمران: ۶۱٫
۵ـ المستدرك على الصحيحين ۳/ ۱۵۰، أحكام القرآن للجصّاص ۲/ ۱۸، أُسد الغابة ۴/ ۲۶، تحفة الأحوذي ۸/ ۲۷۸، نظم درر السمطين: ۱۰۸، أسباب نزول الآيات: ۶۸، شواهد التنزيل ۱/ ۱۵۹ و۱۸۱ و۲/ ۳۴، الجامع لأحكام القرآن ۴/ ۱۰۴، تفسير القرآن العظيم ۱/ ۳۷۹، الإصابة ۴/ ۴۶۸، البداية والنهاية ۷/ ۳۷۶٫
۶ـ النساء: ۵۹٫
۷ـ البرهان في تفسير القرآن ۱/ ۳۸۱٫
۸ـ منها: التوبة: ۱۱۹، المائدة: ۵۵، الرعد: ۴۳، النساء: ۴۱، الحجّ: ۷۷ ـ ۷۸، النحل: ۴۳، الأنبياء: ۷۳، السجدة: ۲۴، النور: ۵۵٫